النيابة تطالب بإعادة حبس نجلي مبارك في قضية القصور الرئاسية

السجن المشدد 15 عامًا لأربعة متهمين في اقتحام مركز للشرطة

النيابة تطالب بإعادة حبس نجلي مبارك في قضية القصور الرئاسية
TT

النيابة تطالب بإعادة حبس نجلي مبارك في قضية القصور الرئاسية

النيابة تطالب بإعادة حبس نجلي مبارك في قضية القصور الرئاسية

تقدمت النيابة المصرية أمس بطعن أمام محكمة النقض على قرار محكمة جنايات القاهرة، الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والقاضي بإخلاء سبيل علاء وجمال، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، في قضية إدانتهما بالاستيلاء على المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
وكانت جنايات القاهرة قد قبلت دعوى الاستشكال المقدمة من قبل علاء وجمال مبارك، وأمرت بإخلاء سبيلهما، بعدما ارتأت أنهما قد استوفيا مدة العقوبة المقضي بها ضدهما (السجن المشدد لمدة 3 سنوات) في قضية القصور الرئاسية، وذلك بعد إضافة مدد الحبس الاحتياطي لهما على ذمة عدد من القضايا الأخرى.
وقضت محكمة جنايات القاهرة بإدانة مبارك ونجليه في 9 مايو (أيار) الماضي في قضية القصور الرئاسية، وقضت بمعاقبتهم بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات لكل منهم، وتغريمهم متضامنين فيما بينهم مبلغا قدره 125 مليونا و779 ألف جنيه، وإلزامهم متضامنين أيضًا برد مبلغ قدره 21 مليونا و197 ألف جنيه، وهو الحكم الذي أصبح نهائيا وباتا بعدما أيدته محكمة النقض.
وقال مصدر قضائي بالنيابة العامة، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، إن نيابة شرق القاهرة الكلية تقدمت بالطعن على قرار إخلاء سبيل نجلي مبارك، بعدما قامت باحتساب كافة مدد الحبس الاحتياطي التي قضياها بالسجن، والعقوبات المقضي بها ضدهما، الأمر الذي تبين منه أن علاء وجمال لم يستوفيا مدة عقوبة السجن المشدد بثلاث سنوات في قضية القصور الرئاسية، ومن ثم فإنهما لا يستحقان إخلاء السبيل.
وقالت النيابة العامة إن الحكم الصادر بانقضاء الدعوى الجنائية ضد المتهمين علاء وجمال مبارك في قضية استغلال النفوذ الرئاسي، لا يساوي الحكم بالبراءة، ومن ثم فإن احتساب مدد الحبس الاحتياطي في تلك القضية ضمن قضية الاستيلاء على أموال القصور الرئاسية، لا ينطبق عليهما.
وسبق أن قضت محكمة جنايات القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 بانقضاء الدعوى الجنائية في شأن الاتهام المتعلق بتلقي مبارك ونجليه رشى، تتمثل في 5 فيلات من رجل الأعمال حسين سالم نظير استغلال النفوذ الرئاسي لصالحه، وذلك بمضي المدة المسقطة للدعوى الجنائية، وهو الحكم الذي أيدته لاحقا محكمة النقض ليصبح نهائيا وباتا.
من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات الجيزة أمس بمعاقبة أربعة أشخاص بالسجن المشدد 15 عاما لكل منهم، وتغريمهم كل على حدة 5 آلاف جنيه، وذلك لإدانتهم بارتكاب جريمة اقتحام قسم شرطة الوراق بمحافظة الجيزة، وإلزامهم بدفع قيمة الأضرار التي تسببوا فيها.
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية، بعدما أسندت إليهم تهمة ارتكاب جرائم التجمهر، واستعمال القوة والعنف ضد قوات الشرطة، وقوة قسم شرطة الوراق وإدارة نجدة الجيزة، بقيامهم برشق القسم بالحجارة وزجاجات المولوتوف، مما ترتب عنه إصابة بعض الضباط من قوة القسم، وإتلاف الأوراق والمباني العامة وسيارات الشرطة المملوكة للدولة.
وتضمنت قائمة الاتهامات المنسوبة إلى المتهمين «قيامهم بإطلاق الأعيرة النارية صوب ضباط الشرطة، وإضرام النيران في قسم الشرطة تنفيذا لغرض إرهابي، وهو اقتحامه عقب فض الاعتصامين المسلحين لجماعة الإخوان برابعة والنهضة في أغسطس (آب) 2013، وإشاعة الرعب والفوضى بين المواطنين، كما سرقوا الأسلحة النارية والمهمات الأميرية من القسم، واقتحموا مخزن الأحراز وسرقوا أحراز المخدرات، وقاموا بتهريب المحبوسين والمحجوزين على ذمة قضايا، كما أخذوا أسلحة وبنادق آلية من دون ترخيص».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.