اليمين الأوروبي المتطرف يشن من ميلانو هجومًا لاذعًا على هجرة العرب والمسلمين

مستغلاً مشاعر الغضب الشعبي داخل دول الاتحاد ضد المهاجرين

اليمين الأوروبي المتطرف يشن من ميلانو هجومًا لاذعًا على هجرة العرب والمسلمين
TT

اليمين الأوروبي المتطرف يشن من ميلانو هجومًا لاذعًا على هجرة العرب والمسلمين

اليمين الأوروبي المتطرف يشن من ميلانو هجومًا لاذعًا على هجرة العرب والمسلمين

تجمع اليمين الأوروبي المتطرف، أمس، وأول من أمس، في ميلانو للتنديد بالاتحاد الأوروبي، الذي يحملونه مسؤولية كل مشكلات أوروبا، وهو يعول لإسقاطه بمساعدة الحركات القومية المناهضة للفكرة الأوروبية التي تشهد تناميا ملحوظًا على خلفية أزمة الهجرة.
وقالت مارين لوبن رئيسة الجبهة الوطنية، أمس، في تصريحات صحافية إن الجبهة «تؤيد التعاون بين أمم حرة وذات سيادة. البناء الأوروبي ينهار، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى عودة الأمم الحرة وحرياتها».
وردا على سؤال بشأن غياب حلفاء للأحزاب المناهضة للفكرة الأوروبية اليمينية على المستوى الوطني، قالت لوبن إن «الحلفاء الوحيدين الذين نحتاج إليهم هم الناس.. ومقتنعة بأن وصولنا إلى السلطة يشكل جزءًا من المستقبل وعلينا تسريعه».
وتعد لوبن قطبًا رئيسيًا داخل مجموعة صغيرة من النواب الأوروبيين المناهضين للفكرة الأوروبية، يطلق عليها «أوروبا الأمم والحريات»، وقد عقدت هذه المجموعة، أمس، وأول من أمس، أول مؤتمر لها في ميلانو نظمته رابطة الشمال الحزب الإيطالي المناهض للفكرة الأوروبية وللمهاجرين.
وترى هذه الأحزاب التي تقول إنها «وطنية»، أن الحل الأفضل لأزمة الهجرة واللجوء هو اندثار الاتحاد الأوروبي «وحش» بروكسل، وعودة السيادة إلى الدول الأعضاء حتى يكون بإمكان هذه الدول إغلاق حدودها لمراقبة الهجرة ومواجهة خطر «الأسلمة» في القارة.
ولتحقيق ذلك، تعول هذه الأحزاب على مشاعر غضب شعبي قائمة داخل الاتحاد الأوروبي، وعلى عاملي التأثير والتأثر.
وفي هذا السياق، اعتبرت جانيس اكينسون، وهي نائبة بريطانية أوروبية مستقلة أن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يجب أن يشكل حدثًا تاريخيًا، وينبغي أن يكون له تأثير على الآخرين، وبذلك ستتشجع دول أخرى على اتباع هذا النهج».
من جهته، قال مارسيل غراف من حزب الحرية الهولندي: «لقد أظهر تحقيق أن هولندا ستكون بوضع أفضل خارج الاتحاد الأوروبي، وخروجها منه يعني أن تكسب كل أسرة عشرة آلاف يورو سنويًا».
أما رئيس هذا الحزب الهولندي خيرت فيلدرز فقال إن «حضارتنا اليوم في خطر وتواجه تهديدًا وجوديًا. حدودنا مفتوحة للهجرة الإسلامية الجماعية، ولم يكن التهديد الإرهابي أعلى مما هو عليه اليوم».
وأضاف فيلدرز الذي يعيش تحت حماية الشرطة منذ أن أدلى بتصريحات لاذعة مسيئة للإسلام: «لقد وجهنا نداء من أجل ثورة سلمية تهدف إلى استعادة سيادتنا ومراقبة حدودنا وحساباتنا العامة».
فيما علق هانز كرستيان ستراشي، من حزب الحرية النمساوي، معبرًا عن رأيه المناهض لهجرة الأقليات العربية والمسلمة: «إننا نواجه غزوًا حقيقيًا مصدره الدول العربية والمسلمة والأفريقية».
من جانبه، قال ماتيو سالفيني رئيس رابطة الشمال: «إن إسلام هذه الأيام لا يتلاءم مع الحقوق والقيم التي اكتسبها الغرب على أمد عقود». وهو يرى أن الحل هو أن «تعيد سفننا اللاجئين الذين تنقذهم في البحر إلى الموانئ التي انطلقوا منها، بدلا من جلبهم إلى إيطاليا».
واعتبر فيلدرز أن «الإسلام يشكل تهديدًا، وهو لا يتلاءم مع الحرية».
وردد مثل هذا الكلام الكثير من ممثلي رابطة الشمال أثناء الاجتماع الأول لهذه الحركة، التي تأسست العام الماضي ببادرة من هذه الأحزاب، التي تضم كتلتها البرلمانية أربعين نائبًا في البرلمان الأوروبي.



