نصف منفذي العمليات ضد إسرائيل شبان وقصر والنساء شاركن بفعالية

مستوطنون اقتحموا الأقصى وقاموا بجولات استفزازية قبل أن يتصدى لهم مصلون

قوات من «حرس الحدود» الإسرائيلية تقوم بتفتيش فلسطيني جسديا عند بوابة دمشق في القدس القديمة (رويترز)
قوات من «حرس الحدود» الإسرائيلية تقوم بتفتيش فلسطيني جسديا عند بوابة دمشق في القدس القديمة (رويترز)
TT

نصف منفذي العمليات ضد إسرائيل شبان وقصر والنساء شاركن بفعالية

قوات من «حرس الحدود» الإسرائيلية تقوم بتفتيش فلسطيني جسديا عند بوابة دمشق في القدس القديمة (رويترز)
قوات من «حرس الحدود» الإسرائيلية تقوم بتفتيش فلسطيني جسديا عند بوابة دمشق في القدس القديمة (رويترز)

مع تراجع واضح في عدد العمليات ضد إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية، واختفاء المواجهات الشعبية إلى حد كبير، أظهرت معطيات أمنية إسرائيلية، أن نصف منفذي العمليات خلال الشهور الأربعة الماضية، كانوا شبانا وقاصرين تحت سن 20 عاما، مع مشاركة عالية للنساء في تنفيذ هذه العمليات وصلت إلى 11 في المائة.
ونشر الشاباك في إسرائيل، بيانات «انتفاضة المدى» مركزا على العمليات الكبيرة، وأظهرت البيانات أن الفلسطينيين نفذوا 228 عملية ومحاولة لتنفيذ عملية منذ شهر وحتى العاشر من الحالي.
ويتضح أن نصف منفّذي العمليات كانوا شبابا دون سنّ 20 عاما، (37 في المائة) هم من الفئة العمرية من 16 إلى 20 عاما و(10 في المائة) دون سنّ 16 عاما، و(33 في المائة) كانوا في سنّ 21 إلى 25، و(10 في المائة) فوق سنّ 30.
وشاركت النساء بشكل فعال في هذه الانتفاضة بخلاف انتفاضة الأقصى السابقة، إذ شاركت 24 امرأة في تنفيذ عمليات، أي (11 في المائة) من إجمالي منفّذي العمليات. وركز الشاباك على أن النسوة والفتيات اللاتي نفذن عمليات، جئن من بيئة ميسورة ومتعلمة والكثير منهن كان على وشك الارتباط.
أما أماكن تنفيذ العمليات فيتضح أن (74 في المائة) من هذه العمليات نفذت في الضفة الغربية، و(16 في المائة) منها في القدس، و(10 في المائة) في إسرائيل.
وبحسب بيانات الشاباك، فإن (80 في المائة) من المشاركين في تنفيذ عمليات أو حاولوا ذلك كانوا فلسطينيين من الضفة الغربية، وبشكل أدق، 69 من أصل 174 أي (40 في المائة)، جاءوا من مدينة الخليل، تلتها رام الله التي خرج منها (25 في المائة) من المنفذين، ومن جنين (21 في المائة)، ثم نابلس وبيت لحم (15 في المائة)، في طولكرم وقلقيلية (11 في المائة).
أما منفذو العمليات من غير الضفة فتوزعوا بين القدس وفلسطيني الداخل. وجاء أن 9 من منفذي العمليات، هم من فلسطينيي الداخل 1948، و36 من سكان القدس، التي تم شهدت (16 في المائة) من العمليات، فيما حظيت إسرائيل بـ (10 في المائة) من العمليات. ومن بين جميع العمليات، فإنه في عملية واحدة فقط، لم يكن المهاجم فلسطينيا، وإنما كان لاجئا من السودان يقيم في عسقلان.
وقال التقرير إن الجيل الشاب الذي لم يعش الانتفاضة الأولى وكان ما زال صغيرا أثناء الانتفاضة الثانية، يلعب دورا رئيسيًّا في تنفيذ العمليات، ولا يخاف من الجيش الإسرائيلي.
وأمس أفشل الإسرائيليون عملية طعن في مدينة القدس، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل فلسطينيا كان يحمل سكينا ويهم بتنفيذ عملية.
وفي الأثناء، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى وقاموا بجولات استفزازية قبل أن يتصدى لهم مصلون ويجبروهم على التراجع.
وسمح للمستوطنين بدخول الأقصى فيما تضع إسرائيل قيودا على دخوله من المستوطنين.
وقال شهود عيان إن 47 مستوطنًا يهوديًا اقتحموا الأقصى على مجموعات من جهة «باب المغاربة»، وتجوّلوا في باحاته تحت حراسة القوات الإسرائيلية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.