إسلام آباد: جدل في وسائل الإعلام لرفض منح تأشيرة دخول لممثل كوميدي هندي

كان من المفترض أن يتحدث عن تقليد التسامح في كشمير

الممثل الكوميدي الهندي أنوبوم
الممثل الكوميدي الهندي أنوبوم
TT

إسلام آباد: جدل في وسائل الإعلام لرفض منح تأشيرة دخول لممثل كوميدي هندي

الممثل الكوميدي الهندي أنوبوم
الممثل الكوميدي الهندي أنوبوم

أصيب الكثير من الباكستانيين بالصدمة عند سماعهم نبأ عدم موافقة المفوضية الباكستانية في نيودلهي على منح الممثل الكوميدي الهندي أنوبوم خير تأشيرة الدخول لزيارة كراتشي حيث كان من المفترض حضوره مؤتمرا أدبيا هناك هذا الشهر.
وعندما انتشر خبر عدم حصول الكوميديان المعروف على تأشيرة الدخول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اشتعل النقاش والجدل من دون توقف أو حدود، حيث اتهم الجميع المفوضية الباكستانية العليا بتعمد رفض منح تأشيرة الدخول لممثل يحظى بشعبية كبيرة في باكستان.
بدا الممثل نفسه شديد الاهتياج ووصف رفض منحه التأشيرة بالمؤامرة التي حيكت ضده كي لا يحضر المهرجان المفترض أن يتحدث فيه عن «تقليد التسامح في الهند حيث كان من المقرر أيضا أن يكشف فيه عن صلة باكستان بالإرهاب».
ووفق تغريده أنوبوم خير التي نشرت قبل انتشار خبر رفض منحه التأشيرة، قال: «رفضوا منحي تأشيرة الدخول لأنني كشميري بانديتي (طائفة هندوسية تعيش في كشمير طردت من كشمير من قبل الجماعات الانفصالية المسلمة الموالية لباكستان)، لأني كنت سأكشف علاقات باكستان بالإرهابيين خلال كلمتي بالمؤتمر». غير أن الخبر برمته جرى نفيه من قبل المفوضية الباكستانية العليا في نيودلهي على لسان ممثلها عبد الباسط الذي قال في تغريدة إن المفوضية «لم تتلق أي طلبات من أنوبوم خير من الأساس». وقالت المفوضية: «نأسف سيدي، لا نعرف من أبلغك هذا الكلام، فنحن لم نتسلم بعد أي طلبات منك للحصول على تأشيرة الدخول ولم نتلق جواز سفرك من الأساس». جاء توضيح المفوضية الباكستانية متأخرا وبعد انتشار الخبر والتحليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي. ويعتبر الممثل الهندي أنوبوم خير مقربا من الحزب الأصولي الحاكم في الهند «بي جي بي»، وكذلك زوجته التي خاضت الانتخابات البرلمانية عن نفس الحزب، ووقف الاثنان في واجهة الحملة التي تشنها بلاده ضد الهند وضد المفوضية الباكستانية العليا، حيث اتهم الممثل الهندي وزير الداخلية الباكستاني بالتآمر ضده.
ويحظى أنوبوم خير بشعبية كبيرة سواء في الهند أو باكستان حيث قام ببطولة الكثير من الأفلام الكبيرة.
وأبلغ مسؤولو وزارة الداخلية الباكستانية صحيفة «الشرق الأوسط» أن المسؤولين الباكستانيين عرضوا في وقت لاحق منح أنوبوم خير تأشيرة الدخول، غير أن الممثل الهندي رد في تصريح للإعلام قائلا: «ألغيت برنامج الزيارة لباكستان».
سلطت الحادثة الضوء على البيروقراطية في كلا البلدين وكيف أنها تفسد العلاقات والتواصل بين مواطني الشعبين.
ورغم الحادثة فقد عقد المؤتمر في موعده في كراتشي بمشاركة 17 شخصا من الهند.
وصرح مسؤول باكستاني رفيع لـ«الشرق الأوسط» بأن حكومته ليس لديها النية لرفض منح أنوبوم تأشيرة الدخول وأن ما حدث لم يكن سوى مثال على سوء الفهم وانعدام التواصل.
وأضاف أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قام خلال رحلته الأخيرة للهند بلقاء كبار ممثلي السينما الهندية وأخبرهم أنه شخصيا يحب مشاهدة الأفلام الهندية.