ماسك يسحب دعمه لفاراج ويعزّز انتقاده للحكومة البريطانية

صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
TT

ماسك يسحب دعمه لفاراج ويعزّز انتقاده للحكومة البريطانية

صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)

في تطور مفاجئ يعكس تدخلاً زائداً في السياسة البريطانية، دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك السياسي البريطاني نايجل فاراج إلى التنحي عن قيادة حزب الإصلاح اليميني.

وقال ماسك، الذي سيقود إدارة الكفاءة الحكومية بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عبر منصته الاجتماعية «إكس» إن «حزب (الإصلاح) يحتاج إلى قائد جديد. فاراج لا يملك المقومات اللازمة». ويمثّل هذا التصريح انقلاباً في موقف ماسك، الذي صرّح مراراً بأن فاراج وحده قادر على «إنقاذ بريطانيا»، ونشر صورة معه الشهر الماضي. كما لمّح ماسك إلى احتمال تقديمه دعماً مالياً كبيراً لحزب «الإصلاح» لمساعدته في منافسة حزبي «العمال»، و«المحافظين» المهيمنيْن في بريطانيا، قد يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني (124 مليون دولار).

فاراج ينأى بنفسه

يشنّ ماسك منذ أسابيع حملة مكثفة ضد الحكومة البريطانية التي يقودها رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، الذي يتّهمه بتقييد حرية التعبير. كما يطالب ماسك بإطلاق سراح ستيفن ياكسلي - لينون، مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة، المعروف باسم تومي روبنسون، والمناهض للهجرة وللإسلام. ويقضي روبنسون حالياً حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً بتهمة ازدراء المحكمة.

ونأى فاراج بنفسه عن تصريحات أدلى بها ماسك دعماً لروبنسون. وقال زعيم حزب «الإصلاح» تعليقاً على أحد منشورات ماسك: «حسناً، هذا مفاجئ! إيلون شخصية استثنائية، لكنني للأسف أختلف معه في هذا. موقفي لا يزال أن تومي روبنسون غير مناسب لحزب (الإصلاح)، ولن أتخلى أبداً عن مبادئي».

ماسك «مخطئ في تقديره»

يستند ماسك في حملته ضد الحكومة البريطانية والإعلام التقليدي، والدعوات للإفراج عن روبنسون، إلى تعامل الحكومة مع فضيحة تاريخية تتعلق باستغلال الأطفال. وفي الأيام الأخيرة، شارك ماسك وتفاعل مع منشورات على منصته «إكس» تنتقد الحكومة البريطانية بعد رفضها الدعوة لإجراء تحقيق عام في فضيحة الاستغلال، بمدينة أولدهام شمال إنجلترا. كما اتّهم ماسك ستارمر بالفشل في تحقيق العدالة فيما يسميه البعض «عصابات الاغتصاب»، عندما كان مدير النيابة العامة بين عامي 2008 و2013. ووصف ماسك الفضائح بأنها تمثل «جريمة هائلة ضد الإنسانية».

وبينما وصف وزير الصحة، ويس ستريتنغ، آراء ماسك بأنها «مخطئة في تقديرها ومُضلّلة بالتأكيد»، إلا أنه دعا أغنى رجل في العالم والمقرب من الرئيس الأميركي المنتخب للعمل مع الحكومة في معالجة قضية الاستغلال الجنسي للأطفال. وقد جادلت الحكومة بأنه يجب على أولدهام أن تحذو حذو المدن الأخرى، وتُكلّف لجنة خاصة بها للتحقيق في الاعتداءات التاريخية التي طالت الفتيات بشكل رئيس.

وخلص تقرير صدر عام 2022، حول إجراءات حماية الأطفال في أولدهام بين عامي 2011 و2014، إلى أن الوكالات المحلية خذلت الأطفال، لكنه لم يجد أدلة على تستر رغم وجود «مخاوف مشروعة» من أن اليمين المتطرف سيستغل «الإدانات عالية المستوى لمجرمين من أصول باكستانية في جميع أنحاء البلاد».

