«القاعدة» يحكم سيطرته على المكلا من جديد

الجيش اليمني: لدينا خطة لاستعادة ما استولى عليه التنظيم

«القاعدة» يحكم سيطرته على المكلا من جديد
TT

«القاعدة» يحكم سيطرته على المكلا من جديد

«القاعدة» يحكم سيطرته على المكلا من جديد

عصفت الاستقالات بقوام «المجلس الأهلي الحضرمي» الذي شُكل بعد سيطرة «القاعدة» على مدينة المكلا في مايو (أيار) العام الماضي، نتيجة تقديم أكثر من 30 عضوًا من أصل 51، استقالاتهم من المجلس بعد أن نكث «القاعدة» بعهده بتسليم مدينة المكلا للمجلس. وجاءت هذه الموجة من الاستقالات بعد إعادة التنظيم فتح إدارة الأمن من جديد وتوقيف العمل في المراكز الأمنية التي افتتحها المجلس، بعد تدريب عدد من شباب حضرموت لتسلمها، في الوقت الذي عزا فيه أعضاء في التنظيم استعادة مسؤولية الأمن من المجلس، إلى أنه «كان فاشلا في فرض الأمن في المدينة» وفق تعبيره.
في الوقت ذاته، شكل انسحاب مرجعية «المجلس الأهلي» العلمية التي تضم عددا من العلماء، ضربة قاصمة أخرى للمجلس بعد أن أصدرت المرجعية بيانا اتهمت فيه المجلس بالتساهل في بعض الجوانب المالية والإدارية، وطالبته بالتصحيح العاجل، الأمر الذي أتاح لتنظيم القاعدة إلغاء نشاط المجلس الذي وقع معه اتفاقا إبان سيطرته على المكلا لتطبيع الحياة في المدينة المنكوبة بعد الفراغ الأمني والسلطوي الذي عانت منه - آنذاك - وسيطر «القاعدة» من جديد على المؤسسات الخدمية كافة كالكهرباء والمياه والاتصالات والنفط والميناء، وأوقف الحسابات المالية كافة للمجلس. وكثفت «القاعدة» حضورها في المدينة في الشهر الأخير من العام الماضي، وأمسكت بزمام الأمور في كثير من المؤسسات الحكومية، وهو ما شكل تحديًا للدولة في استعادة عاصمة حضرموت في قابل الأيام، بحسب مراقبين.
من جهته، أوضح العميد الركن سمير الحاج؛ الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، علم وإدراك حكومته بما يدور في صفوف «القاعدة»، وتحديدا الأشخاص الذين كانوا يلبسون - سابقا - اللباس العسكري وكونهم نقاطا للشرطة العسكرية والحرس الجمهوري واستبدلوه بثوب «القاعدة».
وأكد أن الحكومة الشرعية «لا تقلل أبدا من حجم خطورة (القاعدة) وتمددها في حضرموت وبعض المناطق، لكنها في الوقت ذاته تؤكد إحكام قبضتها عليهم»، وأنها «بالتنسيق مع قوات التحالف تعمل على تحجيم وضعهم من خلال خطط عسكرية متفق عليها، واستعادة ما قاموا بالاستيلاء عليه».
وأكد أن «هذه الفئة كانت في صفوف الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري، وانتقلت إلى صفوف (القاعدة)، تحت الضبط والتقييم والتعداد»، مشيرا إلى شروع الحكومة في اتخاذ إجراءات ضدهم، مبينًا أن الحكومة الشرعية، «بالتنسيق مع قوات التحالف، تعمل بشكل مدروس على التخلص من أي تنظيمات تسيء للمجتمع اليمني المتوازن والمعتدل الذي يعرف حقيقة الإسلام وليس قشوره».
على صعيد متصل، حلقت طائرة عمودية تابعة لقوات التحالف على علو منخفض في سماء بحر مدينة المكلا أمس، مقتربة - بحسب شهود عيان - من عدد من السفن المحملة بالوقود، الراسية بمخطاف ميناء المكلا. وكانت الطائرة في مهمة استطلاع لوضع سواحل حضرموت والمهرة وشبوة ورصد التحركات هناك.
وأوضح مصدر مسؤول بميناء المكلا، أن بارجة حربية أصدرت تعليمات للبواخر التي ليس لها تصريح بمغادرة الميناء والمخطاف فورًا إلى المياه الإقليمية، حتى تحصل على ترخيص الدخول، وإلا فإنها ستكون مستهدفة من قوات التحالف.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.