ليبيا: كوبلر يدعو إلى اعتماد حكومة السراج

الجيش يواصل انتصاراته في بنغازي.. وإحباط محاولة لإمارة داعشية بصبراتة

ليبيا: كوبلر يدعو إلى اعتماد حكومة السراج
TT

ليبيا: كوبلر يدعو إلى اعتماد حكومة السراج

ليبيا: كوبلر يدعو إلى اعتماد حكومة السراج

أعلن مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، عن ترحيبه بالبيان الذي وقعت عليه أغلبية أعضاء مجلس النواب، والذين أعلنوا فيه موافقتهم على حكومة الوفاق الوطني، التي قدمها رئيس الحكومة المكلف فائز السراج إلى المجلس أخيرًا في نسختها الثانية بعد التعديل.
وقال كوبلر، في بيان أصدره، أمس، إنه يرحب بهذا التطور، الذي اعتبر أنه يُظهر ما وصفه بـ«الإصرار القوي لشعب ليبيا والتأييد الساحق الذي أبدته أغلبية أعضاء مجلس النواب لحكومة السراج المقترحة»، داعيًا في ضوء البيان الصادر عن أغلبية البرلمانيين، قيادة مجلس النواب إلى اتخاذ خطوات فورية لإضفاء الطابع الرسمي على هذا الإقرار.
وقال كوبلر في هذا السياق: «إنني قلق بشأن التقارير الكثيرة المتعلقة بتهديد وتخويف أعضاء مجلس النواب.. فهذا الأمر غير مقبول، وينبغي أن يكون بإمكان البرلمانيين اتخاذ القرارات بحرية»، معتبرًا أن «قيادة مجلس النواب مسؤولة عن ضمان عدم إعاقة العملية البرلمانية، ويجب أن تتم في بيئة خالية من التهديدات والتخويف تماشيا مع المبادئ الديمقراطية».
وكان مائة نائب من أعضاء مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق مقرا له، أعلنوا في بيان حمل توقيعاتهم تأييدهم لحكومة السراج، لكنهم كشفوا النقاب عن تعرضهم للمنع من التصويت على منحها الثقة. وقال النواب في بيانهم: «نؤكد نحن أعضاء مجلس النواب، البالغ عددنا مائة نائب، موافقتنا على التشكيلة الوزارية المقترحة وعلى البرنامج الحكومي».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني في استجابة فورية لطلب قائد الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، إنشاء صندوق إعمار مدينة بنغازي والمدن المنكوبة، إذ نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن حاتم العريبي، الناطق باسم حكومة الثني، أنه أصدر قرارًا يقضي بأن تسعى الحكومة جاهدة لتخصيص قيمة مالية، وذلك بتعاون مع كل الأطراف في المدينة بنغازي، موضحًا أنه بعد تحديد قيمة الصندوق ستقدم إلى مجلس النواب لاعتمادها بشكل سريع، لإعادة إعمار مدينة بنغازي، وخصوصًا المناطق المتضررة جراء الاشتباكات بعد اكتمال التحرير.
عسكريًا، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي أن قوت الجيش تتقدم بشكل كبير في محوري الصابري، وسوق الحوت في مدينة بنغازي، بعدما بسطت سيطرتها الكاملة على عدة محاور قتالية مهمة.
وطبقًا لما أكدته قيادة الجيش، فإن قواته باتت تسيطر حاليًا على نحو 90 في المائة من المحاور القتالية، وذلك بعد مرور خمسة أيام من تدشين عملية «دم الشهيد» الهادفة إلى دحر بقايا المتطرفين في بنغازي.
وأعلن مصدر عسكري العثور على 25 جثة في مزرعة أبو بكر يونس جابر داخل منطقة الهواري، مشيرًا إلى أن أغلب الجثث تعود لأشخاص عسكريين. وقال المكتب الإعلامي للجيش إنه تم اعتقال 13 إرهابيًا، بينهم خمسة مصابين بجروح متفاوتة الخطورة في محوري الصابري، وسوق الحوت خلال تقدم الجيش والقوات المساندة له.
وفي صبراتة بغرب البلاد، حيث يحاول تنظيم داعش إقامة إمارة له هناك في المدينة، التي شهدت، الأسبوع الماضي، أول غارة جوية أميركية، ضد معسكرات التنظيم، هاجمت قوات المجلس العسكري بصبراتة مقرات لتنظيم داعش، وسط معلومات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأوضح العقيد الطاهر الغرابلي، رئيس المجلس العسكري بصبراتة، أن «عناصر تابعين للمجلس هاجموا مقرات وأوكار يوجد فيها عناصر التنظيم في منطقة النهضة جنوب المدينة، بعد ورود معلومات أمنية تفيد بوجودهم داخلها، إلى جانب التحقيقات التي أجريت مع جرحى التنظيم، الذين أصيبوا جراء الغارة الأميركية الأخيرة».
وناشد مجلس صبراتة البلدي العائلات توخي الحذر، وعدم التنقل في الطرقات العامة، والابتعاد عن الأماكن المشبوهة وأماكن التوتر والاشتباكات، وأعلن في بيان نشرته صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن عملية النفير والطوارئ انطلقت بعد دعم سرايا الزاوية وصرمان، وبعض المناطق المجاورة، وتوحيد القيادة والتنسيق مع المنطقة العسكرية الغربية، وضباط الجيش بصبراتة، وتشكيل غرفة عمليات موحدة لقيادة العملية العسكرية ضد عناصر تنظيم داعش ضمن اتفاق مع عميد البلدية وسرايا المدينة بالكامل.
وكان المجلس قد أعلن في وقت سابق عن تحرك سرايا الثوار والأجهزة الأمنية لتمشيط المنطقة، وضواحي المدينة، واقتحام بعض المنازل والاستراحات المشبوهة التي يوجد فيها عناصر «داعش»، مما أدى إلى حدوث اشتباك مع عناصر للتنظيم في منطقة النهضة، الأمر الذي أسفر عن سقوط عدد من «الشهداء» والجرحى من أبناء المدينة.
ولفت المجلس النظر إلى أن عناصر التنظيم استغلوا الفراغ الأمني الحاصل في وسط المدينة، وانتشروا داخلها قبل أن يتم دحرهم إلى خارج المدينة، داعيًا كل المواطنين إلى مساعدة الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو أجسام غريبة، أو مركبات مفخخة خلفها عناصر التنظيم، معلنًا الحداد لمدة 3 أيام اعتبارًا من أمس.
وشنت طائرات أميركية غارات جوية استهدفت منزلاً بمدينة صبراتة، التي تبعد نحو 75 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، استهدفت 49 تونسيًا، بينهم قيادي تونسي بتنظيم داعش.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.