الأزهر يرصد مساعي «داعش» لتأسيس خلايا في أوروبا لتنفيذ هجمات موسعة

قال في تقرير له إن التنظيم ينشط في أوساط اللاجئين السوريين

الأزهر يرصد مساعي «داعش» لتأسيس خلايا في أوروبا لتنفيذ هجمات موسعة
TT

الأزهر يرصد مساعي «داعش» لتأسيس خلايا في أوروبا لتنفيذ هجمات موسعة

الأزهر يرصد مساعي «داعش» لتأسيس خلايا في أوروبا لتنفيذ هجمات موسعة

حذر تقرير لمشيخة الأزهر بالقاهرة أمس من مساعي وصفها بالـ«جادة» من تنظيم داعش الإرهابي لتأسيس خلايا صغيرة في أوروبا للقيام بهجمات إرهابية موسعة، على غرار هجمات فرنسا التي وقعت قبل نهاية العام الماضي.
وأضاف التقرير الذي أعده مرصد مشيخة الأزهر أن «عناصر (داعش) تنشط حاليا بين أوساط اللاجئين السوريين لاستقطابهم للانضمام إلى التنظيم، خصوصا في ظل موجة اللجوء التي اجتاحت أوروبا مؤخرا»، في حين قال مسؤول مطلع بمرصد الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم المتطرف «يستغل الظروف الصعبة للسوريين وأسرهم لضمهم إلى التنظيم بدعوى تحسين حياتهم المعيشية القاسية والصعبة بلا مأوى.، كما أنه يجذب السوريات وعن طريق إقناعهن، خصوصا من فقدن منهن أزواجهن، بالزواج بعناصره».
ولفت تقرير الأزهر إلى أن اللاجئين السوريين يعدون بمثابة هدف للتنظيم من أجل ضمهم للقيام بعمليات إرهابية. لكن التقرير أضاف أنه «لا توجد أدلة قوية على اعتزام (داعش) استغلال اللاجئين من أجل الدخول إلى أوروبا بشكل سري، لكن الخطر الأكبر هو محاولة استقطاب هؤلاء المهاجرين من أجل الاقتناع بفكر (داعش) والانضمام إليه».
وأكد تقرير مرصد الأزهر أن «هناك مخاوف الآن في الغرب، خصوصا بعد أن طور (داعش) من قدراته القتالية بشكل يتيح لها شن هجمات إرهابية كبيرة على الصعيد العالمي، خصوصا في فرنسا من أجل زيادة أعداد الضحايا من المدنيين»، لافتا إلى أن «ما توعد به التنظيم ضد الغربيين أول من أمس، مُؤشر خطير جدا وينذر بالتصعيد من قبل التنظيم».
وتوعد «داعش» في فيديو مصور، الغربيين بهجمات «تنسيهم» - على حد زعمه - هجمات نيويورك وباريس، وذلك عقب تنفيذ عملية إعدام خمسة «مرتدين» عراقيين، قتلهم بالرصاص خمسة من متطرفيه، يتقدمهم مُتشدد ناطق بالفرنسية.
وأوضح تقرير مشيخة الأزهر أن التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق أصبح قادرا الآن على شن سلسلة هجمات مُعقدة ومنسقة بشكل جيد، حيثما يشاء وفي أي مكان في العالم، بفضل مقاتلين محليين، يعرفون المنطقة التي يوجدون فيها جيدا. وتابع التقرير: «يبدو أن قادة تنظيم داعش لديهم حرية تكتيكية حين يختارون أهدافهم بُغية تكييف مخططاتهم بحسب الظروف المحلية المحددة، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة لقوات الأمن، لرصد مثل هذه المخططات وكشف الأشخاص الضالعين فيها في هذه المرحلة المبكرة».
وكشف التقرير أن هناك مُؤشرات تؤكد مساعي («داعش» لتنفيذ هذه الهجمات ضد الغرب في وقت قريب، ومن هذه المؤشرات قيام «داعش» باستخدام جوازات سفر سورية وعراقية وهمية لتهريب المتطرفين إلى أوروبا في خضم أزمة المهاجرين، وأن المتطرفين يستغلون تدفق المهاجرين لأوروبا عن طريق تزوير هويات جديدة لتجنب الكشف عن شخصياتهم عند حدود الدول، لافتا إلى أن «داعش» يستغل أزمة المهاجرين بمهارة كبيرة جدا بهدف تهريب خلايا إرهابية من سوريا إلى الدول الأوروبية الكبرى، ويقوم المتطرفون بالسفر إلى الرقة في سوريا للقاء قادة «داعش»، حيث يتلقون التدريب ويحصلون على جوازات سفر جديدة، مما يجعل من المستحيل تقريبا لمسؤولي الأمن الكشف عن الإرهابيين المحتملين بين أولئك الفارين من سوريا.
ويضيف التقرير أن هناك مئات من البريطانيين قد شقوا طريقهم للانضمام إلى التنظيم، فضلا عن وجود مخاوف من وجود خلايا إرهابية نائمة الآن في بريطانيا أو دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وذكر تقرير الأزهر أنه رغم محاربة «داعش» من قبل كل القوى الدولية فإن التنظيم يتمدد، لافتا إلى أن الحرب التي تشنها دول التحالف ليست كافية للقضاء على معاقل التنظيم الإرهابي، والواضح أن هناك مشكلة كبرى وهي قضية اللاجئين.
وحذر الأزهر من أنه إذا لم يتم حل مشكلة اللاجئين في أوروبا فلن يتم القضاء على «داعش»، فالقضاء على التنظيم يستلزم أولا حل المشكلة السورية حلا حقيقيا يضمن إزالة كل معوقات إنهاء الصراع الدائر هناك، بحيث يتم تجفيف منابع «داعش»، بدلا من مساندته بتوفير موارد إضافية قوية لها عن طريق اللاجئين.
يذكر أن أكثر من مليون لاجئ دخلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي، معظمهم عن طريق البحر وترغب غالبيتهم في طلب اللجوء في دول شمال أوروبا، علما بأن معظم اللاجئين يأتون من سوريا، تليها أفغانستان.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم