قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين في مأرب.. والطيران يدمر مخازن أسلحة في همدان

مصدر لـ {الشرق الأوسط} : تم تطهير هيلان وصرواح

ممثل اليونيسيف جوليان هارنيس يستمع إلى أحد الأطفال في تعز المحاصرة (رويترز)
ممثل اليونيسيف جوليان هارنيس يستمع إلى أحد الأطفال في تعز المحاصرة (رويترز)
TT

قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين في مأرب.. والطيران يدمر مخازن أسلحة في همدان

ممثل اليونيسيف جوليان هارنيس يستمع إلى أحد الأطفال في تعز المحاصرة (رويترز)
ممثل اليونيسيف جوليان هارنيس يستمع إلى أحد الأطفال في تعز المحاصرة (رويترز)

عادت وتيرة المواجهات في محافظة مأرب بشرق اليمن، أمس، إلى الواجهة، وذلك بعد مواجهات عنيفة شهدتها المحافظة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف مكثف لطائرات التحالف على مواقع الميليشيات الحوثية.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية بمأرب إن ما لا يقل عن 17 مسلحًا حوثيًا قتلوا، أمس، في مواجهات عنيفة بمنطقة المشجح، مديرية صرواح، وذلك بعد هجوم نفذته الميليشيات الانقلابية، حيث صدت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الهجوم وشنًا هجومًا مضادًا، أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف الميليشيات، وأدى الهجوم المضاد إلى تقدم في عدد من المواقع.
وفي وقت لاحق تدخل طيران التحالف، في المواجهات التي تدور في منطقة المشجع، وقال مركز «سبأ» الإعلامي التابع للسلطة المحلية بمأرب، إن غارات التحالف أسفرت عن إحراق مخزن كبير للأسلحة، وتسعى قوات الجيش والمقاومة في مأرب، إلى السيطرة على آخر معاقل المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مديرية صرواح وجبل هيلان، وتعد المواقع العسكرية في جبل هيلان استراتيجية، وتطل على مدينة مأرب ومنها يقصف المتمردون المدينة.
من جهته، قال العميد ذياب القبلي نمران، أحد قادة الجيش الوطني بمأرب لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الحوثية تتكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة في المواجهات التي تدور في صرواح وهيلان، مؤكدًا أن المسألة لا تعدو كونها مسألة وقت لتطهير تلك المناطق من الميليشيات الانقلابية.
على الصعيد ذاته، قال مصدر رفيع في المقاومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الانتهاء من تطهير جبل هيلان وصرواح، باتت عملية وشيكة، مؤكدًا أن تطهير تلك المناطق يعني البدء في التنفيذ الفعلي لخطة تحرير العاصمة صنعاء. ورفض المصدر القيادي، الذي طلب الكشف عن هويته، تحديد موعد للعمليات العسكرية، واكتفى بالقول إن المقاومة والجيش الوطني يعكفان على اللمسات الأخيرة لخطة تحرير صنعاء من الشرق بالاشتراك مع القوات المشتركة للتحالف العربي لمساندة الشرعية، لكنه رجح أن يعلن عن الخطة العسكرية المتكاملة عقب تحرير صرواح في مأرب وفرضة نهم في صنعاء ومديرية المتون في الجوف، مشيرًا إلى أن الثلاث النقاط سقوطها سيسمح بإطلاق العملية العسكرية، التي وصفها بالضخمة.
وانتقد القيادي في المقاومة الإعلان عن سقف زمني للعمليات العسكرية، وقال: «للحرب صروفها التي لا تسمح بالتحديد على وجه الدقة». وقال شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الأنباء المتواترة عن قرب تحرير العاصمة، خلقت نوعًا من الفوضى والاضطراب في تحركات الميليشيات الحوثية في العاصمة، خصوصًا مع الحوادث الأمنية التي شهدتها المدينة، الأيام الماضية، حيث هددت المقاومة الشعبية في صنعاء بعمليات عسكرية موسعة بالتزامن مع عملية التحرير، إضافة إلى أن تلك الحوادث تزامنت مع غارت مكثفة لطائرات التحالف.
في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف، أمس، غارات مكثفة على معسكر الاستقبال في مديرية ضلاع همدان، شمال غربي العاصمة صنعاء، وأفاد شهود عيان بأن الغارات استهدفت المعسكر عقب صلاة الفجر، وفي الثامنة صباحًا، ووفقًا للشهود، فقد دوت انفجارات عنيفة في المنطقة الجبلية التي يقع فيها المعسكر، الذي يضم قوات اللواء الأول مشاة جبلي، كما أنه يعتبر معسكرًا لاستقبال المجندين الجدد لقضاء فترة التدريبات العسكرية الأولى الخاصة بالالتحاق بقوات الجيش، غير أن الميليشيات الحوثية سيطرت على المعسكر وتقوم بتدريب عناصرها بداخله، وذلك بعد أن طردت قائده الذي كان مواليًا للمخلوع علي عبد الله صالح، مطلع الشهر الحالي.
من ناحية ثانية، قالت مصادر عسكرية يمنية، أمس، إن 3 جنود قتلوا وجُرح 4 آخرون في انفجار عبوة ناسفة، زرعت في طريق رتل عسكري في منطقة العبر بمحافظة حضرموت قرب الحدود اليمنية - السعودية، ووفقًا للمصادر فإن الجنود يتبعون المنطقة العسكرية الأولى في قوات الجيش الوطني، وإن الرتل العسكري كان في طريقه إلى محافظة شبوة المجاورة، وأشارت المعلومات إلى أن خبراء عسكريين تمكنوا من تفكيك 7 عبوات ناسفة أخرى كانت مزروعة في طريق الرتل العسكري، فيما شرعت المنطقة العسكرية الأولى التحقيق في الحادث، الذي رجحت مصادر وقوف عناصر مشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة وراءه.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.