جمعيات حقوقية أميركية تتهم الكليات الربحية في ماريلاند بابتزاز الطلاب

قالت إن الطلاب يحصلون على درجات علمية «لا قيمة لها»

يقترض الطلاب الملتحقون بالكليات الربحية في ماريلاند ثلاث مرات أكثر من أقرانهم في الجامعات الحكومية
يقترض الطلاب الملتحقون بالكليات الربحية في ماريلاند ثلاث مرات أكثر من أقرانهم في الجامعات الحكومية
TT

جمعيات حقوقية أميركية تتهم الكليات الربحية في ماريلاند بابتزاز الطلاب

يقترض الطلاب الملتحقون بالكليات الربحية في ماريلاند ثلاث مرات أكثر من أقرانهم في الجامعات الحكومية
يقترض الطلاب الملتحقون بالكليات الربحية في ماريلاند ثلاث مرات أكثر من أقرانهم في الجامعات الحكومية

يُقدم الطلاب في ولاية ماريلاند الأميركية على رهان محفوف بالمخاطر عند التحاقهم بالكليات الهادفة للربح التي تربطهم بمستويات عالية من الديون الدراسية، لقاء درجات علمية لا قيمة لها في أغلب الأحيان، وذلك وفقًا لتقرير جديد صادر عن تحالف ماريلاند لحقوق المستهلك.
تقول مارسلين وايت المديرة التنفيذية للتحالف المذكور: «لا يحصل الطلاب على ما يعتقدون أنهم يدفعون لقاءه كل هذه الأموال. وما يحصلون عليه بدلاً من تحقيق أحلامهم في تحسين حياتهم، هو ما يمكن للكثيرين وصفه بـ(الكابوس المروع)».
عقد تحالف حقوق المستهلك المشار إليه مقارنة بين التكاليف وديون الطلاب، والتخلف عن سداد الديون في الكليات الربحية، والكليات المهنية الخاصة، والكليات العامة في ولاية ماريلاند، باستخدام البيانات المستمدة من وزارة التعليم ولجنة التعليم العالي، وهي الهيئة التنظيمية لشؤون التعليم في الولاية.
وخلص تحالف حقوق المستهلك إلى أن البرامج الدراسية المقدمة في الكليات الربحية تكلف الطلاب ضعف تكلفة البرامج ذاتها في الكليات والجامعات الحكومية المناظرة. وإحدى الكليات الهادفة للربح في ماريلاند تفرض رسوما دراسية قدرها 52.737 دولار للحصول على الدرجة الجامعية في صحة الأسنان، بينما درجة الانتساب في التخصص نفسه، في الكليات العامة تكلف نحو سُدس هذا الرقم الكبير. ويبلغ متوسط الدخل في مجال صحة الأسنان نحو 38.740 دولار في العام.
وللوقوف على ما إذا كانت الكليات المحلية الهادفة للربح تعمل بشفافية حيال التكاليف الدراسية، تقدم أحد أعضاء تحالف المستهلكين كطالب محتمل للدراسة في هذه الكليات، وطلب معلومات الالتحاق لدى 6 كليات من أصل 146 مدرسة للتدريب المهني و4 من أصل 11 كلية هادفة للربح في ماريلاند.
ولقد رفضت 6 من أصل 9 كليات الإجابة عن أي أسئلة عبر الهاتف، وطلبت 5 كليات منها عقد اجتماعات شخصية مع الطالب المتقدم. وبمجرد موافقة موظفي الكلية على الاجتماعات، قال الطلاب المزعومون إنهم تعرضوا لمستويات مختلفة من «أساليب المبيعات الصارمة» مع عدم ذكر التكلفة الحقيقية للدراسة إلا فيما ندر. ثم تلقوا في الأسبوع التالي 18 مكالمة هاتفية إلى جانب 19 رسالة بالبريد الإلكتروني، 13 منها من اثنتين من الكليات الربحية في الولاية. ولقد رفض تحالف حقوق المستهلك الإفصاح عن هويات الكليات المتضمنة في تجربة التسويق الدراسي الغامضة.
وبالنظر إلى التكلفة المرتفعة للحصول على الدرجات أو الشهادات العلمية في الكثير من الكليات الربحية، فإن أكثر من ثلثي الطلاب في ماريلاند يتقدمون بطلب الحصول على القروض الفيدرالية للالتحاق بهذه الكليات، مقارنة بنسبة 29 في المائة من الطلاب الملتحقين بالكليات والمؤسسات التعليمية العامة، كما أفاد به التقرير.
