«الإندبندنت» تودع نسختها الورقية بعد أسابيع

في ظل تراجع المبيعات والتوجه نحو المستقبل الرقمي

«الإندبندنت» تودع نسختها الورقية بعد أسابيع
TT

«الإندبندنت» تودع نسختها الورقية بعد أسابيع

«الإندبندنت» تودع نسختها الورقية بعد أسابيع

أعلن ملاك صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اليوم (الجمعة)، إنه سيتم وقف طبع النسخة الورقية بعد أسابيع، لتصدر آخر نسخة منها يوم السبت 26 مارس (آذار) المقبل، والنسخة الأخيرة من العدد الأسبوعي «إندبندنت أون صانداي» قبلها، في 20 من الشهر ذاته.
وأكد الملاك أن الموقع الإلكترونية لأحد أهم الصحف البريطانية وأوسعها انتشار، سيستمر في العمل، وفق ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» على موقعها الإلكتروني.
وفي بيان صادر عن شركة «إي إس آي ميديا» للإعلام، المالكة للصحيفة، قالت إنها تشكر الموظفين، حيث تم تأكيد تبني الشركة لـ«مستقبل رقمي»، لتكون أول صحيفة بريطانية تحذو هذا الحذو.
وجاء في البيان: «في الوقت الذي تحظى فيه صحيفتنا بالقراءة والاحترام لدى المزيد من الأشخاص وفي مناطق أكثر من أي وقت مضى، فإننا نتبنى مستقبلا رقميا فقط».
وتابع: «لقد واجهنا خيارين، إما أن نواجه التراجع المستمر للنسخة الورقية أو تحويل المؤسسة الرقمية التي قمنا بإنشائها إلى مستقبل مستديم ومدر للنفع». وأضاف: «باختيارنا الثاني، فإننا سنخلق 25 دورا جديدا للمحتوى، وسنطلق تطبيقا للهواتف الجوالة يحتاج لتسجيل اشتراك، ونعزز الموقع الإلكتروني الذي أعيد تصميمه وأصبح زاهرا، وسنقوم بافتتاح فروعا تحريرية جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا».
وقال إيفجيني ليبيديف، أحد ملاك الصحيفة: «صناعة الصحافة تتغير، وهذا التغيير يتحكم فيه القراء، وهم يظهرون لنا أن المستقبل رقمي، والقرار هو الاحتفاظ بعلامة (الإندبندنت)، والسماح لنا بمواصلة الاستثمار في المحتوى التحريري عالي الجودة، والذي يجذب الكثير والكثير من القراء على منصتنا الإلكترونية».
وتعد صحيفة «الإندبندنت» التي تصدر يوميًا واحدة من أهم الصحف في العالم، وعدد متابعيها عبر موقعها ومواقع التواصل الاجتماعي في تزايد مستمر، كما أن موقعها الإلكتروني هو أكثر المواقع الإخبارية نموا في بريطانيا من حيث عدد القراء، بنحو 802 ألف بالغ يزور الموقع يوميًا، ما يجعلها تتفوق على صحيفة «الغارديان».
وأصدرت الصحيفة أولى نسخها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 1986، فهي واحدة من أحدث الصحف التي دخلت عالم الإعلام في بريطانيا حينما أسسها الثلاثي أندرياس ويتام، وستيفن غلوفر وماثيو سيموندس، وجميعهم كانوا صحافيين بصحافية «ديلي تلغراف». وأول رئيس لناشر الصحيفة كان ماركوس سيف، فيما كان ويتام هو أول رئيس تحرير للصحيفة.
و«الإندبندنت» مملوكة حاليا للملياردير الروسي ألكساندر ليبيديف، والذي اشترى الصحيفة في 25 مارس 2010.
وفي يونيو (حزيران) 2015، باعت الصحيفة 58 ألف نسخة ورقية، أي 85 في المائة أقل من أعلى مبيعات لها، والتي بلغت أكثر من 97 ألف نسخة عام 1990.
ويرأس تحرير الصحيفة الآن أمول راجان الذي تم تعيينه عام 2013، والذي لم يكن قد تجاوز الثلاثين عاما عند تعيينه ليكون أحد أصغر المسؤولين سنا في صناعة الصحافة في بريطانيا.
في البداية، كانت الصحيفة تصف نفسها بأنها «لا تتبع أي تيار أو حزب سياسي وغير متأثرة بأصحابها»، وهي عبارة كانت موجودة على صفحتها الأولى قبل حذفها في سبتمبر (أيلول) 2011.
وتصدر الصحيفة يوميا من الاثنين إلى الجمعة، علاوة على عددي السبت والأحد، اللذين يحتويان على ملاحق منوعة، وأعادت إطلاق موقعها الإلكتروني في يناير (كانون الثاني) 2008، والذي تميز بشكل جديد وسهولة الوصول للأخبار، ومنح الأولوية للصورة والفيديو، وكذا إبراز مناطق الموقع الإضافية مثل الفنون والعمارة والموضة والصحة.



اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
TT

اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)

يعوّل الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي على العلاقة الخاصة التي بدا أنها تترسخ يوماً بعد يوم، بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. لا، بل قد تعدّ علاقتها «الخاصة» أيضاً مع إيلون ماسك، حليف ترمب، الذي بدا أن الحكومة الإيطالية تجري محادثات مع شركته «سبيس إكس» بشأن صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار تتعلق بخدمة الإنترنت «ستارلينك»، مدخلاً لتخفيف التوتر الذي بلغ أقصاه في الأيام الأخيرة، بعد تبادله الاتهامات والانتقادات مع الكثير من القادة الأوروبيين.

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

ترمب وميلوني

ترمب كان التقى ميلوني، قبل يوم من تصديق الكونغرس الأميركي على فوزه في الانتخابات، لإجراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه المراقبون تأكيداً للتوقعات واسعة النطاق، بأن الزعيمة الإيطالية اليمينية المتشددة ستكون جزءاً لا يتجزأ من علاقة الاتحاد الأوروبي بالبيت الأبيض بعد تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ووصف ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقاً».

ورغم أن علاقتها بترمب، قد تطورت في الواقع على خلفية معتقداتهما الشعبوية اليمينية، لكن مما لا شك فيه أن علاقتها بالملياردير ماسك، الذي بات يلعب دوراً كبيراً بعد اندماجه بحركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة)، قد تمكنها من ترسيخ علاقتها مستقبلاً بالحركة التي بناها ترمب، وباتت تفيض خارج الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

جسر دبلوماسي

وفي الواقع، لم يتمكن سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. وأضافت أن ميلوني، التي طوّرت ملفاً آيديولوجيا «غامضاً استراتيجياً»، فاجأت منتقديها بتطوير علاقات دافئة مع قادة أوروبيين أكثر وسطية، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في المقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبا مع تحول القارة نحو اليمين على أي حال، كما زعم كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز».

إيلون ماسك (رويترز)

ومع ذلك، تواجه ميلوني مهمة موازنة علاقاتها الأميركية، مع القضايا الاقتصادية التي تهم إيطاليا. فهي لا تستطيع تحمل إبعاد حلفاء الاتحاد الأوروبي من خلال الميل إلى اليمين كثيراً، على حساب مصالح البلاد. ويزعم منتقدوها، سواء في إيطاليا أو في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن صفقة «ستارلينك» المقترحة، ستجعل روما تعتمد بشكل مفرط على إيلون ماسك. وذكر موقع «بوليتيكو» أن أحد الأعضاء الألمان التقدميين في البرلمان الأوروبي، كتب قائلاً إن الصفقة المقترحة، «تسلم الحكومة الإيطالية والدفاع والاتصالات العسكرية إلى فاشي بدائي لا يمكن التنبؤ به». إن صداقة ميلوني الواضحة مع ماسك تتعارض بشكل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة الأوروبيون الآخرون إليه.

الرئيس إيمانويل ماكرون متحدثاً في إطار الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم بقصر الإليزيه الاثنين (رويترز)

تحذيرات واتهامات

في الأيام الأخيرة ومع تصاعد نفوذه بشكل كبير في السياسة الأميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عبر انتقاده عدداً من زعماء العالم من خلال منصته «إكس» ذات التأثير الكبير، اتهم القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في الانتخابات.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ما عدّه «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة؛ وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحاً سجن ستارمر، ومتسائلاً عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة «تحرير» حليفتها.

وحث بعض كبار الساسة من الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة حلفاء ترمب بشكل خاص على إعادة التفكير في علاقته بإيلون ماسك بعد تعليقاته هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».

وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام السفراء الفرنسيين عمن كان ليتخيل قبل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات». لم يذكر ماكرون، الذي كانت تربطه في الماضي علاقة مع ماسك بالاسم، لكن كان واضحاً من هو المقصود.

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه مساء 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

ابتعد عن ديمقراطيتنا

وقوبلت تعليقات ماسك بغضب من الزعماء الألمان، حيث اتهمته برلين بمحاولة التأثير على الانتخابات المبكرة في البلاد الشهر المقبل في تعليقه على منصته، ومقال رأي كتبه يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتشدد.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يظل «هادئاً» وسط انتقادات شخصية من ماسك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر ما يثير القلق» أن ماسك خاض في السياسة الألمانية من خلال «دعم حزب مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هو في أجزاء متطرف يميني، ويدعو إلى التقارب مع روسيا بوتن ويريد إضعاف العلاقات عبر الأطلسي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

وحذَّر روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلاد، قائلاً له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا».

بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، الاثنين، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقال إنه «يجد من المقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر».