مؤسسات مغربية ضمنها الخزينة العامة بصدد استكمال آخر الترتيبات لإصدار صكوك إسلامية

ندوة دولية في الرباط تدعو إلى استيعاب الفلسفة التشاركية للبنوك والتمويلات الإسلامية

مؤسسات مغربية ضمنها الخزينة العامة بصدد استكمال آخر الترتيبات لإصدار صكوك إسلامية
TT

مؤسسات مغربية ضمنها الخزينة العامة بصدد استكمال آخر الترتيبات لإصدار صكوك إسلامية

مؤسسات مغربية ضمنها الخزينة العامة بصدد استكمال آخر الترتيبات لإصدار صكوك إسلامية

أنهت ندوة دولية تحت عنوان «البنوك التشاركية، وأدوات المالية الإسلامية: الخصوصية المغربية»، أشغالها، أمس، بإصدار توصيات تحث على توفير أفضل الشروط للانطلاقة المرتقبة للتعاملات المالية الإسلامية بالمغرب. وثمنت الندوة خصوصية منظومة التمويل الإسلامي في المغرب، التي وضعت مهمة الرقابة الشرعية للمؤسسات والتمويلات الإسلامية تحت قبعة المجلس العلمي الأعلى. ودعت الندوة التي شاركت فيها زهاء 400 من الفعاليات العلمية والمهنية من سبع دول، في اختتام أشغالها، أمس، إلى «استيعاب الفلسفة التشاركية للبنوك والتمويلات الإسلامية والتعريف بها»، وإلى ضرورة إنشاء بنوك إسلامية ذات قاعدة رأسمالية كبيرة وقادرة على أداء دورها والمساهمة إلى جانب البنوك التقليدية في تنمية الاقتصاد المغربي.
وقال عمر العسري، رئيس اللجنة العلمية الدائمة للجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي: «نحن لا نعول فحسب على هذه البنوك من أجل تلبية الحاجات المالية التي يتطلع إليها المغاربة انطلاقا من مرجعيتهم الدينية، وسد النقص الذي كنا نعاني منه على مستوى التمويل وعلى مستوى تعبئة الادخار، ولكن أيضا لتطوير تجربة مغربية تؤهل بلادنا لتصبح قطبا ماليا له موقع استراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي. وننتظر منها أن تجعل من المغرب جسرا لعبور المالية الإسلامية وانتشارها في أفريقيا».
وأضاف العسري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من تعبئة شاملة على مستوى الجمعيات والجامعات وكل الهيئات المهتمة بهذا المجال من أجل التعريف بهذه المنتجات لدى الأفراد والشركات وكل المستعملين المحتملين حتى يتكلل انطلاقها في المغرب بالنجاح. لذلك، فإن من أبرز توصيات الندوة العمل على إعداد استراتيجية وطنية لتسويق وترويج منتجات التمويل الإسلامي».
وحول خصوصية التجربة المغربية، قال العسري لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يميزها هو مركزية الرقابة الشرعية لكل ما يتعلق بممارسة أنشطة التمويل الإسلامية ووضعها مباشرة تحت مظلة مؤسسة إمارة المؤمنين، ممثلة في المجلس العلمي الأعلى، الذي يرأسه العاهل المغربي، ويعتبر أعلى هيئة للإفتاء في المغرب، الشيء الذي أرسى مشروعية المراقبة الشرعية للتمويلات الإسلامية على أسس قوية.
وأضاف العسري: «صحيح أن بنك المغرب (البنك المركزي) يتولى الرقابة المالية والتدقيق المالي للبنوك التشاركية، ولكن كل قراراته تخضع مسبقا لرقابة اللجنة الشرعية للمالية الإسلامية المنبثقة عن المجلس العلمي الأعلى. ولا يمكنه إصدار أي قرار إلا بعد مراجعة اللجنة الشرعية والأخذ برأيها».
ومن جانبه، قال عبد الرحمن لحلو، عضو الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي: «عرفنا في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في ما يتعلق بالعقلية السائدة عندنا في مجال تدبير الحقل الديني. فعند بداية الحديث عن إطلاق التمويلات البديلة في المغرب قبل ثماني سنوات كان البنك المركزي المغربي يتجه إلى النقل الحرفي لفتاوى أشقائنا في الخليج، خاصة في البحرين. فإذا به في ظرف ثلاث سنوات، أدخلنا المجلس العلمي الأعلى على الخط، ووثقنا فيه ومنحناه ثقة كبيرة، وفتحنا المجال للعلماء المغارب لكي يدلوا بخصوصيتهم وبعلمهم وفقههم في هذه المجالات. وأنا مسرور جدا بهذه النقلة النوعية بالنتائج التي وصلنا إليها».
من جهته، أكد الخبير علي العلمي الإدريسي على دور التمويلات الإسلامية، خاصة الصكوك في مجال تمويل المشاريع الكبرى. وقال: «لقد أطلق المغرب في السنوات الأخيرة الكثير من المخططات القطاعية والبرامج التنموية الطموحة، منها مخطط التسريع الصناعي والمخطط المغربي للطاقة الشمسية وبرنامج استغلال طاقة الرياح والمخطط الأخضر للنهوض بالزراعة والمخطط الأزرق للسياحة ومخطط النقل واللوجيستيك. كل هذه المخططات يمكن أن تجد متنفسا كبيرا في التمويلات الإسلامية كمكمل استراتيجي للتمويلات التقليدية».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.