تعز.. بوصلة الصراعات السياسية في اليمن

منذ قرابة 9 أشهر، وحتى الآن تفرض ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح حصارها على مدينة تعز، إحدى أكبر حواضر اليمن، إذ تطوّق الميليشيات الانقلابية المدينة من الاتجاهات الأربع للمداخل: المدخل الشرقي من منطقة الحوبان، والمدخل الشمالي من شارع الستين - عصيفرة، والمدخل الغربي من منطقة بير باشا ومدخل وادي الدحي، وكذلك المدخل الجنوبي من خلال الطرق الوعرة التي تمر من دمنة خدير إلى جبال صبر والعروس. ولم تكتفِ الميليشيات بحصارها المدينة ذاتها، بل طال الحصار ثماني مديريات هي: مديرية القاهرة، والمظهر، وصالة، والتعزية، وصبر الموادم، ومشرعة، وحدنان، وجبل حبشي.
تتمتع مدينة تعز بمكانة بارزة في تاريخ اليمن وحاضرها. كما تعدّ محافظة تعز الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، التي تبعد عنها بنحو 256 كلم، الأولى من حيث عدد السكان في عموم الجمهورية اليمنية، ويصل عدد مديرياتها، وفقًا لأحدث تقسيم إداري إلى 23 مديرية. وتحتضن المحافظة ميناء المخا الشهير على البحر الأحمر، الذي أعطى اسمه لأفخر أنواع البن في العالم.
ثم إن محافظة تعز هي واحدة من أهم المحافظات اليمنية، لما يتميز به موقعها وتربتها الخصبة ومناظرها الطبيعية. إلا أنها اليوم تعاني أزمة انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى الطوارئ، وهو المستوى الذي يسبق المجاعة.
ماضٍ وحاضر
كما سبقت الإشارة، لمحافظة تعز إرث سياسي وتاريخي كبير في اليمن، ومنها انطلقت في عام 2011، أول شرارة للثورة الشبابية التي أطاحت بحكم علي عبد الله صالح٬ ما تسبب بمقتل وجرح العشرات من أبنائها على يد قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي٬ وشهدت تعز نفسها مذبحة مروعة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من المعتصمين في ما أطلق عليها «محرقة ساحة الحرية».
والواقع توصف تعز بأنها «بوصلة» الصراعات السياسية في مختلف مراحل التاريخ اليمني، كونها تُعد المنطقة الفاصلة بين شمال اليمن وجنوبه؛ إذ تحدها من الشمال محافظتا إب والحُدَيدة٬ ومن الشرق أجزاء من محافظتي الضالع ولحج، ومن الجنوب محافظة لحج٬ بينما تطل على البحر الأحمر من جهة الغرب. وتنتمي إلى تعز غالبية القيادات السياسية في الأحزاب اليمنية ونسبة عالية موظفي الدولة٬ باستثناء الجيش والشرطة اللذين كانا حكرًا على مناطق شمالية محددة.
وبالإضافة إلى السياسة، على صعيد التجارة، أيضًا، تعتبر تعز واحدة من أهم المحافظات اليمنية وينتمي إليها بعض أبرز وأنجح رجال المال والأعمال في اليمن. وهي تتمتع بأهمية زراعية إلى جانب نشاطها الاقتصادي وثروتها الحيوانية بما في ذلك ثروتها السمكية، وذلك لوجود ميناء المخا فيها.
