علاوي يدعو للتباحث بشأن الوجود العسكري التركي في العراق

اقترح إرسال وفد رفيع المستوى إلى أنقرة للتباحث في المسألة

علاوي يدعو للتباحث بشأن الوجود العسكري التركي في العراق
TT

علاوي يدعو للتباحث بشأن الوجود العسكري التركي في العراق

علاوي يدعو للتباحث بشأن الوجود العسكري التركي في العراق

طالب رئيس ائتلاف الوطنية العراقي إياد علاوي، أمس، الحكومة العراقية بإرسال وفد رفيع المستوى لتركيا للتباحث في مسألة الوجود العسكري التركي بالعراق، فيما دعا إلى اللجوء إلى مجلس الأمن لحل هذا الأشكال إذا لم يتحقق أي توافق مع تركيا.
وقال علاوي في بيان إن «على الحكومة العراقية العمل الفوري لإرسال وفد رفيع المستوى إلى تركيا للتباحث في مسألة الوجود العسكري التركي بالعراق والوصول إلى توافق واضح يصب في سلامة العراق وسيادته من جهة وسلامة تركيا من جهة أخرى».
وشدد على ضرورة أن «لا تكون الساحة العراقية منطلقًا لعمليات عسكرية على تركيا أو أي من بلدان الجوار»، معربا عن أمله أن «يتم حل الإشكال بين تركيا وأكراد تركيا بما يحفظ سلامة أنقرة ووحدتها ويعطي الحقوق للكرد».
وأكد علاوي أنه «إذا لم يتحقق أي توافق مع تركيا بعد زيارة الوفد، فلا بد من اللجوء إلى مجلس الأمن فورًا لإنهاء هذا الإشكال واعتماد مسارات واضحة لكل الوسائل الضامنة لسيادة العراق من جانب وأمن تركيا من جانب آخر»، لافتا إلى «إننا تحدثنا بهذا الأمر مع السفير التركي في بغداد ورحب بمثل هكذا توجه». وأضاف أن «تركيا وإيران تبقيان جارتين للعراق، وعلينا أن نتعامل بما يضمن سلامة كل الأطراف، وتبادل المنافع وعدم المساس بالسيادة أو بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان والعمل على خلق مناخ إقليمي متوازن يحفظ للكل حقوقهم ويمنع أي تدخلات خارجية».
يذكر أن القوات التركية دخلت الأراضي العراقية في معسكر بعشيقة بأطراف مدينة الموصل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ورغم دعوات الحكومة العراقية إلى سحبها وتقديمها شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بذلك، فأنقرة ما زالت مصرة على إبقائها «بمزاعم محاربة الإرهاب».
وأثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي. وبحسب أنقرة، فإن عملية الانتشار تندرج ضمن عملية «تبديل روتينية» في برنامج تدريبي للقوات المسلحة الكردية، والمقاتلين العرب المعدين لتنظيم داعش الإرهابي.
ونفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت سابق أن يكون نشر القوات تمهيدا لشن عملية عسكرية في العراق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.