انشقاق قائد قوات الاحتياط وعدد من الضباط وانضمامهم إلى الشرعية

المقاومة تفرض سيطرتها على كامل مرتفعات نهم في صنعاء.. والميليشيات تفجر منازل المقاومين

طلاب يمنيون يصلون بشاحنة إلى مركز مدينة صنعاء (إ.ب.أ)
طلاب يمنيون يصلون بشاحنة إلى مركز مدينة صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انشقاق قائد قوات الاحتياط وعدد من الضباط وانضمامهم إلى الشرعية

طلاب يمنيون يصلون بشاحنة إلى مركز مدينة صنعاء (إ.ب.أ)
طلاب يمنيون يصلون بشاحنة إلى مركز مدينة صنعاء (إ.ب.أ)

أعلنت مصادر يمنية رفيعة، أمس، عن انشقاق قائد عسكري رفيع المستوى عن المخلوع علي عبد الله صالح، وتحدثت المصادر بأن اللواء علي بن علي الجائفي، قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري - سابقا) أعلن انشقاقه عن المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة اليمنية صنعاء. وقال الجيش الوطني اليمني إن قائدا عسكريا بارزا من قوات الاحتياط وصل إلى محافظة مأرب، أمس، مع عدد من الضباط، من رتب مختلفة، دون ذكر الأسماء.
ويعد اللواء الجائفي من الشخصيات العسكرية البارزة التي تنتمي إلى شمال البلاد، ورغم أنه عين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي قائدا لقوات الحرس الجمهوري، بعد تغيير اسمها إلى قوات الاحتياط عام 2012، فإنه كان يصنف بأنه من القادة العسكريين الموالين للمخلوع. وكانت أنباء سربت، خلال اليومين الماضيين، بخصوص توجيهات أصدرها المخلوع إلى اللواء الجائفي لحسم المعركة في منطقة فرضة نهم بمحافظة صنعاء في غضون 48 ساعة.
إلى ذلك، واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة، أمس، تقدمها وسيطرتها على المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء إنه تمت السيطرة على منطقة «سحر» وجبل الحول، وهما آخر مرتفعين جبليين في منطقة فرضة نهم، وقتل وجرح وأسر عدد من عناصر الميليشيات الحوثية في المواجهات لتطهير تلك المرتفعات، وبين القتلى والجرحى عدد من القناصة.
ووفقا لما أعلنته المقاومة، فإن المناطق التي جرى تطهيرها تطل على مناطق عديدة في محافظة صنعاء وحتى تخوم العاصمة، وسيستهل تحرك قوات الشرعية، وسيؤدي إلى تأمين خطوط الإمداد لتلك القوات.
ومع سقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى في مديرية نهم، كبرى مديريات محافظة صنعاء، بيد المقاومة وقوات الجيش الوطني، قامت الميليشيات بأعمال انتقامية ضد قادة المقاومة الشعبية والمؤيدين للشرعية في المديرية، في المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم وهم على وشك مغادرتها.
وبحسب مصدر في المجلس الأعلى للمقاومة، فقد فجر الحوثيون، أمس، عددا من منازل قيادات المقاومة، بينها منزل الشيخ صادق هجلة، في منطقة مسورة، وذلك بعد نهب محتويات المنزل بالكامل، بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش والمقاومة من المنطقة، في وقت يحتفل فيه شباب الثورة اليمنية، اليوم، في معسكر فرضة نهم بمناسبة مرور 5 سنوات على قيام ثورة 11 فبراير (شباط) عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس المخلوع صالح بعد 33 عاما في الحكم.
في السياق ذاته، بدأت كتيبة المهام الخاصة تحركاتها الميدانية في شرق صنعاء، فقد ذكرت مصادر محلية أن الكتيبة نفذت، أمس، ما وصفت بـ«العملية النوعية» في منطقة مفرق أرحب، وهي منطقة فاصلة بين مديريتي نهم وأرحب، بمحافظة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن الكتيبة تمكنت من تدمير منصة إطلاق صواريخ، وإلى أنها اشتبكت مع عناصر الميليشيات وقتلت عددا منهم. في هذه الأثناء، بدأت جماعات مجهولة بتوزيع منشورات وملصقات للمقاومة الشعبية في عدد من شوارع العاصمة صنعاء وأحيائها. وحسب شهود عيان فإن المواطنين، في عدد من أحياء المدينة، أفاقوا على شعارات المقاومة وهي ملصقة على عدد من جدران المنازل وبعض المؤسسات.
ووفقا لمراقبين لـ«الشرق الأوسط»، فإن ظهور شعارات وملصقات المقاومة في العاصمة يؤكد التفاعل النشط من قبل المؤيدين للشرعية، كما يؤكد أن صنعاء ستشهد، خلال الأيام القليلة المقبلة، نشاطا محموما في اتجاه التقاء المؤيدين للشرعية على شكل خلايا، إضافة إلى عمل مضاد وهو استمرار وتكثيف الميليشيات الحوثية لحملات الدهم والاعتقالات للنشطاء المشتبه في صلتهم بالمقاومة.
في غضون ذلك، قتل نحو ستة مسلحين حوثيين، أمس، في هجوم للمقاومة الشعبية على منطقة الهاشمية، في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، حيث كان يتمركز عدد من عناصر الميليشيات الحوثية. ووفقا لمصادر محلية، فقد استخدمت المقاومة الأسلحة المتوسطة والخفيفة في الهجوم، الذي يأتي لاستكمال تطهير المديرية من الميليشيات.
في السياق ذاته، قال اللواء أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية في قوات الجيش الوطني (محافظات: الجوف، عمران وصعدة)، إن معظم عناصر الميليشيات الحوثية في الجوف لجأوا إلى الجبال والشعاب وتحولوا إلى جيوب وعصابات.
وأنهت، أمس، قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف، بشرق اليمن، تطهير معسكر الخنجر في مديرية خب والشعف من عناصر الميليشيات الحوثية. وقال الوائلي إن قواته وصلت إلى الخنجر وصبرين وغيرهما من المواقع المهمة، مشيرا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى استمرار تقدم قوات الجيش وتطهيرها بقية المواقع في المحافظة من الميليشيات الحوثية. وأكد أن «المتمردين الحوثيين ما زالوا يوجدون في أماكن وشعاب وجبال نائية، وهم عبارة عن فلول ونحن نسعى إلى اكتمال الجهود».
وتطرق اللواء الوائلي إلى الأهمية الاستراتيجية لمعسكر الخنجر، الذي بات تحت سيطرة قوات الشرعية، وضمن ما ذكره أن هذا المعسكر، إلى جانب أهميته كمعسكر وكان يضم لواء عسكريا، فإنه «يمثل انطلاقة إلى محافظة صعدة»، معقل المتمردين الحوثيين.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول تحرك عسكري ميداني لتحرير صعدة، قال اللواء الوائلي: «إن شاء الله خلال الأيام المقبلة ستسمعون كل جديد، فقد اقتربت تصفية (تحرير) كل المدن اليمنية وليست صعدة فحسب»، مضيفا أن قوات الجيش الوطني والمقاومة، وبدعم التحالف، تعمل وفق خطط مدروسة «ونأتي من الأبواب، في صعدة وعمران، وربما تسبقهما صنعاء، بإذن الله».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.