لقد استخدمت ميليشيات الحوثي – صالح عند سيطرتها على المحافظة عددا من رجال السياسة وأغرتهم بالتعامل معها لتنفيذ مآربهم السياسية. ومن ثم، تمكنت الميليشيات الانقلابية من السيطرة على محافظة تعز بعدما أحكمت سيطرتهم على محافظة إب٬ المجاورة بوسط اليمن. غير أن هذه الميليشيات لم تفِ بوعودها بتجنيب المحافظة أي صراعات وأعمال عنف وفوضى، والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار فيها، وذلك في أعقاب اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة تعز وعدد من ممثلي الحوثيين لمناقشة الأوضاع في تعز ومسألة دخولهم المحافظة، قبل السيطرة على المحافظة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
أهمية تعز الاستثنائية
ويقول المحلل السياسي ياسين التميمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعز استهدفت من قبل الانقلابيين بشكل مختلف عن بقية المحافظات». وأردف «وضع الانقلابيون كل ثقلهم العسكري في هذه المحافظة، بغية الإبقاء عليها لدوافع سياسية وجيو - سياسية نظرًا لأن المحافظة تشرف على مضيق باب المندب، وتضم أكبر كتلة سكانية وأكثر نشاطًا وتأثيرا على مستوى البلاد، ولأن تعز روح الثورة ووقودها وقلبها النابض».
وتابع التميمي، أن الانقلابيين دفعوا بعد ذلك إلى تعز «بعدد كبيرٍ من قواتهم وعتادهم، وأظهروا إصرارًا عنيدًا على ألا يفقدوا السيطرة على المحافظة وتجنب خيار الاندحار المُر الذي يلوح في الأفق، ويكاد يحول تعز بالنسبة للانقلابيين ذكرى ممزوجة بمرارة الانكسار والهزيمة». واستطرد قائلاً «لأنه إن تم ذلك.. فلا شيء سيعوض خسارة تعز لدى الحلف الانقلابي، ذلك أن فقدان تعز يعني أن هذا الحلف خسر المعركة تمامًا وتحول إلى مجرد فصيل موتور تحركه نزعات الاستئثار بالسلطة، خصوصًا، وأن تعز عصيةٌ على التصنيف الجهوي والطائفي. إنها كما أرادت وكما هو قدرها واسطة العقد، ومرجلُ الوطنية والهوية الجامعة».
وبحسب التميمي فإن جزءًا من حرب الميليشيا والمخلوع صالح على تعز كان لدوافع انتقامية ثأرية، ومع ذلك يمكن القول إن قوات صالح وميليشيا الحوثي فشلت في إلحاق الهزيمة بتعز عسكريًا أو كسر إرادة أبنائها، بل استطاعت المقاومة أن تطرد الميليشيا من المدينة إلى محيطها، حيث تتركز معظم المعسكرات والأسلحة التي كانت جزءا من ترسانة الدولة، ومنها يجري اليوم مواصلة قصف مدينة تعز بمختلف أنواع الأسلحة.
إلا أن أقوى سلاح وأخطر سلاح تستخدمه الميليشيا اليوم هو الحصار. هذا الحصار جريمة لأنه ينفّذ عبر قوة منفلتة لا تتقيد بأخلاق الحرب، ولا تعبأ إن كانت تقتل بهذا الحصار الأطفال والنساء. خصومها لا ملامح محددة لهم، ولذا فهي تريد قتل الجميع في المدينة لكي تنتصر في معركة فرضتها على اليمنيين وعلى سكان تعز، وإحدى غاياتها هو إخضاع أكبر محافظات اليمن من حيث عدد السكان لسلطة «أمر واقع» لا يعترف بها سوى إيران ونظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني وميليشيا «الحشد الشعبي» الشيعية في العراق.
جبل صبر
من أشهر معالم محافظة تعز جبل صبر٬ ثاني أعلى الجبال في الجمهورية اليمنية والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب. ويبلغ ارتفاع جبل صبر 3070 مترا عن سطح البحر٬ كما يبلغ ارتفاع الجبل عن مدينة تعز نفسها إلى قمته في حصن العروس 1500 متر٬ وهو يدخل ضمن المرتفعات الجنوبية. وقبل الحرب ثم الحصار كان جبل صبر مقصدًا سياحيًا لكل الزوار من جميع محافظات اليمن ومن خارج اليمن، لما يحتويه من مدرجات خضراء بديعة في منحدرات الجبل٬ وتتنوع الزراعة وتجود الفواكه التي تزرع في المدرجات. كذلك شيدت في أعلى الجبل متنزهات حديثة ذات خدمات سياحية راقية كمتنزه الشيخ زايد وغيره من المتنزهات التي تطل على مدينة تعز.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يتنوّع نشاط محافظة تعز بنشاطها الاقتصادي والزراعي، وتجود فيها زراعة بعض المحاصيل كالحبوب والخضار والفواكه٬ كما تضم عشرات المصانع التابعة للبيوت التجارية مثل «مجموعة هائل سعيد أنعم» التي يملكها ويديرها مَن يُعتبرون من أكبر رجال الأعمال في اليمن، وتعمل نسبة عالية من أبناء تعز سواء في المدينة أو المحافظة أو منتشرين في عموم أنحاء اليمن بالأعمال الحرة. وتتكامل الأهمية الاقتصادية بمنفذها البحري ميناء المخا على البحر الأحمر.
المخا اشتهر في الماضي بأنه المنفذ العالمي الرئيسي لتصدير القهوة (البُن) بين القرنين الـ15 والـ17. وسميت قهوة «الموكا» و«الموكاتشينو» نسبة لاسم هذا الميناء، الذي تراجعت أهميته لاحقًا، مع صعود ميناء الحُدَيدة، الذي سرعان ما غدا أكبر موانئ الشمال اليمني، بينما غدا ميناء عدن أحد أهم موانئ شبه الجزيرة العربية، بل والعالم عندما كانت لبريطانيا السيطرة على بحر العرب وعموم المحيط الهندي.
من جانب آخر، عملت الميليشيات الانقلابية على تشويه ممنهج لطمس معالم تعز الثقافية، من خلال قصف جميع مرافقها ومبانيها التاريخية المرموقة. وفي هذا السباق نشير إلى أن مدينة تعز كانت لفترة غير قصيرة العاصمة الثقافية لليمن، ولعبت دورا مهما عبر تاريخ اليمن في المراحل القديمة الإسلامية والمعاصرة. وبدأ ازدهارها الكبير عندما شيّد سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي قلعة القاهرة في النصف الأول من القرن السادس الهجري. وتعد تعز من المدن اليمنية التي نشأت وازدهرت في الفترة الإسلامية مع زبيد وجبلة، وكانت مركزا حربيا قبل أن ينتقل إليها السكان، وكان حصن تعز هو قلعة القاهرة، النواة الأولى للمدينة، ومن معالمها التاريخية المهمة «ذي عدينة» الواقعة في جنوبها الغربي و«ثعبات» في شرقها.
معاناة مستشفيات تعز
خلال المعاناة الحالية أغلقت غالبية مستشفيات تعز أبوابها أمام المرضى والجرحى الذي وصل عددهم إلى أكثر من 11200 جريح، جراء قصف ميليشيات الحوثي وصالح للمستشفيات وحصارها على مداخل المدينة منذ أكثر من ثمانية أشهر. وإقدام هذه الميليشيات على منع إدخال الأدوية والمواد الطبية إلى المستشفيات بما فيها أسطوانات الأكسجين، ما جعلها تعاني الأمرين، الحصار والقصف.
ثم إن هناك حالات مرضية حرجة في المدينة المحاصرة وصلت إلى أكثر من 450 حالة جريح بحاجة إلى العلاج في مراكز متخصصة خارج اليمن ولا تحتمل التأخير، بينما لا يمكن نقل الجرحى حتى إلى مستشفيات مدينة عدن، إلى الجنوب من تعز، إلا عبر طرق جبلية ووعرة المسالك.
وفق أحدث الإحصائيات وصل عدد المستشفيات التي أغلقت أبوابها في تعز إلى أكثر من 30 مستشفى حكوميا وخاصا جراء قصف الميليشيات الانقلابية وانعدام المواد الطبية وغياب الكوادر الطبية. وهكذا، تعيش المدينة راهنًا كارثة صحية وإنسانية كبيرة، يفاقمها إغلاق ما يقارب من الـ95 في المائة من العيادات الطبية، ويعود السبب هنا، أيضًا، إلى تحويل الميليشيات بعض المستشفيات والمباني لثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة مثلها مثل المدارس والمرافق الحكومية.
إن الوضع الصحي في مدينة تعز حرج جدًا ويزداد سوءًا يوما بعد آخر، ولقد انهارت المنظومة الصحية فيها ما يهدد حياة من يعانون من الأمراض المزمنة التي تحتاج لعلاج دائم، إذ بات مرضى الفشل الكلوي لا يجدون مستلزمات الغسيل، ومرضى السكري لا يجدون الإنسولين، وغيرهم الكثير.
عن هذا الحال، قال الدكتور صادق الشجاع، أمين عام نقابة الأطباء في تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الإنساني مأساوي وانعدام الأكسجين أدى إلى إغلاق أقسام العمليات في بعض المستشفيات، وأيضًا غرف العناية المركزة والحاضنات. وانعدام بعض الأدوية، وخصوصا المضادات الحيوية وأدوية التخدير، وكذلك بعض مستلزمات العظام بما فيها أجهزة التثبيت الخارجي وغيرها، بالإضافة إلى استهداف الكادر الطبي في المستشفيات.. كلها من العوامل التي زادت من حجم المعاناة».
وأضاف الشجاع «.. تعز تعاني الأمرين منذ تسعة أشهر.. تتعرض لاستهداف يومي بالقصف المباشر على المستشفيات، وخصوصا هيئة مستشفى الثورة في جميع أقسامه، ومختبر الصحة المركزي وهو المختبر المرجعي في المدينة الذي يحوي أجهزة بملايين الدولارات، الذي أصبح جزء منه مهدمًا بشكل كامل بما يحويه، بالإضافة إلى العجز الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية».
وحقًا، توفي عدد من جرحى قصف الميليشيات وهم على سرير المعالجة، والبعض منهم من توفي في مستشفيات مدينة عدن، بعدما حالفهم الحظ واستطاعوا الوصول إليها، لكن المشقة الكبرى تتمثل في نقل الجرحى إذ ليس أمامهم غير الطرق الجبلية الوعرة وبوسائل بدائية تؤذي الجريح أكثر من خدمته. وبسبب المعاناة النفسية والمادية التي يعاني منها الجريح، تجده يتمنى لو أنه استشهد أفضل من الوضع الذي يعيشه الآن – كما قال أحد المواطنين.
أمين عام نقابة الأطباء قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الإنزال الجوي الذي قامت به قوات التحالف بالتنسيق مع مركز الملك سلمان، وشمل إنزال أدوية ومستلزمات طبية هامة ومطلوبة «ما زال لا يغطي أكثر من 10 في المائة من احتياجات المستشفيات، فهناك عجز شديد بمستلزمات العظام وهو الذي شكل عبئًا كبيرًا على الجريح والكادر الطبي. والكثير من الحالات الجراحية تحتاج إلى مراحل متتالية في المعالجة، ما يجعل الكادر الطبي يضطر إلى الإحجام عن القيام بالعمليات الجراحية اللاحقة. وثم هناك أيضًا احتياج مستشفيات تعز لأسطوانات الأكسجين الذي تصل الحاجة إليها في اليوم الواحد إلى 200 أسطوانة».
ثم ذكر أنه «لا يزال هناك أصناف دوائية بعينها يتعذر الحصول عليها ما يطيل من عملية الاستشفاء، في الوقت الذي لا يزال عدد من الجرحى في العناية المركزة منذ ثلاثة أشهر، وهم بحاجة إلى أدوية وإجراءات طبية متقدمة، ومع ذلك يقفون أمامهم عاجزين عن تقديم أي عون طبي».
