شاشة الناقد

مشهد من «كيف تكونين امرأة عازبة»
مشهد من «كيف تكونين امرأة عازبة»
TT

شاشة الناقد

مشهد من «كيف تكونين امرأة عازبة»
مشهد من «كيف تكونين امرأة عازبة»

* How to Be Single ‬(*)
* إخراج: ‪كرستيان دتلر‬
* كوميديا | الولايات المتحدة (2016)
فيلم بناتي ونسائي الاهتمام والأحداث ولو أن فيه شخصيات رجالية متعددة. بل هو يقصد، في عنوانه، شمل الجنسين معًا تحت مظلة الحاجة لكي يتفهم العازب والعازبة كيف يستطيعان ترتيب حياتهما والتأقلم مع مشكلة العزوبية. ما ينساه الفيلم هو أنه لا يحدد تمامًا ما يرغب من المشاهد اعتناقه. الحكاية مقتبسة من رواية نشرت سنة 2008 بالعنوان نفسه بطلتها أليس (داكوتا جونسون) التي تصل إلى مدينة نيويورك وتتعرف على شلّة من البنات (بينهن لسلي مان ورَبل ولسون) والثلاث ينطلقن في البحث لا عن العمل أساسًا بل عن شركاء للمستقبل، قريبًا كان أو بعيدًا. المخرج الألماني دتلر يحاول الانخراط بمتطلبات هوليوود الحالية: فقاعات بصرية وضوضاء صوتية.

‫* Deadpool ‬(**)
‬* إخراج: ‪تيم ميلر‬
* أكشن وسوبر هيرو | الولايات المتحدة (2016)
شخصية وايد ولسون (التي يؤديها رايان رينولدز على الشاشة) تلتقي وشخصيات الأبطال الخارقين في «العملاق» و«سبايدر مان» و«العفريت» وسواها، بأن تجربة أجريت عليها حوّلتها من شخصية شاب عادي إلى سوبر هيرو ولو من نوع مختلف. وايد أصبح شخصًا قادرًا على إشفاء العليل من المرض، لكن لا بأس ببعض الأحداث المستعصية لزوم الإثارة السريعة. يوظف الفيلم قدرًا متوازيًا من الخيال العلمي والأكشن والكوميديا. إلا أن حسنته السائدة طوال الوقت خفّته وسرعته. سيئته الأكبر حجمًا من حسنته هي أنه بدهي وساذج في طرحه. في الولايات المتحدة كانت الشكوى أنه أقل مستوى من ذكاء الأولاد من المشاهدين.

‫* The Kid ‬(***)
* إخراج: تشارلي شابلن
* كوميديا صامتة | الولايات المتحدة (1921)
ليست كل أفلام الكوميدي الشهير تشارلي شابلن جيدة، ولو أن معظمها مضحك وسخيف معًا. «الفتى» هو أحد أعماله الأفضل في الفترة السابقة لأعماله الأهم مثل «الاندفاع للذهب» و«أزمنة معاصرة» و«الديكتاتور العظيم». حكاية الصعلوك شارلو الذي يتبنّى صبيًا يتيمًا ويتخذه معاونًا في عمله. الصبي يرمي حجرًا على زجاج دكان ويدعي شارلو أنه يمر بالصدفة فيناديه صاحب الدكان لتركيب لوح جديد. سرعان ما تنتقل الأحداث إلى وضع اجتماعي أبعد عندما يحاول البعض استرداد الصبي رغم تعلقه بالصعلوك وتعلق الصعلوك به. مشاهد بهلوانية كثيرة لكنها تخلو من التهريج (DVD حديث).
4 مشاهد من «كيف تكونين امرأة عازبة»

(*)لا يستحق
(**)وسط
(***)جيد
(****)ممتاز
(*****)تحفة



«العواصف» و«احتفال»

«العواصف» (فيستيڤال سكوب)
«العواصف» (فيستيڤال سكوب)
TT

«العواصف» و«احتفال»

«العواصف» (فيستيڤال سكوب)
«العواصف» (فيستيڤال سكوب)

LES TEMPÊTES

(جيد)

* إخراج: دانيا ريمون-بوغنو

* فرنسا/ بلجيكا (2024)

الفيلم الثاني الذي يتعاطى حكاية موتى- أحياء، في فيلم تدور أحداثه في بلدٍ عربي من بعد «أغورا» للتونسي علاء الدين سليم («شاشة الناقد» في 23-8-2024). مثله هو ليس فيلم رعب، ومثله أيضاً الحالة المرتسمة على الشاشة هي في جانب كبير منها، حالة ميتافيزيقية حيث العائدون إلى الحياة في كِلا الفيلمين يمثّلون فكرةً أكثر ممّا يجسّدون منوالاً أو حدثاً فعلياً.

«العواصف» إنتاج فرنسي- بلجيكي للجزائرية الأصل بوغنو التي قدّمت 3 أفلام قصيرة قبل هذا الفيلم. النقلة إلى الروائي يتميّز بحسُن تشكيلٍ لعناصر الصورة (التأطير، والإضاءة، والحجم، والتصوير نفسه). لكن الفيلم يمرّ على بعض التفاصيل المكوّنة من أسئلة لا يتوقف للإجابة عليها، أبرزها أن بطل الفيلم ناصر (خالد بن عيسى)، يحفر في التراب لدفن مسدسٍ بعد أن أطلق النار على من قتل زوجته قبل 10 سنوات. لاحقاً نُدرك أنه لم يُطلق النار على ذلك الرجل بل تحاشى قتله. إذن، إن لم يقتل ناصر أحداً لماذا يحاول دفن المسدس؟

الفيلم عن الموت. 3 شخصيات تعود للحياة بعد موتها: امرأتان ورجل. لا أحد يعرف الآخر، وربما يوحي الفيلم، أنّ هناك رابعاً متمثّلاً بشخصية ياسين (مهدي رمضاني) شقيق ناصر.

