اليهود الأوروبيون لا يتحدرون من أمهات يهوديات.. بل من نساء أوروبيات

في أحدث دراسة معمقة للتركيبة الجينية للحمض النووي المتوارث منهن

اليهود الأوروبيون لا يتحدرون من أمهات يهوديات.. بل من نساء أوروبيات
TT
20

اليهود الأوروبيون لا يتحدرون من أمهات يهوديات.. بل من نساء أوروبيات

اليهود الأوروبيون لا يتحدرون من أمهات يهوديات.. بل من نساء أوروبيات

تعرف علماء الجينات خلال السنوات الـ15 الماضية على الروابط التي تربط بين مجموعات اليهود حول العالم، التي أشارت إلى وجود جد مشترك لها، إضافة إلى دياناتها المشتركة. ومع هذا فقد ظلت الألغاز تحيط بأصول واحدة من أهم المجموعات اليهودية، وهي مجموعة يهود الأشكناز الذين كانوا يقطنون في وسط وشرق أوروبا. ويملأ أحدث تحليل للجينات إحدى الفجوات في هذا اللغز، إذ يشير إلى أن النساء الأوروبيات كن العناصر النسائية الرئيسة اللواتي أنجبن أفراد مجموعة اليهود الأشكناز. كما يشير إلى احتمال أن أجداد هذه المجوعة ينحدرون من أصول لمجموعات عاشت في حقبة بدايات الإمبراطورية الرومانية.
ويؤكد البحث الجديد أن النساء اللواتي كن النواة المؤسسة التي أنجبت يهود الأشكناز في أوروبا لم يأتين من الشرق الأدنى كما تحدثت الفرضيات السابقة، كما يؤكد على الفكرة القائلة إن الكثير من المجموعات اليهودية خارج إسرائيل تأسست عندما تزاوج رجال يهود من نساء محليات تحولن إلى الدين اليهودي.
واستند البحث الجديد الذي نشر في مجلة «نتشر كوميونيكيشن» أول من أمس الثلاثاء، على تحليلات للجينات الخاصة المتوارثة من الأمهات. وقام فريق برئاسة مارتن بي. ريتشاردز الباحث في جامعة هادرسفيلد في إنجلترا بالتدقيق مجددا في أصول يهود الأشكناز بفك شفرات الرموز الجينية لكل الجينوم (الخريطة الوراثية) الخاص بالأم، أي بدراسة الميتوكوندريا (وهي المنطقة التي تحمل الخصائص الموروثة من الأم، المحيطة بنواة الخلية) لأفراد من أوروبا ومن الشرق الأدنى.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن المجموعات اليهودية حول العالم قد تأسست على يد رجال كان الكروموسوم «واي» الذكري لديهم يحمل تركيبة جينية مشابهة لتلك التركيبة الموجودة للرجال في الشرق الأدنى، إلا أن المفاجأة ظهرت عندما أخذ علماء الجينات التدقيق في جينات سلالات النساء القديمات، وذلك بتحليل الحمض النووي «دي إن إيه» في الميتاكوندريا. وهذا الجزء من الجينات مستقل عن الجينوم البشري، يتم توارثه عن طريق الأم. وعلى خلاف الكروموسوم «واي» فإنه لم يظهر أي تشابه بين الميتوكوندريا (مع أمهات الشرق الأدنى)، بل على العكس أظهرت تلك الميتوكوندريا تشابها واضحا مع مثيلاتها للنساء اللواتي يعشن في نفس المنطقة، الأمر الذي يفترض وجود مناخ للهجرة أخذ فيه الرجال المهاجرون، ربما من التجار، بالتزاوج مع النساء اللواتي تحولن إلى اليهودية. وكانت دراسة نشرت عام 2006 قد أظهرت أن أربع سلالات شائعة من حمض «دي إن إيه» في الميتوكوندريا ليهود الأشكناز جاءت من الشرق الأدنى، الأمر الذي كان يعني في حينه أن نحو نصف مجموعة الأشكناز كانت من أصول أتت من الشرق الأدنى، وأيضا أن الأشكناز كانت مجموعة مهاجرة.
إلا أن تقنيات التعرف على الجينات في ذلك الوقت كانت غالية الثمن، ما قاد الباحثين حينها للتدقيق في 1000 من 16600 وحدة من الحمض النووي فقط.
وفي البحث الجديد حلل الباحثون كل جينوم الميتوكوندريا وتمكنوا من تدقيق السلالات إلى عاشت في أوروبا لـ10 - 20 ألف سنة مضت. وقال ريتشاردز في دراسته: «ولذا نستنتج أن غالبية يهود الأشكناز لم تصل من مناطق سوريا الطبيعية كما كانت الافتراضات السابقة تقول». وإجمالا فإن ما يقرب من 80% من يهود الأشكناز انحدروا من أمهات من أصول أوروبية قح، و8% من أمهات أصولهن من الشرق الأدنى، والبقية مبهمات الأصول، وفقا لتقديرات الباحثين.
وكانت دراسة أخرى أجريت حديثا دققت كل الجينوم البشري قد أشارت إلى أن وجود خليط من الأجداد الأوروبيين بنسبة تتراوح بين 30 و60 في المائة بين يهود الأشكناز ويهود السفرديم (اليهود الشرقيون).
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT
20

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.