وقال ستريتنغ، في مقابلة مع شبكة «آي تي في» الإخبارية إن الحكومة تأخذ قضية الاستغلال الجنسي للأطفال «على محمل الجد للغاية»، وإنها تدعم إجراء تحقيق في فضيحة أولدهام، لكن يجب أن يُدار محلياً. وأضاف: «بعض الانتقادات التي وجهها إيلون ماسك، أعتقد أنها خاطئة في تقديرها ومضللة بالتأكيد، لكننا مستعدون للعمل مع إيلون ماسك، الذي أعتقد أن له دوراً كبيراً يلعبه مع منصته الاجتماعية لمساعدتنا، والدول الأخرى، في معالجة هذه القضية الخطيرة. لذا، إذا أراد العمل معنا (...) فسوف نرحب بذلك».

مظاهرات اليمين المتطرّف

يبدي ماسك اهتماماً كبيراً بالمشهد السياسي البريطاني منذ فوز حزب «العمال» اليساري بأغلبية ساحقة في انتخابات يوليو (تموز) 2024، التي أنهت 14 عاماً من حكم المحافظين.

وقد أعاد ماسك نشر انتقادات لستارمر، ووسم TwoTierKeir - وهو اختصار لادعاء بأن بريطانيا لديها «نظام شرطة من مستويين»، حيث يتم التعامل مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بشكل أكثر صرامة من المتظاهرين في قضايا دعم حقوق للفلسطينيين، أو حركة «حياة السود مهمة»، أو حتى قضايا حماية النساء من العنف.

كما قارن ماسك المحاولات البريطانية لمواجهة المعلومات المضللة عبر الإنترنت بممارسات الاتحاد السوفياتي، ووصل به الأمر إلى ترجيح اندلاع «حرب أهلية» في المملكة المتحدة خلال أعمال العنف المناهضة للمهاجرين، الصيف الماضي.

ودعا ماسك، يوم الجمعة، أيضاً إلى إجراء انتخابات عامة في المملكة المتحدة، بعد ستة أشهر فقط من الانتخابات الأخيرة. وكتب: «الشعب البريطاني لا يريد هذه الحكومة على الإطلاق. انتخابات جديدة»، ملتمساً الملك تشارلز الثالث لحلّ البرلمان.

غضب ألماني من تدخلات ماسك

تثير تدخلات ماسك الخارجية، ولا سيّما في أوروبا، غضباً متصاعداً. وقبل أيام، ندّد المستشار الألماني أولاف شولتس بـ«التصريحات المتنافرة» التي صدرت عن ماسك، وبدعم الأخير لحزب اليمين المتطرّف «البديل من أجل ألمانيا».

وفي مقابلة مع مجلّة «شتيرن»، صدرت السبت، عدّ شولتس أنه «لا بدّ من التسلّح بالهدوء» في وجه تصريحات ماسك، الذي نعت المسؤول الأميركي بـ«المجنون» في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، و«المخبول غير الكفؤ» في 20 ديسمبر (كانون الأول) قبل أن يهاجم الرئيس الألماني فرنك - فالتر شتاينماير، واصفاً إيّاه بـ«الطاغية».

وقبل شهر ونصف الشهر من انتخابات تشريعية مبكرة في 23 فبراير (شباط)، قال المستشار الألماني: «في ألمانيا، تجري الأمور وفق إرادة المواطنين، لا وفق تصريحات متنافرة لملياردير أميركي». وشدّد شولتس في المقابلة على أن «الرئيس الألماني ليس طاغية مناهضاً للديمقراطية، وألمانيا ديمقراطية متينة ومستقرّة، مهما قال ماسك». وبالنسبة إلى المستشار الاشتراكي الديمقراطي، يُعدّ الدعم الذي يقدّمه ماسك لحزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذي «يدعو إلى التقارب مع روسيا بوتين، ويريد إضعاف العلاقات الأوروبية - الأميركية، أكثر جدلية بكثير من إهاناته».

وأقرّ «البديل من أجل ألمانيا»، الذي يحتّل المرتبة الثانية في استطلاعات الآراء مع 19 في المائة من نيات التصويت، خلف المحافظين (33 في المائة)، في تصريحات لـ«دير شبيغل» بأنه على تواصل منتظم مع طاقم الملياردير الأميركي. وسيعقد ماسك (53 عاماً) دردشة مع الرئيسة المشاركة للحزب، أليس فايدل، عبر «إكس» الخميس المقبل. وقال شولتس، ردّاً على سؤال من مجلّة «شتيرن» حول نيّته دعوة ماسك إلى محادثة: «لا أظنّ أنه ينبغي خطب ودّ السيد ماسك. وأترك الأمر لعناية آخرين». وذكّر المستشار الألماني بأنه التقى إيلون ماسك في مارس (آذار) 2022، في مناسبة افتتاح مصنع «تسلا» في براندنبورغ قرب برلين، «في فترة كان الفرع المحلي لحزب (البديل من أجل ألمانيا) يحتجّ على إقامة المصنع».