الرئيس المصري: قوة علاقاتنا مع السعودية ركيزة لاستقرار المنطقة

السيسي يلقي خطابه الأول أمام مجلس النواب غدًا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله عصام بن سعيد وزير الدولة السعودي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله عصام بن سعيد وزير الدولة السعودي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس المصري: قوة علاقاتنا مع السعودية ركيزة لاستقرار المنطقة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله عصام بن سعيد وزير الدولة السعودي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله عصام بن سعيد وزير الدولة السعودي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

بينما يعتزم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلقاء خطابه الأول أمام مجلس النواب غدًا (السبت)، لإعلان افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، شدد السيسي أمس على قوة وعمق العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية، معتبرا أنها ركيزة لاستقرار المنطقة العربية.
جاء ذلك خلال استقباله أمس عصام بن سعيد وزير الدولة السعودي. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن وزير الدولة السعودي أكد حرص المملكة على مواصلة تعزيز علاقاتها الاستراتيجية المتميزة مع مصر على جميع الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، منوها بأهمية الاستمرار في مواصلة مسيرة العمل المشترك في إطار المجلس التنسيقي المصري السعودي، والمضي قدمًا في تنفيذ المشروعات التي يتضمنها عمل المجلس في مختلف المجالات التي تشمل الإسكان والزراعة والاستثمار والتعليم والثقافة وغيرها.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيسي أكد قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشيدًا بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأكد السيسي أن مصر ترحب دومًا بتنمية العمل المشترك مع المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، لا سيما في إطار المجلس التنسيقي المشترك بين البلدين، الذي يمثل إطارًا فاعلاً يتعين استثماره لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين المصري والسعودي، مشيدا بوتيرة عمل المجلس والحرص المشترك على انتظام اجتماعاته التي تُعقد بالتبادل بين القاهرة والرياض، كما نوّه إلى أن العلاقات المصرية - السعودية تمثل ركيزةً لاستقرار المنطقة العربية، ونموذجًا للعلاقات بين الدول العربية، وما يجب أن تكون عليه من تعاون جاد وبنّاء يهدف لتحقيق الصالح العربي.
من جهة أخرى، استقبل السيسي أمس وفدًا من رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية. وقال المتحدث الرئاسي إن السيسي أكد خلال اللقاء على العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالولايات المتحدة منذ عقود، مشيرا إلى نجاح تلك العلاقات في اجتياز كثير من التحديات خلال السنوات القليلة الماضية، بما يؤكد عمق تلك العلاقات وثباتها واستقرارها.
ونوه الرئيس المصري إلى أهمية الارتقاء بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها خطر الإرهاب، مشيرًا إلى الجهود التي تقوم بها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف وتصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من مفاهيم مغلوطة.
وذكر السفير يوسف أن الرئيس استعرض خلال اللقاء مُجمل التطورات والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط، لا سيما الأوضاع في سوريا وليبيا، مؤكدًا أهمية مواصلة قيام الولايات المتحدة بدورها تجاه المنطقة، بهدف التوصل إلى حلول للأزمات القائمة، كما شدد على أهمية الدفع قدمًا بعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتوصل إلى سلام عادل وشامل بين الجانبين يُنهي الصراع بشكل دائم ويُفسح المجال لدول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوبها.
وأضاف السيسي أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيقضي على إحدى أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن التعاون للحيلولة دون استخدام الإرهابيين للإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم وجذب عناصر جديدة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية أكدوا أهمية دور مصر في المنطقة باعتبارها إحدى أهم دعائم السلام والاستقرار، مشيدين بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة على جميع الأصعدة. كما أكدوا حرصهم على نقل الصورة الحقيقية للشعب الأميركي حول تطورات الأوضاع في مصر، وما تواجهه من تحديات ناتجة عما يشهده الشرق الأوسط من توتر واضطرابات.
وأشادوا بالخطوات التي تتخذها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنهوض بالأوضاع المعيشية للمصريين، حيث أشاروا إلى اعتزامهم تشجيع السائحين والاستثمارات الأميركية على القدوم إلى مصر.
إلى ذلك، قالت الأمانة العامة لمجلس النواب (البرلمان) أمس، إنها أنهت استعداداتها للجلسة الخاصة التي يلقي فيها عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خطابا أمام أعضاء مجلس النواب والمقررة غدا (السبت).
وأذاعت الإذاعة الداخلية لمجلس النواب نبأ انعقاد هذه الجلسة يوم السبت الموافق 13 فبراير (شباط) الحالي، ومنحت العاملين بالأمانة العامة للمجلس إجازة في هذا اليوم عدا العاملين الحاملين للتصاريح الخاصة لحضور الجلسة.
وتنص المادة «150» من الدستور على أنه «لرئيس الجمهورية أن يلقي بيانًا حول السياسة العامة للدولة أمام مجلس النواب عند افتتاح دور انعقاده العادي السنوي. ويجوز له إلقاء بيانات، أو توجيه رسائل أخرى إلى المجلس».
وعقد مجلس النواب أولى جلساته في العاشر من يناير (كانون الثاني) الماضي، عقب دعوة الرئيس له للانعقاد.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.