مساعدة وزير الخارجية الأميركي: نتطلع لزيادة أعداد اللاجئين السوريين مستقبلا

آن ريتشاردز قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مساعدات واشنطن تتوزع بين التعليم والمنظمات الإنسانية

مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون اللاجئين والهجرة آن ريتشاردز
مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون اللاجئين والهجرة آن ريتشاردز
TT

مساعدة وزير الخارجية الأميركي: نتطلع لزيادة أعداد اللاجئين السوريين مستقبلا

مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون اللاجئين والهجرة آن ريتشاردز
مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون اللاجئين والهجرة آن ريتشاردز

أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، آن ريتشاردز، أن الولايات المتحدة تتجه لاستقبال المزيد من اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن الرئيس باراك أوباما، أمر برفع العدد المقترح استقباله منهم من 70 ألفا إلى 85 ألفا خلال هذا العام. وقالت ريتشاردز في حديث قصير مع «الشرق الأوسط»: «ينبغي علينا استقدام 10 آلاف لاجئ سوري ضمن هذا العدد الكبير، ونحن نتطلع إلى النظر فيما يمكننا فعله لزيادة هذا العدد خلال الشهور والأعوام القادمة».
وقالت المسؤولة الأميركية إن واشنطن تعهدت بتقديم مبلغ إجمالي يقدر بـ890 مليون دولار للمساعدة في تمويل الأزمة السورية. وقالت ريتشاردز التي حضرت مؤتمر المانحين الذي بحث سبل تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، في لندن أول من أمس: «هناك 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الأميركية التقليدية ستخصص لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في داخل وخارج سوريا وفي دول الجوار». وتابعت أن «مبلغ 290 مليون دولار المتبقية الممنوحة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستخصص للمساعدة في تعزيز جهود التعليم للأطفال السوريين والأطفال المحليين في كل من الأردن ولبنان».
وتحدثت ريتشاردز عن الأساليب التي يتم من خلالها مراقبة الأموال الممنوحة وطرق توزيعها: «نحن مطالبون من قبل الكونغرس الأميركي بضمان عدم إهدار أموال المساعدات، أو صرفها في غير أغراضها الرئيسية. وبالتالي فإن مراقبة تلك الأموال هي جزء مهم، لا يتجزأ من برامج المساعدات الإنسانية، وهي في واقع الأمر تجعل من الصعب توفير الأموال الكافية إلى من يستحقونها فعليا من الأشخاص».
وفي معرض حديثها حول دعم مؤتمر المانحين الذي وجهت فيه الدعوات لقادة من أكثر من سبعين دولة، إلى جانب منظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني، قالت ريتشاردز: «لقد فاق المؤتمر توقعاتي بشأنه نظرا لأنه جمع المزيد من الأموال أكثر من المؤتمرات السابقة عليه». وأضافت: «ولقد نجح المؤتمر في مناقشة الكثير من القضايا الأخرى على مائدة المناقشات تلك التي لم تناقش من قبل في المؤتمرات السابقة، حيث كان التركيز في المؤتمرات الثلاثة الأولى منصبا على الحصول على المساعدات العاجلة إلى المتضررين. كان هناك في هذا المؤتمر مناقشات حول التعليم، والحق في العمل، وحول ما يمكننا فعله لتلك الدول التي تستضيف اللاجئين».
وأكدت ريتشاردز أن تعليم الأطفال السوريين كان على رأس جدول أعمال المؤتمر، حيث أضافت: «كان السعي نحو أهمية حصول الأطفال على التعليم في أوساط المجتمع الدولي قد بدأ في سبتمبر (أيلول) الماضي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث كان هناك الكثير من الشخصيات الدولية البارزة التي اجتمعت سويا ليقولوا إنه يتحتم علينا أن نفعل المزيد من أجل منع حرمان جيل كامل من الأطفال السوريين من حق التعليم. ولقد التقيت مع أنتوني ليك رئيس منظمة «اليونيسيف»، وقال إنه يثمن دور الولايات المتحدة وما تقوم به من محاولات لجذب انتباه العالم إلى تلك المشكلة». كما أكدت ريتشاردز على أن الولايات المتحدة تود أن ترى المزيد من دعم القطاعين العام والخاص لمساعدة الأطفال السوريين داخل وخارج سوريا.
وفيما يخص الاندماج والاستيعاب داخل المجتمع الأميركي وتذكير المواطن أن المهاجرين ليسوا إلا ضحايا أبرياء يفرون بحياتهم من الإرهاب، قالت ريتشاردز: «نحاول تذكير المواطنين الأميركيين أن أغلبهم ينحدرون بالأساس من المهاجرين اللاجئين الأوائل، كما نحاول الإشارة كذلك إلى أننا استقدمنا نحو 3 ملايين لاجئ بنجاح منذ حقبة حرب فيتنام»، وأضافت ريتشاردز: «نحاول تحديد الأسئلة والإجابة عليها في ما يتعلق بهوية هؤلاء المهاجرين، لضمان أن يرى الناس أنهم عائلات ينتابهم القلق والخوف على مستقبل أطفالهم، والحصول على السلامة والأمان»، وأكدت ريتشاردز: «أعتقد أن الصحافيين الذين لديهم القدرة على تحديد خلفيات هؤلاء اللاجئين يقدمون خدمات جليلة لإظهارهم إلى الشعب الأميركي بأنهم ليسوا إرهابيين بل ضحايا للإرهاب».
وأعربت أن «قلبي ينفطر لأجل أولئك اللاجئين الذين يحاولون أن يجدوا لأنفسهم مكانا في هذا العالم». وتابعت: «مكان يمنحهم حق العيش والازدهار، وذلك هو السبب وراء دعم ذهاب الأطفال إلى المدارس والأشخاص الذين لديهم الحق القانوني في العمل».
وأضافت ريتشاردز تقول إن الولايات المتحدة حددت المشكلة في أنها «معيار حركة الأزمة الحالية، فنحن نرى أن هناك عددا كبيرا للغاية من اللاجئين في دولة صغيرة مثل لبنان، في حين وصل ما يقرب من مليون لاجئ فعلا إلى ألمانيا». وصرحت ريتشاردز: «أتمنى أن يتوحد المجتمع الدولي بأكثر من ذلك لمساعدة الأشخاص في تلك الأماكن التي فروا إليها، حتى لا يشعروا بأنهم مضطرون لمواجهة خيارات القيام بتلك الرحلات الخطيرة مجددا أو البقاء في موقف صعب ومستمر».



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.