«الصحة العالمية» لـ {الشرق الأوسط}: لا لقاح لـ«زيكا» بعد

السعودية تستبعد احتمالية انتقال الفيروس للخليج

أدلة قوية تربط علاقة فيروس «زيكا» بمرض صغر الرأس (رويترز)
أدلة قوية تربط علاقة فيروس «زيكا» بمرض صغر الرأس (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» لـ {الشرق الأوسط}: لا لقاح لـ«زيكا» بعد

أدلة قوية تربط علاقة فيروس «زيكا» بمرض صغر الرأس (رويترز)
أدلة قوية تربط علاقة فيروس «زيكا» بمرض صغر الرأس (رويترز)

قال متحدث إعلامي باسم منظمة الصحة العالمية، أمس، إن التوصل لأسباب تفشي مرض صغر الرأس بين الأجنة «مايكروسيفالس» في البرازيل على رأس أولوياتها، معتبرًا أنه بات يشكل أزمة عالمية طارئة. وأضاف المتحدث غريغوري هارتل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «وفقًا للأدلة التي جمعتها وطرحتها المنظمة باجتماعها الطارئ في جنيف قبل أمس، من المرجح ارتباط هذا المرض بفيروس (زيكا)». كما أشار إلى أن المنظمة أعلنت حالة الطوارئ عالميا «لغرض العمل بأسرع وتيرة ممكنة للكشف عن مسبب مرض صغر الرأس».
وحول تفشي عدوى «زيكا» في البرازيل، قال المتحدث إنه «سبق وشهدنا تفشيًا مماثلاً في جزر بولينيزيا الفرنسية قبل عامين». وردًا على سؤال الإجراءات لمواجهة زيكا، قال هارتل إن المنظمة تشرف حاليا على تطوير لقاح للفيروس موضحًا أنه «لم يتم التوصل له بعد». كما أكد أن المنظمة تعمل على تطوير تقنية وأدوات تشخيص أكثر فعالية لرصد «زيكا» عالميًا. إلى ذلك، أعلنت شركة «سانوفي باستير» الفرنسية، أمس، أنها دشنت مشروعًا بحثيًا لتطوير لقاح يقاوم فيروس «زيكا».
وفي سياق متصل، دعا متحدث منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم إلى زيادة الرقابة وأخذ الحيطة لتشخيص الفيروس بدقة، لأن عوارضه بسيطة وغير عنيفة على المريض، مشيرًا إلى أن «زيكا» ظهر لأول مرة في أفريقيا عام 1947، وانتقل من القارة السوداء إلى آسيا ومن ثم إلى جزر المحيط الهادي وصولاً لأميركا اللاتينية. وأضاف معللا أن «الفيروس قد سبق وتنقل بين قارات العالم. وأن أي منطقة تحتوي على البعوض من جنس (ايديس ايغبتاي) قد تشهد حالات إصابة بفيروس (زيكا)». وشدد المتحدث على أن الدول الأكثر عرضة لـ«زيكا» هي «ذات المناخ الدافئ والتضاريس المستوية».
ورفض المتحدث مقارنة خطورة «زيكا» بعدوى «إيبولا»، موضحًا أن العالم «لم يشهد أي حالة وفاة جراء (زيكا)». وتعرضت المنظمة لانتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء «إيبولا» بغرب أفريقيا، الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال عامين بعد أن تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية بعد اجتماعها الطارئ عن تأسيس وحدة استجابة دولية تضم كل الأشخاص من مقرات منظمة الصحة العالمية في المنطقة المتضررة بالفيروس للمشاركة في استجابة رسمية باستخدام كل الدروس التي تعلمتها المنظمة من أزمة «إيبولا». وحذرت أن عدوى «زيكا» الفيروسية تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأميركتين إذ انتشر الفيروس إلى الآن في 24 دولة ومنطقة بالأميركتين.
