الصداع النصفي.. هل يزيد مخاطر السكتة الدماغية؟

الاضطرابات البصرية المصاحبة له تضاعف احتمالات حدوثها

الصداع النصفي.. هل يزيد مخاطر السكتة الدماغية؟
TT

الصداع النصفي.. هل يزيد مخاطر السكتة الدماغية؟

الصداع النصفي.. هل يزيد مخاطر السكتة الدماغية؟

يقول الأشخاص الذين يعانون من الشعور المتكرر بالصداع النصفي إن الألم يكون شديدا في بعض الأحيان. وبالنسبة للبعض، قد يصبح ذلك الشعور المتكرر بالصداع النصفي علامة على خطر حدوث تلف بالأوعية الدموية الصغيرة في المخ، وهو ما يؤدي إلى الجلطات الدماغية.

* عوامل الإصابة
وتقول تقارير إن هناك ما يقرب من واحد من كل ستة بالغين في الولايات المتحدة يعاني من أعراض الصداع النصفي. ويعاني نحو ثلث المصابين بالصداع النصفي من اضطرابات بصرية تعرف بـ«الهالة البصرية»، التي تسبق الشعور بالصداع. وفي حين تزداد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مع الصداع النصفي، تزداد تلك المخاطر إلى الضعف وربما ثلاثة أضعاف مع أولئك الذين يعانون من عرض «الهالة البصرية».
ويمكن أن تساهم بعض العوامل الأخرى في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إذ يقول الدكتور سينك آيات، طبيب الأمراض العصبية والباحث في السكتة الدماغية في مستشفى ماساتشوستس العام، إنه لاحظ أن «المرأة تحت سن الـ50، التي تعاني من الصداع النصفي المصحوب باضطرابات بصرية، يزداد خطر إصابتها بالسكتة الدماغية أربع إلى ست مرات أكثر من المرأة العادية. وإذا كانت تلك المرأة تدخن أو تتناول حبوب منع الحمل، فإن خطر إصابتها بالسكتة الدماغية يرتفع إلى 34 مرة عن المعدل الطبيعي». ويضيف الدكتور آيات أنه من النادر أن تصاب النساء صغيرات السن بالسكتة الدماغية، لكن تلك العوامل تساهم في زيادة خطر الإصابة.
ويشير الدكتور آيات إلى أنه من النادر أيضا أن يؤدي الصداع النصفي إلى حدوث سكتة دماغية. وعلى الأرجح، يحدث الصداع النصفي والسكتة بسبب عوامل مشتركة، من بينها الصفات الوراثية التي تؤثر على النشاط العصبي، أو حالة الأوعية الدموية الكامنة التي تؤدي إلى تجلط الدم داخل الأوعية الصغيرة في المخ. وقد تؤدي التجلطات الدموية الأكبر حجما إلى توقف تام لتدفق الدم، وهو ما يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية، في حين تؤدي التجلطات الصغيرة إلى الشعور بالصداع النصفي.
كما توجد عوامل أخرى لحدوث السكتة الدماغية مثل الآثار الجانبية للأدوية الشائعة المستخدمة في علاج الصداع النصفي. ومن الممكن أن تتسبب الأدوية المستخدمة في علاج الصداع النصفي «أدوية تريبتان» (Triptans)، وكذلك بعض مضادات الاكتئاب، في حدوث انقباض داخل الأوعية الدموية في المخ، مما قد يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية.

* نصيحة طبية
يقول الدكتور آيات إنه «قد يتضح أن الإصابة بالصداع النصفي المصاحب بظهور الهالات البصرية يصبح عاملا واضحا على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب استخدام العلاجات المتبعة في هذا الشأن». غير أنه وفي الوقت ذاته، ينبغي على الذين يعانون من الصداع النصفي أن يكونوا على علم بارتباط الصداع بحدوث السكتة الدماغية وأن يحاولوا تقليل العوامل الأخرى التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة. أما بالنسبة للنساء تحت سن الـ50، اللائي يعانين من الصداع النصفي، فينبغي عليهن تجنب التدخين وتناول وسائل منع الحمل عن طريق الفم، والتي تؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وبالنسبة للأشخاص من جميع الأعمار، سواء كانوا يعانون من الصداع النصفي أم لا، فينبغي عليهم التمسك الالتزام باستراتيجيات الوقاية من حدوث السكتة الدماغية، مثل السيطرة على ضغط الدم والسكري ومستويات الدهون في الدم.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».



الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
TT

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يمكن أن يُؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

وأوضح الباحثون من جامعة ولاية واشنطن، أن الأحياء الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية تشجّع السّكان على المشي أكثر، وتجعلهم أكثر نشاطاً، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية (American Journal of Epidemiology).

ويُعدّ النشاط البدني، خصوصاً المشي، أحد أهم العوامل لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة، فهو يساعد على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتنظيم مستويات السُّكر في الدم، وخفض ضغط الدم، وتقوية العضلات والعظام. كما يسهم في تعزيز الصحة النفسية من خلال تقليل التوتر والقلق، وتحسين المزاج والنوم.

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 11 ألف شخص بين عامي 2009 و2020، وتضمّنت معلومات حول أماكن إقامتهم وعدد دقائق المشي الأسبوعية، سواء للممارسة الرياضية أو التنقل اليومي.

وقيّم الباحثون مدى «قابلية المشي» في الأحياء بناءً على معايير تشمل الكثافة السكانية، وشبكات الطرق، وتوافر وجهات يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام، مثل المتاجر، والمطاعم، والمتنزهات، والمقاهي.

وأظهرت النتائج أن السكان في الأحياء الأكثر قابلية للمشي، مثل منطقة «كابيتول هيل» في سياتل، يمشون أكثر من غيرهم.

وكشفت عن أن زيادة بنسبة 1 في المائة في قابلية المشي تؤدي إلى زيادة بنسبة 0.42 في المائة في معدلات المشي داخل الحي. وعند تطبيق ذلك عملياً، فإن زيادة بنسبة 55 في المائة في قابلية المشي، تعني زيادة بمقدار 23 في المائة بمعدلات المشي، أي نحو 19 دقيقة إضافية من المشي أسبوعياً لكل فرد. كما أشارت الدراسة إلى أن تصميم الأحياء القابلة للمشي يعزّز استخدام وسائل النقل العام. فقد وجدت الدراسة أن العيش في حي يتميّز بقابلية المشي يقلّل احتمال عدم استخدام وسائل النقل العام بنسبة 32 في المائة.

وتعليقاً على النتائج، أكد البروفيسور غلين دنكان، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة ولاية واشنطن، أهمية تصميم الأحياء لتعزيز الصحة العامة، قائلاً: «لدينا نسبة كبيرة من السكان في الولايات المتحدة لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً. إذا استطعنا زيادة عدد الأشخاص الذين يمشون يومياً، حتى بمقدارٍ بسيط، سنُحقّق فوائد صحية كبيرة».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «المشي وسيلة بسيطة ومجّانية للنشاط البدني، ولا يتطلّب استثمارات كبيرة في الملابس أو المعدات الرياضية. فقط ارتدِ حذاءً مناسباً وابدأ بالمشي».

وأشار إلى أن هذه النتائج تحثّ على إعادة التفكير في تصميم الأحياء السكنية لتشجيع النشاط البدني وتحقيق التوصيات العالمية للنشاط البدني الأسبوعي، والمقدرة بـ150 دقيقة، ممّا يُعزز رفاهية الأفراد ويسهم في تحسين الصحة العامة.