ويقترض الطلاب الملتحقون بالكليات الربحية في ماريلاند ثلاث مرات أكثر من أقرانهم في الكليات والجامعات الحكومية العامة، ويغادرون الكليات وهم مثقلون بديون تبلغ في المتوسط نحو 18.083 دولار. ويعلن 23 في المائة من الطلاب الملتحقين بالكليات الربحية، سعيًا وراء الحصول على الشهادة أو الدرجة العلمية، عجزهم عن سداد القروض، مقارنة بنسبة 15 في المائة من الطلاب في الكليات العامة في ماريلاند. ويعلق أنصار الكليات الهادفة للربح على مسألة توصيف الكليات في التقرير، ويقولون إن معدلات تخرجهم في تلك الكليات أعلى بكثير من المعدلات نفسها في الكليات العامة.
يقول نوح بلاك، من رابطة كليات وجامعات القطاع الخاص، التي تمثل الكليات الهادفة للربح في الولاية: «التقرير الصادر عن تحالف ماريلاند لحقوق المستهلك مبني على معلومات قصصية، ويفتقد نقاط البيانات المهمة والفشل العام في إدراك وتفهم السبب وراء اختيار الطلاب التقليديين الالتحاق بالمؤسسات التعليمية الخاصة».
وذكر التحالف أن نصف الطلاب يسعون للحصول على الشهادة أو الدرجة الجامعية من الكليات الهادفة للربح، مقارنة بنسبة 16 في المائة من الطلاب الذين يلتحقون بالكليات العامة في ماريلاند. ويقول أنصار الكليات الربحية إن الفارق يكمن في أن الكليات الربحية تمنح الشهادات التي تستغرق أقل من عام كامل لاستكمال الدراسة فيها، بينما البرامج الدراسية في الكليات العامة التقليدية تستغرق وقتًا أكثر من ذلك.
ونسبة 86 في المائة من الطلاب الخريجين لدى الكليات الربحية في ماريلاند قد استكملوا برامجهم الدراسية التي تستغرق أقل من عامين كاملين، كما يقول التقرير.
وتوضح السيدة وايت أن «الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة في التقرير هو أنه بعد تراكم الديون الدراسية، فإن الكثير من الطلاب الذين يتخرجون في الكليات الربحية لا يتمكنون من الحصول على الوظائف في مجالات دراستهم». فمن بين أكثر من 30 ألف طالب من المسجلين في الكليات المهنية الخاصة في ماريلاند لعام 2012، تمكنت نسبة 58 في المائة منهم فقط من العثور على وظائف، وفقًا لآخر البيانات الصادرة عن وزارة التعليم، وأضافت السيدة وايت تقول: «وهي ليست نسبة كبيرة بحال».
وبالمقارنة بولايات أخرى، تأتي ماريلاند على رأس قائمة أعلى المعايير للكليات والمدارس المهنية الهادفة للربح ضمن حدود الولاية، ولكن أغلب القوانين تغطي الكليات والمدارس المهنية العامة، وليس الكليات الربحية. على سبيل المثال، تتطلب الولاية ضمانًا ماليًا من المدارس المهنية الخاصة بأنها سوف تعوض الطلاب عن تكاليف الحضور والدراسة في حالة ما أغلقت الكلية أبوابها. ويريد أنصار تلك الكليات من حكومة الولاية تمديد تلك القاعدة لتشمل الكليات الهادفة للربح كذلك.
يدعو التحالف حكومة الولاية إلى تبسيط عملية التقدم بالشكاوى إلى لجنة التعليم العالي في ماريلاند. ويطالب الولاية بفرض فترة للتهدئة تمتد إلى 72 ساعة للطلاب الذين يفكرون في الالتحاق بالكليات الربحية ويطالب تلك الكليات بالكشف الواضح والشفاف عن المصاريف والرسوم الدراسية على مواقعهم الإلكترونية. ويريد التحالف من المنظمين كذلك ضبط معدل التخرج عند 70 في المائة وتحديد نسبة 15.5 في المائة كمعدل سنوي للتخلف عن سداد القروض بالنسبة للكليات الربحية في الولاية التي تتلقى المنح والقروض الفيدرالية.
ويقول السيد بلاك إن «التوصيات المذكورة في التقرير تحمل قدرًا محترمًا من النبل وحسن المقصد، ولكن إذا ما طُبقت على الكليات الأهلية وغيرها من المؤسسات التعليمية التي توفر خدماتها للطلاب التقليديين، فسوف تؤدي إلى عجز هذه المؤسسات عن تلبية الضوابط الأساسية المطلوبة. فالطلاب الذين يلتحقون بقطاع التعليم الخاص يسعون وراء البرامج والعروض التي إما أنها غير متوفرة في مؤسسات تعليمية أخرى في ماريلاند، أو أن الجدول الزمني للبرامج الدراسية غير معقول متابعته من قبل الطلاب الذين يحاولون تحقيق التوازن بين متطلبات العائلة والعمل والدراسة».
ويطالب النواب في ماريلاند اللجان التشريعية في برلمان الولاية بتشديد اللوائح المطبقة على الكليات الهادفة للربح والكليات المهنية. ولقد تقدم السيناتور بول جي بينسكي (الديمقراطي عن مقاطعة برينس جورج بالولاية)، وهو نائب رئيس لجنة التعليم والصحة والشؤون البيئية في برلمان الولاية، بمشروع قانون من شأنه معالجة قضية صندوق الضمان المالي إلى جانب مطالبة الكليات بالإفصاح مقدمًا عما إذا كان الطلاب سوف يكونون مؤهلين لتسلم رخصة مزاولة المهنة فور التخرج من عدمه. ومن شأن مشروع القانون أيضًا أن يعزز من اعتماد الجهة المانحة للتراخيص المهنية. ومن المقرر عقد جلسة استماع لمشروع القانون في 24 فبراير (شباط) الحالي.
ويوضح النائب بينسكي: «لقد كان الوضع مثل الغرب المتوحش هنا، بالطريقة التي يختارون بها الطلاب ويغرونهم بالالتحاق، وخصوصًا الطلاب الفقراء منهم. يستخدم الطالب الأموال الفيدرالية.. ولا يحصل على الوظيفة بعد ذلك. ويبقى مثقلاً بالديون طيلة حياته. وبعض من هذه المدارس تتصرف بلا اهتمام أو اكتراث. ولذلك فنحن في حاجة ماسة إلى حماية أفضل للطلاب».
أما برنارد ريد (26 عامًا)، فيقول إنه كان محبطًا عندما علم بأن كلية أميركا الشمالية التجارية في بالتيمور ليست معتمدة عندما تخرج في برنامج التدريب المهني للتكييف والتدفئة في عام 2010. وأشار إلى أن الكلية وعدته بأنه مع انتهاء البرنامج الدراسي لمدة 9 شهور سوف يأتون بكبير الفنيين في هذا المجال لاعتماد الساعات الدراسية ومسؤولين آخرين لعقد المقابلات الشخصية من أجل التوظيف. ولم يتحقق أي من تلك الأمور في الواقع.
وأوضح الطالب ريد: «لم تكن هناك مقابلات شخصية، أو وظائف معروضة. وبعد تخرجي ذهبت إلى المدرسة لسؤالهم إذا ما كانت هناك فرص للتوظيف لديهم. وكل ما حصلت عليه منهم كان مجرد استبيان. وهذا كل شيء».
ولم يكتشف أن الكلية ليست معتمدة من قبل حكومة الولاية إلا بعد مرور 6 شهور على التخرج.
يؤكد المسؤولون في كلية أميركا الشمالية التجارية أن البرنامج معتمد بالكامل وقت حضور الطالب ريد للدراسة هناك، ولقد بعثت الكلية إليه بأربع رسائل لمساعدته في العثور على وظيفة، ولكنه لم يرد عليهم.
لكن مات دالي من كلية أميركا الشمالية التجارية يقول: «لا يمكننا أبدا ضمان حصول الطلاب على وظائف، بل يمكننا مساعدتهم عن طريق توفير دورة في البحث عن الوظائف حيث نؤهلهم للمقابلات الشخصية، وطريقة كتابة السيرة الذاتية والخطاب الخارجي والوصول إلى الشركات لمعرفة ما إذا كانت هناك عروض وظيفية تناسبهم. لقد ساعدنا الآلاف من خريجي الكلية، ونحن فخورون بإنجازاتنا ونعلم أننا نقوم بدور مهم وحيوي للمساعدة في تغطية هذه المهن التي توفرها برامجنا الدراسية للطلاب الملتحقين بها».
مع اقتراب ميعاد سداد القرض البالغ 13 ألف دولار الذي اقترضه ريد من أجل البرنامج الدراسي، ظل يبحث عن عمل بمنتهى الجدية، وعثر على بعض الوظائف المؤقتة كمشرف على أحد المباني السكنية، ولكن لا شيء يعد بمستقبل مستقر بالنسبة له.
ثم علم بمشروع يسمى «جامب سمارت»، وهو برنامج مجاني لما قبل التدريب المهني مقدم من مدينة بالتيمور لتدريب السكان على شغل وظائف في صناعة التشييد والبناء. وبعد استكمال 13 أسبوعًا هي مدة البرنامج في العام الماضي، حصل ريد على وظيفة في تشكيل المعادن وطلاء الجدران لدى إحدى شركات البناء.
ويقول ريد أخيرًا: «إن هذه الشركة رائعة للغاية. إنهم يدفعون لي مصاريف الالتحاق بإحدى المدارس لتعلم كيفية قراءة المخططات الزرقاء للمباني وجعلوني رئيسًا للعمال. إنني أتقدم في عملي وفي حياتي الآن».

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».