ناصر هو محور الفيلم وكان فقد زوجته «فجر» (كاميليا جردانة)، عندما رفضت اعتلاء حافلة بعدما طلب منها حاجز إرهابي ذلك. منذ ذلك الحين يعيش قسوة الفراق. في ليلة ماطرة تعود «فجر» إليه. لا يصدّق أنها ما زالت حيّة. هذا يؤرقها فتتركه، ومن ثَمّ تعود إليه إذ يُحسن استقبالها هذه المرّة. الآخران امرأة ورجل عجوزان لا قرابة أو معرفة بينهما. بذا الموت الحاصد لأرواح تعود إلى الحياة من دون تفسير. الحالة نفسها تقع في نطاق اللا معقول. الفصل الأخير من الفيلم يقع في عاصفة من التراب الأصفر، اختارته المخرجة ليُلائم تصاعد الأحداث الدرامية بين البشر. تنجح في إدارة الجانبين (تصوير العاصفة ووضعها في قلب الأحداث)، كما في إدارة ممثليها على نحوٍ عام.

ما يؤذي العمل بأسره ناحيةٌ مهمّةٌ وقعت فيها أفلام سابقة. تدور الأحداث في الجزائر، وبين جزائريين، لكن المنوال الغالب للحوار هو فرنسي. النسبة تصل إلى أكثر من 70 في المائة من الحوار بينما، كما أكّد لي صديق من هناك، أن عامّة الناس، فقراء وأغنياء وبين بين، يتحدّثون اللهجة الجزائرية. هذا تبعاً لرغبة تشويق هذا الإنتاج الفرنسي- البلجيكي، لكن ما يؤدي إليه ليس مريحاً أو طبيعياً إذ يحول دون التلقائية، ويثير أسئلة حول غياب التبرير من ناحية، وغياب الواقع من ناحية أخرى.

* عروض مهرجان مراكش.

«احتفال» (كرواتيا إودڤيحوال سنتر)

CELEBRATION

(ممتاز)

* إخراج: برونو أنكوڤيتش

* كرواتيا/ قطر (2024)

«احتفال» فيلم رائع لمخرجه برونو أنكوڤيتش الذي أمضى قرابة 10 سنوات في تحقيق أفلام قصيرة. هذا هو فيلمه الطويل الأول، وهو مأخوذ عن رواية وضعها سنة 2019 دامير كاراكاش، وتدور حول رجل اسمه مِيّو (برنار توميتش)، نَطّلع على تاريخ حياته في 4 فصول. الفصل الأول يقع في خريف 1945، والثاني في صيف 1933، والثالث في شتاء 1926، والرابع في ربيع 1941. كلّ فصل فيها يؤرّخ لمرحلة من حياة بطله مع ممثلٍ مختلف في كل مرّة.

نتعرّف على مِيو في بداية الفيلم يُراقب من فوق هضبة مشرفة على الجيش النظامي، الذي يبحث عنه في قريته. يمضي مِيو يومين فوق الجبل وتحت المطر قبل أن يعود الفيلم به عندما كان لا يزال فتى صغيراً عليه أن يتخلّى عن كلبه بسبب أوامر رسمية. في مشهد لا يمكن نسيانه، يربط كلبه بجذع شجرة في الغابة ويركض بعيداً يلاحقه نباح كلب خائف، هذا قبل أن ينهار مِيو ويبكي. ينتقل الفيلم إلى شتاء 1926. هذه المرّة الحالة المعيشية لا تسمح لوالده بالاختيار، فيحمل جدُّ مِيو فوق ظهره لأعلى الجبل ليتركه ليموت هناك (نحو غير بعيد عمّا ورد في فيلم شوهاي إمامورا «موّال ناراياما» The Ballad of Narayama سنة 1988). وينتهي الفيلم بالانتقال إلى عام 1941 حيث الاحتفال الوارد في العنوان: أهالي القرى يسيرون في استعراضٍ ويرفعون أيديهم أمامهم في تحية للنازية.

«احتفال» معني أكثر بمراحل نمو بطله وعلاقاته مع الآخرين، وسط منطقة ليكا الجبلية الصعبة كما نصّت الرواية. ما يعنيه هو ما يُعانيه مِيو وعائلته وعائلة الفتاة التي يُحب من فقر مدقع. هذا على صعيد الحكاية وشخصياتها، كذلك وَضعُ مِيو وما يمرّ به من أحداث وسط تلك الطبيعة القاسية التي تُشبه قسوة وضعه. ينقل تصوير ألكسندر باڤلوڤيتش تلك الطبيعة وأجواءها الممطرة على نحوٍ فعّال. تمثيلٌ جيدٌ وناضجٌ من مجموعة ممثلين بعضُهم لم يسبق له الوقوف أمام الكاميرا، ومن بينهم كلارا فيوليتش التي تؤدي دور حبيبة مِيو، ولاحقاً، زوجته.

* عروض مهرجان زغرب (كرواتيا).