تحديد هوية أحد سجاني «داعش»

ضمن 4 بريطانيين تولوا مسؤولية احتجاز الغربيين

أليكساندا كوتي ترعرع في لندن («الشرق الأوسط»)
أليكساندا كوتي ترعرع في لندن («الشرق الأوسط»)
TT

تحديد هوية أحد سجاني «داعش»

أليكساندا كوتي ترعرع في لندن («الشرق الأوسط»)
أليكساندا كوتي ترعرع في لندن («الشرق الأوسط»)

تم التوصل لهوية أحد أفراد تنظيم داعش ممن تولوا الإشراف على احتجاز وقطع رؤوس رهائن غربيين في سوريا، باعتباره أليكساندا كوتي، 32 عامًا، الذي ترعرع في غرب لندن واعتنق لاحقًا الإسلام.
ويعتبر كوتي ثاني مسلح داخل مجموعة من «السجانين» داخل «داعش» تتم تحديد هويته، في أعقاب كشف «واشنطن بوست» العام الماضي عن هوية «الجهادي جون» باعتباره محمد إموازي، المنتمي هو الآخر لغرب لندن، والذي تولى قطع رؤوس رهائن أميركيين وبريطانيين ويابانيين في فيديو موجه لقادة غربيين.
وقد لقي إموازي، 27 عامًا، حتفه في هجوم بطائرة من دون طيار في نوفمبر (تشرين الثاني) بالرقة، التي تعد العاصمة الفعلية لـ«داعش» داخل سوريا، وذلك بجانب رجل آخر لم تكشف هويته. ومن غير الواضح ما إذا كان الشخص الآخر واحدًا من الحراس الأربعة الذين تولوا مراقبة وتعذيب رهائن غربيين وأطلق عليهم المحتجزون اسم «الخنافس» بسبب لكنتهم الإنجليزية.
أما كوتي، الذي تنتمي أصوله لغانا وقبرص اليونانية، فقد جرى تحديد هويته من خلال تحقيق مشترك بين «واشنطن بوست» و«بزفيد نيوز». وأكد على اسمه مسؤول بالاستخبارات الأميركية وآخرون على معرفة بمواطنين بريطانيين داخل سوريا، تحدثوا جميعًا شرط عدم الكشف عن هويتهم.
كما رفضت أسرة كوتي في لندن التعليق، وكذلك مسؤولون أمنيون بريطانيون.
ومن غير الواضح بعد ما إذا كان كوتي هو نفسه الحارس المعروف باسم «رينغو» أو «جورج». كما اضطلع آخر يعرف باسم بول بدور أصغر داخل المجموعة ولم يظهر حتى وقت لاحق. ومن غير المعروف حتى الآن مكان تواجد كوتي.
وذكر رهائن أوروبيون أطلق سراحهم لاحقًا بعد دفع حكوماتهم فدية أن البريطانيين الأربعة المسؤولين عن الاحتجاز ارتدوا أقنعة طيلة الوقت. ومن بين جميع السجانين، كان البريطانيون الأكثر قسوة، حسبما أكد المحتجزون السابقون، حيث تعرضوا على أيديهم لضرب مستمر وإيهام بالغرق وعمليات إعدام وهمية.
وذكر رهينة دنماركي سابق يدعى دانييل راي، أطلق سراحه في يونيو (حزيران) 2014. كيف أن رينغو ضربه بقسوة 25 مرة في أضلاعه في عيد ميلاده الـ25. وقال محتجزوه إن هذه هدية عيد ميلاده. أما جورج، فيرى راي أنه كان الأكثر عنفًا وكان من المتعذر التكهن بتصرفاته وردود فعله، بجانب هيمنته على باقي أفراد المجموعة.
من جانبها، تعتقد السلطات أن إموازي هو من تولى قتل الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفين سوتلوف، بجانب العامل بمجال الإغاثة عبد الرحمن كاسيغ، المعروف سابقًا باسم بيتر.
كما قتلت عاملة إغاثة أميركية أخرى كانت محتجزة لدى المجموعة البريطانية ذاتها، تدعى كايلا مولر، وإن كان الغموض ما يزال يحيط بملابسات وفاتها. وأعلن «داعش» أن مولر قتلت في غارة أردنية على مبنى كانت محتجزة به، بينما أكدت الولايات المتحدة مقتلها من دون تحديد سبب الوفاة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.