الائتلاف الوطني يبحث إرسال دعم عسكري إلى المعارضة في القلمون وحلب

جاموس يطالب بإرسال المساعدات الدولية للفصائل عبر وزارة الدفاع المؤقتة

مقاتلون من الجيش السوري الحر في بلدة مورك بحماة أمس (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر في بلدة مورك بحماة أمس (رويترز)
TT

الائتلاف الوطني يبحث إرسال دعم عسكري إلى المعارضة في القلمون وحلب

مقاتلون من الجيش السوري الحر في بلدة مورك بحماة أمس (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر في بلدة مورك بحماة أمس (رويترز)

يبحث «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في اجتماع هيئته السياسية الدوري، أمس واليوم (الخميس)، في إسطنبول سبل الدعم العسكري للقلمون وحلب، وذلك بعد فشل نتائج المباحثات في «جنيف 2» ومشاركة رئيس الائتلاف أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأحد الماضي، ولقائة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وفي حين كان الوضع الميداني والسياسي محور مباحثات اليوم الأول للاجتماع، من المتوقع، وفق ما أكد مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» أن تأخذ الهيئة قرارها بإرسال الدعم اللازم لـ«الجيش الحر» بإشراف قائد الأركان الجديد عبد الإله البشير، خلال ساعات، ليتمكن من الحصول على الإمداد العسكري، ولا سيما في القلمون التي تتعرض لحملة عسكرية كبيرة من قبل القوات النظامية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، علما أن معلومات كانت قد أشارت إلى وصول مبالغ مالية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى المقاتلين في يبرود الأسبوع الماضي.

ويأتي هذا القرار بعد أيام على إقالة رئيس هيئة الأركان السابق اللواء سليم إدريس، وتعيين عبد الإله البشير بدلا منه، إثر فشل تسوية لإرضاء إدريس بتعيينه مستشارا عسكريا للجربا، بعدما كان أقيل من منصبه جراء خلافات بينه وبين وزير الدفاع أسعد مصطفى، الذي سبق له أن أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه أقدم على الاستقالة في منتصف فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يعود عنها، الأسبوع الماضي، احتجاجا على عدم تسليح كتائب المعارضة على جبهات القلمون وحلب.

وفي سياق تسليح المجموعات العسكرية المعارضة، أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس خلال لقائه وفدا كنديا في مقر الأمانة العامة بمدينة إسطنبول أمس أنه «لا بد من توحيد الدعم لفصائل المعارضة السورية عبر وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة». ورأى جاموس أن وزارة الدفاع يجب أن تكون «الجهة الوحيدة التي يقدم عبرها الداعمون المساعدات، ويضعون تحت تصرفها كل التسهيلات المطلوبة لكي تستطيع الوزارة توحيد جميع الفئات المقاتلة تحت مظلتها».

ورأى خلال لقائه مع روبن ويتلافر، الممثلة عن كندا لدى المعارضة السورية، وآندرو ويب السكرتير الأول للسفير الكندي في تركيا، بحسب بيان للائتلاف، أن هذا هو «طريق تصحيح ما يسود من فوضى وهو ما سيجعل التنسيق أفضل وسيحل المشكلات التي تواجه الجيش الحر». وطالب الحكومة الكندية بمساعدة السوريين في مجال الإغاثة والصحة والتعليم، وقال إن الشعب السوري «فقد ثقته بالمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لنجدته».

على الصعيد السياسي، شدد جاموس على وجوب أن «تتكون هيئة الحكم الانتقالي من أشخاص سوريين يثق بهم الشعب السوري وبصلاحيات تنفيذية كاملة»، مشيرا إلى أن «الحل السياسي يجب أن يفرض بالقوة، وأن هيئة الحكم الانتقالي لن تتمكن من ممارسة عملها داخل سوريا إلا عند تغيير نظام بشار الأسد، مع الإبقاء على مؤسسات الدولة التي سنعمل على تغييرها». من جانبها، أكدت ويتلافر أن الائتلاف ربح في جنيف ومن خلال المؤتمر، أصبح واضحا للمجتمع الدولي أن المعارضة هي من تريد الحل السياسي، والنظام هو من يرفضه، كما اعتبرت أن مؤتمر «جنيف 2» كان مهما على الصعيد الدولي على الرغم من عدم وجود نتائج فعلية له.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.