الرئيس المصري يبحث مع وزير خارجية إريتريا قضايا الإرهاب في القرن الأفريقي

وزير خارجية السودان رجح عقد قمة بين السيسي والبشير وتشومي على هامش الكوميسا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحث مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا تطورات الأوضاع في القارة الإفريقية وما تواجهه من تحديات.. في القاهرة أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحث مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا تطورات الأوضاع في القارة الإفريقية وما تواجهه من تحديات.. في القاهرة أمس ({الشرق الأوسط})
TT

الرئيس المصري يبحث مع وزير خارجية إريتريا قضايا الإرهاب في القرن الأفريقي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحث مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا تطورات الأوضاع في القارة الإفريقية وما تواجهه من تحديات.. في القاهرة أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحث مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا تطورات الأوضاع في القارة الإفريقية وما تواجهه من تحديات.. في القاهرة أمس ({الشرق الأوسط})

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية وما تواجهه من تحديات، لا سيما في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف بمنطقة القرن الأفريقي، إذ اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية، بينما رجح وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور عقد قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا على هامش ملتقى دول الكوميسا لبحث القضايا العالقة بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها في مياه النيل.
وقال بيان للرئاسة أمس إن اللقاء الذي حضره سامح شكري وزير الخارجية المصري تناول أيضًا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، إذ أكد وزير خارجية إريتريا على أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين مصر وإريتريا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال سفير إريتريا في القاهرة فاسيل جيرسيلاسي لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية الإريتري سلم الرئيس السيسي رسالة من الرئيس أسياس أفورقي حول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، ورحب الرئيس بالرسالة وأشاد بها، وأكد استعداد مصر للتعاون مع إريتريا في كل المجالات.
وردا على سؤال حول مشاركة الرئيس الإريتري في قمة الكوميسا التي تعقد السبت المقبل في منتجع شرم الشيخ قال إنه سيترأس وفد بلاده نظرا لارتباطات لدى الرئيس أفورقي، نافيا أن يكون غياب الرئيس الإريتري جاء على خلفية خلافات مع إثيوبيا، مشيرا إلى أن الرئيس أفورقي لديه التزامات مسبقة ولا علاقة لمشاركته من عدمها بإثيوبيا.
وكان الرئيس السيسي قد استقبل أمس وزير خارجية إريتريا، وذلك بحضور يماني جبراب مستشار الرئيس الإريتري للشؤون السياسية، بالإضافة إلى سفير إريتريا في القاهرة.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن عثمان صالح نقل رسالة من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى الرئيس تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد وزير خارجية إريتريا بحسب بيان الرئاسة المصرية على أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين مصر وإريتريا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى أن بلاده تعتبر مصر إحدى أهم دعائم الاستقرار في أفريقيا، لا سيما في ظل ما تشهده القارة من تحديات ونزاعات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثًا حول تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية وما تواجهه من تحديات، لا سيما في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف بمنطقة القرن الأفريقي، إذ اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وفي سياق متصل، يترأس رئيس السودان عمر البشير وفد بلاده المشارك في قمة دول الكوميسا المقرر انعقادها بشرم الشيخ. وتوقع وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، في تصريح صحافي أمس، انعقاد قمة ثلاثية على هامش ملتقى دول الكوميسا بشرم الشيخ بين رؤساء دول مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى أن تلك القمة ستبحث الملفات العالقة بسد النهضة الإثيوبي، بجانب العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين الدول الثلاث.
وفي غضون ذلك، كشف وزير الاستثمار السوداني الدكتور مدثر عبد الغني عن إعداد مشروعات استثمارية لطرحها خلال ملتقى دول الكوميسا بشرم الشيخ، تشمل قطاعات استراتيجية مهمة بالسودان. وأكد مدثر ضرورة التنسيق والتحضير الجيد للملتقى الذي يعد فرصة للترويج للقطاعات الاستثمارية بالبلاد، إلى جانب التعريف بفرص وضمانات الاستثمار في قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين والتسويق لصادرات السودان لدول الكوميسا، بالاستفادة من ميزات الإعفاءات الجمركية.
وأشار الوزير السوداني إلى أن ملتقى شرم الشيخ سيشارك فيه ممثلون عن القطاع الخاص بالسودان للالتقاء بنظرائهم في دول الكوميسا وتبادل وجهات النظر حول معوقات التبادل التجاري، وعقد شراكات إنتاجية وفتح أسواق جديدة للمنتجات السودانية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.