الدول الداعمة لسوريا تجتمع في جنيف لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين

يان إيغلاند: قد يكون الاجتماع الانفراجة التي كنّا ننتظرها

الدول الداعمة لسوريا تجتمع في جنيف لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين
TT

الدول الداعمة لسوريا تجتمع في جنيف لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين

الدول الداعمة لسوريا تجتمع في جنيف لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين

قال يان إيغلاند رئيس مجلس اللاجئين النرويجي الذي سيرأس اجتماعا للأمم المتحدة بخصوص توصيل المساعدات لسوريا في وقت لاحق اليوم (الجمعة)، إنّ اتفاق القوى الكبرى في ميونيخ أمس، قد يحدث انفراجة إذا ما مورست ضغوط على الأطراف المتحاربة. مضيفًا في بيان: «كانت لدينا آمال كبيرة في أن أطراف مجموعة الدعم الدولي لسوريا ومن بينها الولايات المتحدة وروسيا ستفعل ما في وسعها من أجل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين داخل سوريا. نحن بحاجة للسماح بدخول المساعدات بشكل دائم وكامل». وتابع: «قد يكون هذا هو الانفراجة التي كنّا ننتظرها من أجل الوصول بشكل كامل للمدنيين البائسين داخل سوريا. لكنّه يتطلب أن يمارس كل من يملكون النفوذ ضغوطا على أطراف الصراع».
من جانبها، قالت خولة مطر، الناطقة باسم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنّ «المجموعة الإنسانية ستجتمع عند الساعة 16:00 (15:00 ت غ) من اليوم، برعاية الأمم المتحدة» في جنيف. وأوضحت لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ هذه المجموعة «تتألف من ممثلين عن كل الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا». وتابعت أنّ دي ميستورا لن يترأس الاجتماع لأنه موجود في ميونيخ مع أعضاء المجموعة الدولية.
وكانت روسيا والولايات المتحدة قد اتفقتا ليل الخميس إلى الجمعة على «وقف المعارك» في سوريا في غضون أسبوع، بهدف إحياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين.
وإثر مفاوضات مكثفة استمرت خمس ساعات في ميونيخ، قرر البلدان وأبرز حلفائهما، على السماح بوصول أكبر «وفوري» للمساعدات الإنسانية للمدنيين.
من جانبه، أعلن جون كيري وزير الخارجية الأميركي إثر اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة: «اتفقنا على وقف للمعارك في كامل البلاد في غضون أسبوع». وأضاف محذرًا: «النتائج ستقاس بما سيجري على الأرض (..) وليس بالكلمات التي حبرت هذا المساء».
في المقابل اعتبر سيرغي لافروف نظيره الروسي، أنّه على الحكومة السورية والمعارضة «اتخاذ الإجراءات الضرورية»، مضيفًا: «علينا على الأرجح أن نستخدم نفوذنا على الأطراف».
وأوضح لافروف أنّ روسيا والولايات المتحدة ستشرفان على «ترتيبات» تطبيق وقف المعارك، مشيرًا إلى أن هذه الهدنة «ستشكل خطوة أولى» باتجاه وقف إطلاق نار أكثر استدامة.
ويطالب الغربيون بالخصوص بوقف حملة الغارات الجوية الروسية التي تواكب منذ عشرة أيام هجومًا واسع النطاق للقوات الحكومية على مواقع المسلحين في محافظة حلب شمال سوريا.
وأوضح الوزيران أنّ وقف المعارك يشمل أطراف النزاع كافة باستثناء مجموعتي «داعش والنصرة الإرهابيتين».
ويدعم الغربيون المعارضة السورية التي توصف بالمعتدلة.
وأضاف كيري: «كما اتفقنا على تسريع الإمداد بالمساعدة الإنسانية وتوسيعها بداية من الآن» لتشمل سلسلة من المدن المحاصرة، منها دير الزور (شرق) حيث يحاصر مسلحون متطرفون قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع أنّه علاوة على دير الزور، ستعطى الأولوية لإيصال المساعدة الإنسانية «إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق ومضايا والمعضمية وكفر باتنة». وقال إن «وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، حيث الحاجة إليها أشد إلحاحًا، يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كل أنحاء البلاد».
من ناحية أخرى، أكد كيري أنّ المفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة التي علقت بداية فبراير (شباط) وسط هجوم كاسح لقوات النظام السوري، بغطاء جوي روسي: «ستستأنف في أقرب وقت ممكن».
وأكد لافروف من جانبه أنّ هذه المفاوضات يجب أن تجرى «دون إنذارات ولا شروط مسبقة».
وترفض روسيا جعل رحيل الأسد شرطًا مسبقًا للمفاوضات، في حين يواصل الغربيون تأكيد أنّه بوجود الأسد لن يكون هناك حل دائم في سوريا.
وتطالب المعارضة السورية بإجراءات إنسانية ملموسة ووقف الغارات قبل استئناف المفاوضات التي أُجّلت إلى 25 فبراير.
وجاء اتفاق ميونيخ بصعوبة وعلى خلفية اتهامات متبادلة وتحذير من حرب عالمية.
ونبه ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي في مقابلة نشرتها صحيفة ألمانية اليوم، أنّه «ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان أنّ اتفاق ميونيخ لا يمكن تطبيقه بنجاح إلا إذا حدث «تغيير في سلوك» سوريا وروسيا.
وتشن قوات نظام الأسد منذ الأول من فبراير، هجومًا واسعًا مدعومًا بقوة من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة في حلب.
وحسب كيري، فقد أدّت المعارك إلى نزوح نحو 60 ألف شخص، أغلبهم باتجاه الحدود التركية، في حين يبقى 350 ألف مدني عالقين إلى جانب المعارضين.
وأعلنت روسيا أنّها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 «هدفا إرهابيا» بين الرابع والحادي عشر من فبراير، واعترفت أنّها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب.
وفي بروكسل، دعا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر التحالف ضد تنظيم داعش، إلى تكثيف جهوده في العراق وسوريا لتحقيق «تقدم ملموس» سريعًا. كما أكد أيضًا أنّ الحلف الأطلسي الذي رفض حتى الآن المشاركة مباشرة في هذا التحالف، «يدرس إمكان» الانضمام إليه، إضافة إلى أعضائه الذين يشاركون بصفة فردية.
أمّا تركيا، فتخشى قبل كل شيء الاختراق الذي حققه الأكراد في شمال سوريا. وقد ندّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة أمس، بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين. قائلاً: «إنّ كلمة (أغبياء) ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا أنّ الطائرات والحافلات موجودة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.