الجيش الحر يعلن الحرب على «حركة المثنى» في درعا

قوات النظام تقطع أهم طرق إمداد المعارضة في الشيخ مسكين

الجيش الحر يعلن الحرب على «حركة المثنى» في درعا
TT

الجيش الحر يعلن الحرب على «حركة المثنى» في درعا

الجيش الحر يعلن الحرب على «حركة المثنى» في درعا

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة للجبهة الجنوبية، الحرب ضد «حركة المثنى» التي يتهمونها بالتعاون مع تنظيم داعش في محافظة درعا، ردًّا على مهاجمة الأخيرة لحاجز تابع لها قرب بلدة نصيب الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق درعا، وقتلها مجموعة من المسلحين، بينما سيطرت قوات النظام على ثانوية الشيخ مسكين جنوب المدينة، الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط المدينة ببلدة إبطع المجاورة، قاطعة بذلك أحد أهم طرق إمداد المعارضة في الشيخ مسكين.
فقد وصفت الفصائل التي تضم جميع فصائل الجيش السوري الحر في بيان مشترك بُثّ على صفحاتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، حركة المثنى بـ«العدو الصائل ضد المسلمين» الذي يجب على جميع الفصائل قتالهم حتى يستسلموا ويُسلّموا أنفسهم لمحكمة دار العدل الموحّدة في درعا.
يأتي هذا الإعلان، بعد مواجهات دارت بين مقاتلي الحركة وفصائل الجيش الحر، مساء الأحد، في منطقة النخلة جنوب شرقي مدينة درعا، قصفت خلالها دبابات ومدافع «الحر» حواجز ومواقع تابعة للحركة في المنطقة، ليتمكّن مقاتلو الجيش الحر إثرها من السيطرة على مقر تابع للحركة.
وقال أبو رائد الزعبي القيادي في جيش اليرموك التابع للجيش السوري لـ«مكتب أخبار سوريا» المعارض: «إن حركة المثنى أعلنت الحرب في هجومها، صباح أمس (الأحد)، على أحد حواجز جيش اليرموك قرب بلدة نصيب بدرعا، وإعدامها لمقاتلين اثنين والتمثيل بجثثهم، فضلاً عن قتلها اثنين آخرين خلال اشتباكها معهم».
وأوضح الزعبي أن «فصائل الجيش الحر وأبرزها جيش اليرموك وفرقة (أسود السنة) وفوج المدفعية، اتفقت على تشكيل غرفة عمليات موحّدة وقوة عسكرية مشتركة لإنهاء وجود (حركة المثنى) في محافظة درعا، إذا لم تُسارع الأخيرة إلى تسليم قياداتها لمحكمة دار العدل وإزالة جميع حواجزها العسكرية».
في المقابل، استنفرت «حركة المثنى» جميع قواتها العسكرية ونصبت حواجز في محيط الريف الشرقي مركز ثقل فصائل الجيش الحر ومحكمة دار العدل، من جهة مدينة درعا والسهول الجنوبية، على خلفية طلب المحكمة من الفصائل الموقّعة على ميثاقها، إحضار خمسة من قيادات الحركة من بينهم «الأمير العام»، لتورّطهم في اختطاف رئيس مجلس محافظة درعا الدكتور يعقوب العمّار.
وفي الجبهة الجنوبية أيضًا، تواصلت المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، حيث أعلن مصدر عسكري معارض أن القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني «سيطروا ظهرًا (أمس) على ثانوية الشيخ مسكين جنوب المدينة الخاضعة بمعظم أجزائها لسيطرة القوات النظامية شمال درعا، والواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط المدينة ببلدة إبطع المجاورة، والذي يُعتبر أحد أهم طرق إمداد المعارضة في المدينة».
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن «القوات النظامية مدعومة بغطاء جوي ومدفعي وصاروخي مكثّف، تقدّمت منذ أمس (الأول) في أجزاء مهمّة من المدينة، لتبلغ نسبة مساحة سيطرتهم فيها نحو 80 في المائة، بينما تسيطر المعارضة على بعض الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة».
من جهتها، طلبت المعارضة تعزيزات عسكرية من الفصائل الأخرى المتمركزة في المناطق المجاورة، لمواجهة تقدّم القوات النظامية في الشيخ مسكين، ووجّهت نداء إلى التشكيلات المختصة بالسلاح الثقيل، إلى ضرورة تكثيف القصف الصاروخي والمدفعي على مناطق تمركز القوات النظامية في المدينة ومحيطها.
ونشرت صفحات موالية للقوات النظامية، ظهر أمس، أسماء عشرة ضباط نظاميين قُتلوا خلال المواجهات مع المعارضة في مدينة الشيخ مسكين منذ الأحد، وذلك غداة هجوم شنه النظام مدعومًا بغطاء من الطيرانين الروسي والسوري على مواقع سيطرة المعارضة في الشيخ مسكين التي يسعى للسيطرة عليها وقطع طُرق إمداد المعارضة المسلحة في شمال درعا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.