شاشة الناقد

بوبي كانافال كما يبدو في «فينيل»
بوبي كانافال كما يبدو في «فينيل»
TT

شاشة الناقد

بوبي كانافال كما يبدو في «فينيل»
بوبي كانافال كما يبدو في «فينيل»

Vinyl ***
إخراج: مارتن سكورسيزي
دراما | الولايات المتحدة (2016)
إذا ما ابتعد مارتن سكورسيزي عن المشاريع السينمائية العريضة، فإنه يطبخ أعمالا أخرى غير بعيدة. ربما يصوّر فيلما تسجيليًا قصيرًا أو طويلاً، أو ربما يشترك في مهمّة تقنية أو استشارية مع مجموعة من صانعي الأفلام الشبان، أو - كما في هذه الحالة - ينتج ويخرج عملاً تلفزيونيًا بمقوّمات السينما. «فينيل» (التركيبة الكيماوية التي تصنع منها الأسطوانات) هو عمل ملتصق بمنهج وأسلوب أفلام سكورسيزي السابقة. تلك الشغوفة بالتحقيق في صعود وسقوط الشخصيات التي تنتمي لعصابات («شوارع منحطة») أو لشخصيات منفردة («الملاح») أو لشخصيات تاريخية - أدبية («عصر البراءة». هذه المرّة يعالج صعود وهبوط سدّة الصناعة الموسيقية لدى منتج في السبعينات القلقة (بوبي كانافال) ما يجعل هذا المسلسل التلفزيوني واحدًا من أعماله الموسيقية أيضًا. دراما عن ذلك المنتج وكيف انتقل من سدّة العمل إلى قاعه مع ما يتخلل مهنته وحياته من تناقضات تجمع ما بين العبث والإدمان كما العائلة والالتزام المهني.

12Rounds 3 ‬ **
إخراج: ستيفن رينولدز
أكشن بوليسي| الولايات المتحدة (2016)
السلسلة تحتوي على ثلاثة أفلام إلى الآن كل منها مختلف حتى بالنسبة لبطولته ولمخرجه. الجزء الجديد من بطولة جوناثان غود (ممثل جديد) في دور تحرٍ عاد إلى عمله بعد قضائه بعض الوقت في المستشفى للعلاج من إصابة. في اليوم الأول لعودته يكتشف أن أحد زملائه (روجر كروس) يقود فريقًا من رجال البوليس في عمليات غير قانونية (كالاتجار بالمخدرات). فجأة يصبح الفيلم نسيجًا من نوع فيلم ستيفن سيغال القديم «تحت الحصار» أو بروس ويليس «داي هارد» حيث البطل محاصر في المبنى في قتال دائم ضد الأشرار. الفارق أن بطل الفيلم ليس سوبر هيرو كالآخرين. مشوّق وتقليدي في الوقت ذاته يلبّي رغبة من لا يطلب أكثر من ذلك

Fifty Shades of Black *
إخراج: مايكل تيديس
كوميديا | الولايات المتحدة (2016)
سخرية كوميدية من فيلم «خمسون ظلا للرمادي» الذي عرض في العام الماضي. كان ذلك فيلما عاطفيًا أبلهًا بمواقف مفتعلة حقق نجاحًا جيدًا نسبة لشيوع الرواية التي اقتبس عنها. الفيلم الجديد، مع مارلون وايانز وكالي هوك وجين سيمور في البطولة، يوفر للمشاهد حكاية تمشي على الخط ذاته لكن برغبة أن تؤدي للنيل من الفيلم الأصلي. المشكلة ليست في أن الفيلم السابق وُلد ضعيفًا وانتهى منسيًا بسبب ذلك فقط، بل في أن أي فيلم ساخر ما عليه أن يتجاوز الفيلم الذي يسخر منه. أن يتضمن ما يثير السخرية أساسًا وهذا لا يحدث هنا.



شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز