الحوثيون يسطون على أجور أكثر من 500 موظف لستة شهور

بذريعة دعم المجهود الحربي وشراء مواد الإعاشة والمستلزمات

الحوثيون يسطون على أجور أكثر من 500 موظف لستة شهور
TT

الحوثيون يسطون على أجور أكثر من 500 موظف لستة شهور

الحوثيون يسطون على أجور أكثر من 500 موظف لستة شهور

استولت ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على أجور أكثر من 500 موظف من أصحاب الأجور المتوسطة والعالية، الذين يعملون في عدد من القطاعات الحكومية في إقليم تهامة وعدد من المديريات، على مدار الستة أشهر الماضية، تحت ذريعة ما يسمى بالمجهود الحربي، لدعم الميليشيات على الجبهات وشراء احتياج أفرادها من مواد إعاشة ومستلزمات أخرى.
ولم تقدم الميليشيات للموظفين الذين يشكل المعلمون منهم 60 في المائة، تعويضات أخرى تساعدهم على متطلبات الحياة، الأمر الذي وضعهم تحت خط الفقر، ولم يجدوا مصادر مالية أخرى لتعويض ما استولت عليه الميليشيات خلال الشهور الماضية.
هذا الوضع دفع منظمات حقوقية وإنسانية بالمطالبة بتدارك الوضع في المنطقة قبل الدخول في نفق مظلم نتيجة الأعمال التي تنفذها الميليشيات بحق المواطنين وتجار الإقليم، الذين فُرض عليهم إتاوة تقدم شهريًا للميليشيات.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر عسكرية أن قيادات الحوثيين في المديريات التي ما زالت تسيطر عليها الميليشيات، تلقت أوامر من صنعاء، بجمع مبالغ مالية كبيرة، وفرض إتاوات مالية على التجار لضمان سلامتهم، وذلك من أجل شراء أسلحة من المهربين لدعم الميليشيات التي تواجه الجيش الوطني على الجبهات، خصوصًا بعد أن عمد القيادات في صنعاء إلى تهريب مئات الملايين من الدولارات خارج البلاد، بالتزامن مع اقتراب الجيش من مشارف صنعاء وسيطرته على الكثير من المواقع.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي وناشط حقوقي: «إن سالم الملاحي المعيَّن من قبل الانقلابيين محافظًا للجوف، أقدم على توقيف مرتبات أكثر من 280 موظفًا بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة، وتحويلها إلى ما يُسمى (المجهود الحربي) لصالح ميليشيات الحوثية والمخلوع صالح». وأضاف الخطامي أن «الميليشيات تمارس منذ أشهر عدة أعمالاً إرهابية بحق المدنيين في إقليم تهامة وعدد من المديريات التي تسيطر عليها، وفق معايير سياسية وطائفية، دون النظر إلى الحالة الاجتماعية التي يمر بها المدنيون».
وأشار الخطامي إلى أنه من خلال التواصل مع الجهات المعنية في المنطقة، تبين أن توقف أجور المعلمين انعكس سلبًا على التعليم في المنطقة، من خلال توقيف عشرات المدارس بالمحافظة، إضافة إلى توقيف مصدر دخل مئات الأسر في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه المحافظة واليمن بشكل عام.
وشدد الخطامي على أن هذه الأعمال التي تنفذها الميليشيا، تعد خطرة وتتسبب في كارثة إنسانية كبيرة على عموم المدنيين، من نقص الأموال وضعف الموارد، إضافة إلى سيطرة الميليشيا على منافذ البيع، الأمر الذي قد يتسبب في معضلة إنسانية يتطلب معها التدخل السريع من المنظمات المعنية في هذا الشأن.
من جهته، أكد العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الجيش بالتنسيق مع المقاومة الشعبية، تحرز تقدمًا كبيرًا في جبهات ما يُسمى محور صنعاء، لافتًا إلى أن عملية التحرير أصبحت وشيكة وأقرب من أي وقت مضى، مع تقدم القوات ووصول تعزيزات إلى مديرية نهم.
وأضاف العميد الصبيحي أن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أسهم وبشكل كبير في تقدم الجيش على محاور عدة، وسيلعب الطيران دورًا محوريًا كغطاء جوي للجيش في عملية التحرير، لافتًا إلى أن محور تعز يتقدم فيه الجيش بشكل ثابت، مع ما تحققه المقاومة في الداخل، التي نجحت في تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة.
ميدانيًا، تمكنت المقاومة الشعبية في إب من استهداف القيادي في ميليشيات الحوثي والمعروف بالحبوري وأربعة من مرافقيه أثناء عودتهم بأسلحة من إحدى الجبهات.
كما أعلن المكتب الإعلامي للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة مسؤوليتهم عن استهداف طقم لميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح، شرق مدينة زبيد بمحافظة الحديدة بصاروخ «لو» سقط معه عشرات القتلى والجرحى وأدى إلى إعطاب الطقم.
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية أن الساعات المقبلة، ستشهد عملية الحسم العسكري في نهم وبني حشيش التابعة إداريًا لمحافظة صنعاء، وذلك مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات الشرعية التي تعتزم خلال الأيام المقبلة حسم معركة صنعاء واستعادتها من قبضة الانقلابيين الذين فرضوا التجنيد الإلزامي على المدنيين في المديريات غير المحررة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.