مجلس الأمن الدولي يتهم روسيا والنظام السوري بتخريب «جنيف 3»

دي ميستورا أمام المجلس الدولي: الأسد لم يقدم أي تنازلات.. ومندوب فرنسا يضع 3 شروط لاستئناف المحادثات

مجلس الأمن الدولي يتهم روسيا والنظام السوري بتخريب «جنيف 3»
TT

مجلس الأمن الدولي يتهم روسيا والنظام السوري بتخريب «جنيف 3»

مجلس الأمن الدولي يتهم روسيا والنظام السوري بتخريب «جنيف 3»

ألقى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باللوم على النظام السوري وروسيا في إفشال محادثات السلام في جنيف الأسبوع الماضي، مؤكدا أن تصعيد المعارك مع انطلاق المفاوضات أفشل الجهود السلمية.
وبعد جلسة مغلقة داخل المجلس شارك فيها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قال مندوب فرنسا فرنسوا دولاتر للصحافيين إن دي ميستورا أوضح لمجلس الأمن أن النظام السوري لم يقدم أية تنازلات خلال المباحثات والمشاورات التي تمت في جنيف الأسبوع الماضي مما اضطره إلى تجميد المباحثات وتأجيل المحادثات إلى الأسبوع الأخير من فبراير (شباط) الحالي.
وقال دولاتر: «النظام السوري ادعى أنه مستعد للحوار وإجراء المحادثات لكن ما رأيناه على أرض الواقع كان مخالفا لذلك.. وفي الوقت نفسه كثف من ضرباته العسكرية مدعوما من روسيا ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خاصة في مدينة حلب». وشدد المندوب الفرنسي لدى مجلس الأمن على أن تصرفات النظام السوري والدعم الروسي للنظام والاستمرار في قصف المدنيين وحصار المدن يدمر أي فرص للسلام. وقال: «القصف المستمر للمدنيين من جانب النظام السوري مدعوما بما تقدمه روسيا عسكريا يدمر أي أمل للسلام ويجعل من عملية محادثات السلام عملية دون مغزى ولا بد من تحسين الوضع الإنساني حتى يمكن الاستمرار في المحادثات وهذه هي مطالب الدول الأعضاء في مجلس الأمن ونأمل ونتوقع أن يحترم كل الأعضاء التزاماتهم بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2245 الذي ينص على وقف القصف ورفع الحصار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية».
وأدان المندوب الفرنسي بشدة دعم روسيا للنظام السوري واستمرار قصف المدنيين وحصار المدن. وقال: «فرنسا تدين قصف النظام السوري بمساندة روسيا للمدنيين وسنستمر في دعم جهود المبعوث الأممي ونأمل أنه بحلول الموعد في 25 فبراير الذي حدده دي ميستورا يكون لدينا ثلاثة ضمانات أو شروط لاستئناف المحادثات وهي احترام القانون الدولي في ما يتعلق بحقوق الإنسان وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والعمل لتحقيق حكومة انتقالية في سوريا». وتعهد المندوب الفرنسي بمضاعفة مجلس الأمن الضغط على النظام السوري لضمان تنفيذ الشروط الثلاثة قائلا: «سنعمل على مضاعفة الضغط على النظام السوري لتنفيذ هذه الشروط الثلاثة ودون ذلك فإن المحادثات لن تكون ممكنه وسنعمل على توحيد مجلس الأمن حول هذا الأمر ولن نتخلى عن السوريين الذين يعانون ويموتون كل يوم».
وألقى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين باللوم في فشل المحادثات في جنيف على المعارضة السورية، مشيرا إلى أن وفد المعارضة السورية حضر إلى جنيف للاحتجاج وليس للحوار. وقال تشوركين للصحافيين بعد الجلسة المغلقة «لا يجب فرض شروط مسبقة لاستئناف مفاوضات جنيف بشأن سوريا» مبديا أمله في استئناف المفاوضات. وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة مغلقة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات حول مستجدات الوضع الإنساني في سوريا وخصوصا في المناطق المحاصرة والعراقيل التي تواجه توصيل المساعدات الإنسانية لتلك المناطق. وقال السفير الفنزويلي رافايل راميريز الذي ترأس بلاده الدورة الجالية لمجلس الأمن إن أعضاء مجلس الأمن استمعوا إلى إفادة من المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا حول الأسباب التي دفعته إلى تجميد المفاوضات وإعلان تأجيل المحادثات إلى الخامس والعشرين من فبراير الحالي. وناقش مجلس الأمن المقترحات الروسية لوقف إطلاق النار.
وسخر المندوب الروسي كثيرا من الانتقادات (الأميركية والفرنسية) داخل المجلس لبلاده. وقال: «لقد انتقد بعض الأعضاء في المجلس الموقف الروسي بسبب الضربات» التي تقوم بها القوات الروسية داخل سوريا، وإنني أعتبر الضربات هامة كونها «ساهمت» في رفع الحصار عن بعض المدن و«حققت أحد أهداف المساعدات الإنسانية» التي وصلت للمحتاجين. وأضاف تشوركين، ليس لهم (بعض أعضاء مجلس الأمن) أي دليل أخلاقي أو رسمي لانتقاد الموقف الروسي، ومعارضة الضربات الروسية بسوريا. وتساءل: «هل المجموعات الإرهابية ستوقف ضرباتها أيضا وهل سيوقف التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضرباته أيضا؟ واعتبر أن العمليات العسكرية الروسية شفافة «بخلاف الطرف الآخر» ويقصد التحالف الأميركي «الذي لم نسمع عنه الكثير». وكشف تشوركين أن بلاده ستحضر أفكارا جديدة للمؤتمر الذي ستعقده مجموعة دعم سوريا في ميونيخ في الثاني عشر من هذا الشهر مؤكدا على أهمية المجموعة والتي بعد 3 اجتماعات تمكنت من إصدار مجلس الأمن للقرار 2254.
وقال تشوركين إن القرار رقم 2254 ليست له شروط مسبقة سوى في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية وهما متعلقان بالمفاوضات. وعاد تشوركين وانتقد المندوب الفرنسي وقال من أين جاء بهذا الكلام «فالسيد دي ميستورا لم يقل إن روسيا سبب تأجيل المباحثات» السورية السورية كون الفرنسي لم «يبق لنهاية الإحاطة التي قدمها المبعثوث الأممي». كما انتقد الموقف الأميركي وقال «عندما بدأ المندوب الأميركي، في المجلس، تقديم انتقاداته للموقف الروسي، قمت بالرد عليه» إلا أنه رفض الإفصاح للصحافيين ماذا كان الرد وكيف.
وقال إن بعض الوفود تنتقد الموقف الروسي وخصوصا الضربات، فروسيا ليست الوحيدة في سوريا، فهناك الكثيرون، وهي (أي روسيا) الوحيدة التي لها صفة قانونية هناك لأنها «دعيت رسميا من الحكومة». وتابع: «هل علينا وقف الضربات وحدنا دون قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة؟ وعزا تشوركين، سبب فشل (جنيف1) و(جنيف2) إلى عدم تمثيل المعارضة السورية لكل المعارضة السورية. وحول التعاون مع الطرف الأميركي قال إننا نتعاون مع الطرف الأميركي في الشأن الإنساني حيث يتم تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق كثيرة ومنها في دير الزور «عبر الجو» وقال إن دير الزور محاصرة من قبل «داعش وليس الحكومة». وعبر عن تأييد بلاده للموقفين الأميركي والفرنسي حيال إغلاق الحدود السورية التركية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.