نموذج يمني لمضايا
في معاناتها الشديدة، يمكن القول إن مدينة تعز إلى مدينة مضايا السورية كنموذجين للحصار المفروض وفق النموذج الإيراني نفسه. ذلك أن عملاء نظام طهران الطائفي يقومون بحصار هاتين المدينتين في أسوأ حصار من نوعه استهداف عرفته البشرية في القرن الواحد والعشرين.
ويرى المحلل السياسي التميمي أن «الحصار الميليشياوي بلغ مدى من التأثير لا يمكن احتماله، إذ عاد الناس إلى عصر الحمير والجمال كوسائل نقل بديلة، وساروا في الممرات الجبلية لتحاشي الرصاص والقذائف وحملوا أسطوانات الأكسجين اللازمة لتشغيل المستشفيات ومعها حملوا السلع الغذائية، بل وحملوا حتى القذائف لكي يؤمنوا الحد الأدنى من توازن الرعب».
المآسي الإنسانية حقيقة
في هذه الأثناء، تستمر خجولةً الجهود الرامية لتخفيف الكارثة الإنسانية التي حلت بأهالي تعز، وتواصل المنظمات المدنية المحلية والدولية سعيها لإدخال المساعدات الغذائية العاجلة إلى المدينة، وذلك بعدما نجح التحالف التي تقوده المملكة العربية السعودية، أخيرًا، في كسر جزأي للحصار المفروض على تعز من خلال إنزال جوي يحتوي على مساعدات طبية وأدوية من مركز الملك سلمان وذلك استجابة لنداءات الاستغاثة من النساء والأطفال المحاصرين.
وبجانب ذلك، قامت دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر ودولة الكويت، بجهود ملموسة وقدمت مساعدات إغاثية لليمن وبشكل خاص لمحافظة تعز.
وهنا يقول نشوان نعمان شمسان الذبحاني، مدير مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في تعز، لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه، إن «الحديث عن مآسي تعز لن يكتمل. فتعز مدينة منكوبة في مختلف المجالات الصحية والمعيشية والمياه وكل مستلزمات العيش بسبب الحصار المفروض عليها من الميليشيات الانقلابية أعداء الإنسانية والحرية. والمواطنون في تعز يبحثون عن أبسط مقومات الإنسانية الأساسية في ظل صمت دولي غريب ومجتمع يقف غير مبالٍ أمام هذه جرائم ضد الإنسانية وضد الحياة». وأضاف: «يوما بعد يوم تتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن بشكل عام، وبشكل خاص في تعز، مدينة وريفًا على حد سواء، وهذا ما يجعلنا نقد ناقوس الخطر لما بلغته الأوضاع الإنسانية تحت حصار ظالم ومجرم ربما لا نجد له شبيه في العالم». وأردف: «إن ما يعيشه أهالي مدينة تعز، مقيمين ونازحين، يحمّلنا أمانة نقل الصورة الواقعية للرأي العام محليًا وإقليميًا ودوليًا لما يعانيه أهالي المدينة المحاصرة ووضعها الذي يضع الضمير الإنساني أمام مسؤوليته، لرفع معاناة إخوة لهم في الإنسانية تقترف بحقهم أبشع الجرائم في حين لا يجد الجناة الردع اللازم». واستدرك الذبحاني ليشير إلى أن الحالة الإنسانية في تعز «شهدت أخيرًا انفراجة.. وهي وإن كانت محدودة فإنها تمثّل بادرة تبعث الأمل في نفوس الناس وتجعلهم يتفاءلون بأنهم لن يتركوا لمواجهة الموت جوعا أو من تبعات مضاعفات جراح القصف والقنص أو نتيجة الأوبئة وغيرها، وذلك من خلال قيام التحالف بكسر الحصار». قبل أن يشدد «ولكن ثمة ضرورة مواصلة الجهات الداعمة نشاطها الإنساني والوصول إلى جميع المحتاجين نازحين ومحاصرين لاحتواء ظواهر الفقر والعوز والبطالة.. وطبعًا مواجهة انتشار الأوبئة التي تفتك بحياة كثيرين».