من جانبها، استبعدت وزارة الصحة بالسعودية، انتقال فيروس «زيكا»، إلى البلاد، إضافة إلى دول الخليج في الوقت الراهن، مؤكدة أنه لا ينتقل بين البشر، وإنما يتسبب فيه نوع من البعوض الذي ينقل المرض إلى البشر. وشددت الوزارة على أن المرض تاريخه قديم ولم يصبح وباء.
وأوضح فيصل الزهراني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن نسبة الإصابة بفيروس «زيكا» لم تصل إلى مستويات الوباء، وهو مشابه لمرض حمى الضنك الذي يُنقَل عبر نوع محدد من البعوض، موضحًا أن احتمالات انتقال إلى المرض لمنطقة الخليج ليست واردة في الوقت الراهن. وقال الزهراني إنه «مع انعدام انتقال الفيروس». وكانت وزارة الصحة السعودية قد أصدرت بيانًا دعت فيه جميع الراغبين في السفر إلى الدول الموبوءة بفيروس «زيكا» إلى اتخاذ الاحتياطات التي يجب اتباعها، مؤكدة في السياق ذاته أنها ستحدث قائمة الدول دوريًا على موقع الوزارة الإلكتروني. ولفتت الوزارة إلى أنها قدمت المشورة للمواطنين السعوديين الذين يعيشون في المناطق التي ينتشر فيها فيروس «زيكا» بأهمية اتخاذ تدابير وقائية فردية لمنع لدغات البعوض خاصة للنساء الحوامل، مع وجوب اتخاذ تدابير وقائية فردية لمنع لدغات البعوض طوال اليوم، خصوصًا خلال فترة الصباح الباكر، وعند غروب الشمس، وهي أعلى فترات نشاط البعوض من خلال استخدام المواد الطاردة للبعوض، والكريمات الواقية من لدغات البعوض، وارتداء قمصان ذات أكمام طويلة وبنطلونات طويلة، خصوصًا خلال ساعات نشاط البعوض، واستخدام الناموسيات عند النوم.
وعلى صعيد آخر، أعلنت أستراليا، أمس، أنها شخّصت حالتي إصابة بفيروس «زيكا» لمواطنين لدى عودتهما من منطقة الكاريبي مؤكدة أولى حالات الإصابة بالفيروس الذي ينقله البعوض في البلاد هذا العام. وقال المسؤولون كذلك إن البعوضة التي تنقل الفيروس رصدت في مطار سيدني الدولي، لكنهم أكدوا أنه من المستبعد أن يتوطن الفيروس نظرًا لعدم وجود أعداد كبيرة من البعوضة الناقلة له في البلاد.
وبدوره، وجّه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس نداء عاجلاً لجمع المال لتعزيز جهود مكافحة وباء «زيكا» الذي يشكل خطرًا على المواليد أمام سرعة انتشاره في أميركا اللاتينية وتسجيل إصابات في أفريقيا وآسيا. وقال مدير الأميركيتين في الاتحاد الدولي والتر كوتي في بيان إن «الطريقة الوحيدة لوقف انتشار الفيروس هي في السيطرة على البعوض الناقل للمرض أو وقف أي احتكاك بينه وبين البشر على أن يترافق ذلك مع تدابير لخفض الفقر». ولهذا وجه الاتحاد نداء عاجلاً لجمع التبرعات آملاً في جمع 2.3 مليون دولار لدعم جهود المكافحة في الأميركيتين.
يُذكر أن الناقل لفيروس «زيكا» هو بعوضة «الزاعجة المصرية» التي عادة ما تلسع في ساعات الصباح الباكر وعند الغروب. وتشبه أعراض العدوى أعراض العدوى بفيروسات حمى الضنك، وتشمل «الحمى، والطفح الجلدي، والتهاب الملتحمة، والألم العضلي، وآلام المفاصل، والتوعك، والصداع»، وعادة ما يكون المرض وأعراضه خفيفة نسبيًّا.
وتستمر لمدة تراوح بين يومين وسبعة أيام، مع احتمال وجود مضاعفات عصبية ومناعية ذاتية. وفي حال تعرّض الأم الحامل للإصابة بالفيروس قد تحدث تشوهات للجنين مثل صغر رأس المواليد.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.