مصادر أميركية: الأسد وشركة روسية قريبة من بوتين يتعاملان مع «داعش»

اتفاقات بين أطراف متعددة في سوريا حول النفط.. بينها الأكراد والنظام

مصادر أميركية: الأسد وشركة روسية قريبة من بوتين يتعاملان مع «داعش»
TT

مصادر أميركية: الأسد وشركة روسية قريبة من بوتين يتعاملان مع «داعش»

مصادر أميركية: الأسد وشركة روسية قريبة من بوتين يتعاملان مع «داعش»

قالت مصادر أميركية إن روسيا ونظام الأسد يتعاونان مع «داعش» عبر شركة غاز، بالقرب من الرقة، العاصمة المفترضة لتنظيم داعش الإرهابي.
وقالت المصادر إن شركة غاز روسية مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتعامل مع «داعش» للاستفادة من حقول الغاز في توينان، بالقرب من الرقة، عاصمة «داعش»، (شمال سوريا)، مضيفة أن حكومة بشار الأسد، أيضا، تتعامل مع «داعش» في هذا المجال. وبحسب تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي»، توجد علاقة قوية بين الرئيس بوتين وجينادي تمشينكو، الملياردير صاحب شركة «ستروترانزغاز»، التي بنت منشآت الغاز في توينان السورية. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد وضعت الشركة على قائمة المقاطعة الأميركية ضمن قرارات مقاطعة روسيا بسبب غزوها أجزاء من أوكرانيا. وأقدمت الوزارة على الأمر نفسه مع شركات أخرى يملكها تمشينكو، وذلك بسبب علاقته القوية مع الرئيس بوتين.
في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أصدرت وزارة الخزانة قرارا مماثلا ضد جورج حسواني (سوري روسي) ويملك شركة «حسكو» التي تعاونت مع شركة «ستروترانزغاز» الروسية في بناء المنشآت، وفي إدارتها. وضعت الوزارة حسواني في قائمة المقاطعة بسبب تعاونه مع «داعش»، وتنسيقه عمليات تبادل تجاري بينها وبين حكومة الأسد.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي»، أول من أمس، على لسان يوسف عربش، صهر حسواني، ومدير مكتب شركة «حسكو» في موسكو، قوله إن «حسكو» و«ستروترانزغاز» تعاونتا في دول أخرى. منها: السودان، والجزائر، والعراق، والإمارات العربية المتحدة.
في عام 2013، استولت قوات تابعة للمعارضة، بالإضافة قوات «جبهة النصرة»، على منشآت غاز توينان. وحسب تصريحات قادة في «جبهة النصرة» في ذلك الوقت، هرب الخبراء الروس قبل السيطرة على المنشآت، وبقى الخبراء السوريون. في عام 2014، بعد معارك بين «جبهة النصرة» و«داعش»، استولى «داعش» على المنشآت. لكن، في ذلك الوقت، نشرت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية، أن المنشآت ظلت تحت سيطرة الحكومة، وأن شركة «ستروترانزغاز» أكملت بناء المنشآت، وسلمتها إلى الحكومة السورية في احتفال كبير.
مع بداية عام 2015، صار حقل الغاز يعمل بطاقته الكاملة، حسب تصريحات ديفيد بتار، الخبير في معهد «تشاتام هاوس» في لندن، لمجلة «فورين بوليسي»، وقال بتار: «كان بعض الغاز ينقل إلى محطة حلب للطاقة الكهربائية التي كان يسيطر عليها (داعش) وينقل بعضه الآخر إلى حمص ودمشق». قبل ذلك بعام، في عام 2014، نشرت مجموعة «الرقة تذبح في صمت»، وهي مجموعة إعلامية تنتمي إلى الرقة، وتعمل لتحريرها من سيطرة «داعش»، أن شركة «حسكو» عقدت اتفاقا مع «داعش» لاستمرار العمل في حقل الغاز. ويتضمن الاتفاق منح «داعش» نسبة كبيرة من الأرباح.
في عام 2015، نشرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن الغاز يرسل إلى محطة حلب للطاقة الكهربائية التي يسيطر عليها «داعش»، وأن اتفاقا بين «داعش» والحكومة السورية ينص على تقسيم الغاز بين محطة حلب، والحكومة السورية. ونشرت الصحيفة، أيضا، أن شركة «حسكو» تدفع خمسين ألف دولار شهريا إلى «داعش»، بالإضافة إلى تقسيم الأرباح، وذلك مقابل المحافظة على حقل الغاز ومنشآته.
حسب تقرير نشره، في الشهر الماضي، مركز «كارنيغي» في واشنطن، توجد، منذ بداية المعارضة المسلحة في سوريا، اتفاقات وصفقات كثيرة مثل هذه الصفقة في أنحاء مختلفة من سوريا. وقال آرون لوند، رئيس تحرير نشرة عن سوريا يصدرها مركز «كارنيغي»: «توجد اتفاقات وصفقات بين (داعش) وحكومة الأسد، وبين (داعش) ومنظمات سنية، وبين (داعش) وأكراد، وبين الأكراد وحكومة الأسد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.