الاعتماد على «تشات جي بي تي» في جلب زيارات للمواقع يثير تساؤلات

مجموعة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
مجموعة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

الاعتماد على «تشات جي بي تي» في جلب زيارات للمواقع يثير تساؤلات

مجموعة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
مجموعة «أوبن إيه آي» (رويترز)

أظهرت بيانات حديثة أن عدد الزيارات المحالة من «تشات جي بي تي» إلى المواقع الإخبارية الكبرى يزداد بسرعة، ومع أن «غوغل» لا تزال المصدر الرئيس لزيارات الناشرين، فإن حصتها في سوق البحث انخفضت، ما يثير تساؤلات تأثير هذه التغييرات التي يرى خبراء أنها «قد تؤدي إلى انخفاض عائدات المواقع».

وأشار تقرير صادر عن منصة تحليل البيانات الرقمية «سيميلار ويب (Similarweb)»، مطلع مارس (آذار) الحالي، وشمل ناشرين بارزين مثل «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«الغارديان»، و«سي إن إن»، و«بي بي سي»، و«فوكس نيوز»، ووكالة «أسوشييتد برس»، و«سي إن بي سي»، ومجلة «بيبول» و«إنديا تايمز» إلى أن عدد زيارات المواقع الإخبارية المحالة من «تشات جي بي تي» ارتفع من 435 ألف زيارة في أغسطس (آب) العام الماضي، إلى 3.5 مليون زيارة في يناير (كانون الثاني) الماضي، أي بمعدل زيادة بلغ 8 أضعاف.

وقدَّر التقرير الزيارات المحققة للمواقع الإخبارية بنحو 0.1 في المائة من إجمالي حركة المرور. ورغم أن منصة «غوغل» لا تزال المصدر الرئيس لزيارات الناشرين، فإن حصتها في البحث انخفضت إلى أقل من 90 في المائة للمرة الأولى منذ عقد، ما يشير لتغييرات مستقبلية في سلوك البحث، ومن ثم الوصول للمواقع الإخبارية.

الدكتور فادي عمروش، الباحث المختص في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي التوليدي، يرى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تستحوذ على حصة كبيرة من محركات البحث التقليدية، ودلل في لقاء مع «الشرق الأوسط» على ذلك بأن «أدوات الذكاء الاصطناعي تغير طريقة وصول المستخدمين إلى الأخبار مقارنة بمحركات البحث التقليدية، مثلاً بدأت (غوغل) باختبار ميزة (AI Mode)، التي تقدم ملخصات مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي بدلاً من عرض روابط تقليدية، وهو ما قد يؤثر في سلوك المستخدمين عند البحث عن المعلومات، حيث يكتفون بالخلاصة بدل النقر على الموقع وزيارته». وأضاف أنه «وفقاً لإحصائية حديثة فإن نحو 68 في المائة من البالغين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات مباشرة لاستفساراتهم دون النقر على الرابط الأصلي».

وعدّ عمروش هذا التطور «خطراً» على المواقع الإخبارية، إذ «تؤثر هذه الأدوات في توجيه المستخدمين وفق ترتيب معين للنتائج، ما يؤدي إلى تباين الإجابات بحسب اللغة. كما أن جودة الإجابة تعتمد على صياغة السؤال، مما يبرز دور هندسة الأوامر».

من جهة ثانية، بدأت «أوبن إيه آي» في يوليو (تموز) الماضي اختبار محرك البحث «سيرش تشات جي بي تي»، الذي يهدف إلى ربط المستخدمين بالناشرين عبر تقديم روابط لمصادر الأخبار في نتائج البحث. وأدمجت هذه الميزة في (تشات جي بي تي) في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، وباتت متاحةً لجميع المستخدمين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

تعليقاً على هذا، قالت دعاء عمّار، الصحافية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى، لـ«الشرق الأوسط» إن النموذج المستحدث للبحث جعل أدوات الجذب التقليدية التي كانت تعتمدها المواقع الإخبارية لجلب الزيارات «غير مجدية». وكمثال، ذكرت أنه «لم تعد خاصية مثل (اقرأ أيضاً) تأتي بثمارها، بل يجب توافر عوامل جذب أخرى، مثل تقديم محتوى إبداعي ليكون صعب على الذكاء الاصطناعي أو أدوات الذكاء الاصطناعي توليده».

وأشارت عمّار إلى أهمية منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز الزيارات المباشرة للمواقع، موضحة أن «استخدام منصات التواصل الاجتماعي في عرض الأخبار، واستخدام آلية تحويل المستخدم للموقع عن طريق هذه المنصات يمكن أن يعوض الناشرين عن انصراف المستخدم الحقيقي».