مصادر مطلعة: انقسام في معسكر صالح.. ووجاهات تبحث عن مخرج لدى «الشرعية»

أنباء متضاربة بشأن سقوط عسكري بارز في «الحرس الجمهوري» بمديرية نِهم

مصادر مطلعة: انقسام في معسكر صالح.. ووجاهات تبحث عن مخرج لدى «الشرعية»
TT

مصادر مطلعة: انقسام في معسكر صالح.. ووجاهات تبحث عن مخرج لدى «الشرعية»

مصادر مطلعة: انقسام في معسكر صالح.. ووجاهات تبحث عن مخرج لدى «الشرعية»

تستمر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء في عملية تطهير المناطق والقرى في مديرية نهم من ميليشيات المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن اليومين الماضيين شهدا عمليات توغل نوعية لقوات المهام الخاصة في بعض مناطق فرضة نهم.
وأشارت المصادر إلى أن تلك العمليات أسفرت عن مقتل وأسر عدد من القيادات العسكرية البارزة في قوات الحرس الجمهورية وفي ميليشيات الحوثيين، وقد تضاربت الأنباء، أمس، حول مقتل أو أسر العميد مراد العوبلي، قائد «اللواء 26 حرس جمهوري»، الموالي للمخلوع صالح، في المواجهات التي تشهدها مديرية نهم،. ويعتبر العوبلي من القادة البارزين في قوات الحرس الجمهوري المنحلة، كما يتهم بأنه المسؤول الأول عن «المحرقة» الشهيرة التي استهدفت مخيم المتظاهرين في مدينة تعز، عام 2011، أثناء الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في اليمن للمطالبة برحيل صالح.
وفي حين تداول النشطاء عددا من الصور لمن يعتقد أنهم قيادات حوثية، فقد أكدت المصادر مقتل القيادي في ميليشيات الحوثيين طه يحيى المتوكل في المواجهات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة في نهم، في حين تتحفظ جماعة الحوثي عن إعلان أسماء القتلى من قياداتها بشكل نهائي.
وتؤكد المصادر المطلعة بأن تداعيات سقوط فرضة نهم ومعسكرها بيد قوات الشرعية ما زالت متواصلة داخل تحالف الانقلابيين (الحوثي – صالح)، إذ ما زال كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية سقوط تلك المنطقة الاستراتيجية، وأشارت المصادر إلى أنه ومع قرب تحرير البوابة الشرقية للعاصمة، بشكل كامل، وإلى جانب حملة الاستقطاب للقبائل التي تسكن في محيط العاصمة صنعاء، هناك قيادات قبلية وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان المخلوع صالح يتزعمه، تكثف لقاءاتها في صنعاء وخارجها.
وأضافت المصادر أن «هذه التحركات للقيادات القبلية والحزبية يأتي في ظل وجود حالة انقسام كبير في صفوف القوى العسكرية والتقليدية المؤيدة للمخلوع، إذ تشير المعلومات إلى أن الأخير يصر على توسيع المواجهات العسكرية حول صنعاء وبداخلها، بينما يسعى كثير من القيادات إلى تجنب هذه المواجهة، في ضوء حسابات تتعلق بوضع تحالف التمرد والانقلاب عسكريا وشعبيا، خصوصا مع الأنباء المتواترة عن انضمام أعداد أخرى من القيادات العسكرية والقبائل المحيطة بصنعاء، إلى قوات الجيش الوطني والمقاومة في معركتها لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب».
في هذه الأثناء، قال اللواء الركن محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في قوات الجيش الوطني إن ساعة الانقلابيين قد أزفت، وأضاف في منشور له في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه «وقوات الجيش الوطني والمقاومة تنجح بتفوق في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء لتحريرها من القوى الانقلابية، وقبائل بني الحارث وأرحب وبني حشيش تعلن انضمامها إلى الشرعية، وهزائم الانقلابيين تتوالى شرقا وغربا وميدي وبعض مديريات الحديدة تتحرر، والخناق يضيق على الميليشيات الانقلابية وقيادات كبرى في قوات الاحتياط تلتحق بالشرعية، وغير ذلك كثير مما يشير بقوة إلى أن ساعة الانقلابيين قد أزفت».
وتساءل خصروف عن دور القبائل في المناطق الشمالية الغربية والغربية والجنوبية في الوقت الراهن، وقال إنه «في هذا الجو العام الذي تتكاثف فيه بشائر النصر للوطن ودولته الشرعية، هل يقف كبار قبائل بني مطر والحيمتين وهمدان وسنحان وبلاد الروس وآنس وعنس والحدا وبقية القبل في الطوق الثاني، هل يقف هؤلاء مع أنفسهم للحظات يحكمون فيها العقل والضمير ويستدعون وطنيتهم من جديد فيطهرون مناطقهم من ميليشيات القتل ويعلنون التحاقهم بالشرعية ليكون لهم شرف المشاركة في استعادة الدولة ومؤسساتها والأمن والاستقرار ويوقفوا نزيف الدم وقتل أبنائهم؟».
على صعيد آخر، كشفت مصادر قبلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن تعزيزات عسكرية لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدأت في الانتشار في طريق مأرب – صنعاء، وذلك على خلفية معلومات عن سعي الميليشيات الحوثية إلى قطع الطريق بين محافظتي مأرب وصنعاء.
وقالت المصادر إن هناك تحركات محمومة للميليشيات باتجاه مناطق الجدعان والمشجح، وقالت المصادر إن الميليشيات كثفت، اليومين الماضيين، هجماتها على مناطق كوفل والمشجح والمخدورة ومدغل، في محاولة للوصول إلى الطريق الإسفلتي، بكل الطرق، عبر عدد من المناطق.
وأعربت المصادر عن خشيتها لهذه التحركات، لكنها أكدت أنه، ورغم هذه المخاوف الجدية، فإن المقاومة قوية في تلك المناطق، وأنها تعمل على أن لا تصل الميليشيات إلى المناطق التي تريدها والتي تسعى من ورائها إلى تنفيذ هجمات مضادة لقوات الجيش الوطني من الأمام والخلف في مأرب وصنعاء معا.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تعمل على تأمين خطوط الإمدادات بين مأرب، المركز الرئيسي لإدارة المعارك، وبين مديرية نهم، بشرق صنعاء، حيث باتت قوات الشرعية موجودة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.