لبنان: لا نصاب لجلسة انتخاب الرئيس غدًا

تتجه الانتخابات الرئاسية اللبنانية إلى جولة تأجيل جديدة، عندما ينزل النواب يوم غد إلى البرلمان تلبية لدعوة جديدة من رئيس البرلمان نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لملء المنصب الشاغر منذ 25 مايو (أيار) 2014، من دون أن تظهر بارقة أمل في اكتمال النصاب لهذه الجلسة لتنضم بذلك إلى عشرات الجلسات التي دعي إليها النواب منذ ذلك التاريخ.
فقد حسم حزب الله وحليفه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون موقفهما بتأكيدهما مقاطعة الجلسة وعدم تأمين النصاب القانوني لها، رابطين نزولهما بـ«الظروف الملائمة لانتخاب عون رئيسًا للجمهورية» كما قال المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين الخليل بعيد لقائه عون أمس.
ورغم أن التنافس بات محصورا بشكل واضح بين مرشحين من فريق «8آذار» المتحالف مع إيران والنظام السوري، وتسليم القوى المعارضة له بانتخاب أحدهما، فإن عون وحزب الله مستمران في التعطيل لعدم وجود أغلبية كافية لانتخاب عون، حيث يتوقع أن يتفوق عليه منافسه الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يحظى بتأييد من كتلة «المستقبل» أكبر الكتل البرلمانية اللبنانية والكتل «الوسطية» أي كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة النائب وليد جنبلاط، ومستقلين مسيحيين وقوى أخرى في «8آذار»، فيما ينحصر تأييد عون بكتلته وكتلة «القوات اللبنانية» وكتلة حزب الله وهؤلاء من شأنهم تأمين نحو 40 صوتا، فيما يعتقد فرنجية أنه قادر على تأمين 70 صوتا.
وزار وفد من حزب الله أمس برئاسة خليل النائب ميشال عون في دارته بالرابية، بمناسبة مرور 10 سنوات على توقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله و«التيار الوطني الحر» الذي أسسه عون. وردا على سؤال ما إذا كان حزب الله سيشارك في جلسة 8 فبراير (شباط)، قال خليل: «لن نشارك». وبالنسبة إلى إعلان النيات بين «التيار» و«القوات»، قال: «نحن نعتبر أن هذا الإعلان وما جرى في معراب، هو في مثابة خطوة صحيحة في مسار طويل، ونأمل في أن تعمم ليس فقط في الوسط المسيحي بل أيضا إلى كل الوطن».
وردا على سؤال حول سبب عدم المشاركة في جلسة الغد، قال: «أعتقد أن هناك نقطة مركزية تحدثنا عنها طويلا وأكررها، لدينا مرشح طبيعي ودائم اسمه العماد ميشال عون، وعندما تتوفر الظروف الملائمة لانتخابه رئيسًا للجمهورية، سنكون أول الوافدين إلى المجلس النيابي».
وردا على سؤال ما إذا كان الحزب سيعمل على سحب ترشيح النائب سليمان فرنجية، قال: «كلا، ليس معناه أننا نعمل على هذه النقطة أي سحب ترشيح الوزير فرنجية وليس معناه إذا سحب ترشيحه يكون لمصلحة العماد عون، الأمور بأوانها»، مضيفا: «هناك مرشح اسمه الوزير سليمان فرنجية حليفنا ومن (8آذار)، ولكن حزب الله لديه مرشح اسمه العماد ميشال عون، وطالما هو المرشح فهو مرشح حزب الله». وحول العائق اليوم من عدم النزول إلى الجلسة وانتخاب العماد عون أو النائب فرنجية، قال: «حين يحين قطافها سنقطفها، لنترك الأمور لعامل الوقت».
وفي الإطار نفسه، أكد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان «إننا لن نحضر إلى جلسة 8 فبراير في مجلس النواب»، موضحًا أن «حضورنا إلى مجلس النواب مرتبط باحترام القرار المسيحي خصوصا بعد المصالحة في معراب».
وبدوره، أكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان أن لا نصاب لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب قبل حسم الموضوع داخل قوى الثامن من آذار، معتبرًا أن هذا الموضوع هو عند حزب الله الذي رشح مع قوى الثامن من آذار رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. ورأى عدوان، في حديث تلفزيوني، أنه «على حزب الله و8 آذار السير في ترشيح عون وحل مشكلة ترشيح رئيس تيار (المردة) النائب سليمان فرنجية وبالتالي سننزل كلنا وتحصل الانتخابات».