مصر: أكبر أحزاب ائتلاف الأغلبية البرلمانية ينفي انشقاقات داخلية

مسؤول في «مستقبل وطن» قال إن رئيسه حصل على منحة دراسية قصيرة بأميركا ومستمر في نشاطه السياسي

مصر: أكبر أحزاب ائتلاف الأغلبية البرلمانية ينفي انشقاقات داخلية
TT

مصر: أكبر أحزاب ائتلاف الأغلبية البرلمانية ينفي انشقاقات داخلية

مصر: أكبر أحزاب ائتلاف الأغلبية البرلمانية ينفي انشقاقات داخلية

نفى حزب «مستقبل وطن»، أكبر أحزاب ائتلاف «دعم مصر» الذي يمثل الأغلبية داخل البرلمان المصري، وجود انشقاقات داخلية، عقب إعلان سفر رئيسه محمد بدران للدراسة في أميركا. وقال أحمد سامي، أمين الإعلام بالحزب، إن «عددًا من استقالوا حتى الآن لم يتجاوز 11 عضوًا من أعضاء المكتب التنفيذي للحزب في محافظتين فقط»، واصفًا الحديث عن استقالات جماعية بأنه «افتراء ومغاير للحقيقة ومجرد شو إعلامي».
وتأسس «مستقبل وطن» قبل عامين فقط، ويمتلك 52 مقعدًا بالبرلمان في أول منافسة سياسية له. ويرأس «مستقبل وطن» الشاب محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، وعضو لجنة صاغت الدستور.
وقال سامي، وهو عضو الهيئة العليا للحزب، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «بدران مستمر في الحياة السياسية في مصر ولن يتركها وهو رئيس الحزب، وجميع قيادات الحزب أعلنت دعمه»، لافتًا إلى أنه تلقى منحة دراسية في الولايات المتحدة الأميركية لمدة شهر ونصف فقط، ويعود بعدها لممارسة مهام عمله، نافيًا بذلك أي نيات لتركه الحزب.
وتناقلت وسائل إعلامية أنباء عن وجود أزمة بالحزب على خلفية سفر بدران، كما أشيع وجود موجة من الاستقالات الجماعية بدأت بأمانة «التل الكبير» بمحافظة الإسماعيلية احتجاجًا على تغيير مبادئ الحزب، أعقبها استقالة أمانة مركز طهطا بمحافظة سوهاج (بصعيد مصر) بهيئة مكتبها وأعضاؤها مسببة من عضوية الحزب، اعتراضًا على ما وصفوه بتعنت أمانة المحافظة وفرض سياسات قديمة. لكن سامي نفى ذلك، مؤكدًا أن «محافظتين فقط شهدتا استقالات وعدد من استقالوا لا يتجاوز 11 عضوًا».
وأوضح سامي أن «الحزب قرر عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية تقييم أداء أعضاء الأمانات المركزية في المحافظات، وبالفعل تم تجميد جميع الأمانات وتم اتخاذ قرار باستبعاد بعض أمناء المحافظات، لأنهم لم يكونوا موفقين ولم يكونوا على قدر المسؤولية المُوكلة إليهم، وتم تصعيد من هم أكثر كفاءة منهم»، لافتًا إلى تغيير بعض الأمانات خطوة تحسب للحزب وليس ضده.. فالحزب يعالج أخطاء وجدت في المرحلة الماضية، وحصل على 52 مقعدًا في البرلمان ولديه تطلعات أن يرتفع هذا العدد خلال البرلمان المقبل، لذلك فهو يسعى دائمًا لتصحيح أي أمور».
وتابع: «إن من يتولى رئاسة الحزب خلال سفر بدران هو أشرف رشاد الأمين العام، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، وسيتولى تسيير شؤون الحزب، بالتعاون مع المكتب التنفيذي وأمناء المحافظات كل في موقعه واختصاصاته»، لافتًا إلى أن «اللائحة الداخلية للحزب تنص على أنه في حال غياب رئيس الحزب يحل مكانه الأمين العام».
وعن حالة اللغط التي أحاطت بسفر بدران، قال سامي: «الحزب قال إن بدران لم يستقِل ومستمر في مصبه؛ لكن كثيرين خرجوا ورددوا شائعات وأكاذيب عن توقعات في تخيلاتهم فقط، لمجرد الظهور (وعمل شو) في وسائل الإعلام»، مضيفًا: «هذا من حقه أن يؤهل نفسه.. ولا أحد يلومه على ذلك». وحول رأيه في وجود استغلال للأمر من جانب بعض القوى السياسية للتأثير على مشوار الحزب خاصة عقب نجاحه في البرلمان، قال: «لا.. كل ما في الأمر أن البعض حاول أن يهوّل من الأمر، فليس لدينا في الحزب أي أزمة من سفر بدران، وسفره شهر ونصف ليس مُعطلاً أو مشكلة كبيرة.. فهو مستمر في عمله إلى الآن، ويجري اجتماعات يومية لترتيب أوراق الحزب خلال الفترة المقبلة».
وحول ما تردد أن عدم تعيين الرئيس السيسي لبدران في مجلس النواب جعله يُفكر في ترك الحياة السياسية، أكد سامي أن «هذا مستبعد نهائيًا.. أن يفكر فيه بدران في هذا الكلام»، لافتًا إلى أننا في الحزب لا نصارع على مناصب، وبدران لم يسعَ ليكون عضوًا في مجلس النواب، لأن لدينا هدفًا أسمى في الأمانة العامة للحزب، وهو خدمة مصر والمصريين». ويعد بدران أحد الشباب المقربين من الرئيس السيسي، حيث ظهر بجواره على يخت «المحروسة الملكي» خلال حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديد في أغسطس (آب) الماضي.
ومستقبل وطن هو حزب عماده الرئيسي من الشباب، حيث يضم 120 ألف شاب على مستوى المحافظات.
وعن رأي حزب «مستقبل وطن» في أداء نواب البرلمان حتى الآن، قال المتحدث باسم الحزب: «البرلمان الحالي عليه عبء كبير خاصة بالقضايا والتشريعات العالقة منذ عام 2011، وأداء النواب خلال الفترة الماضية من عمر المجلس ليست جيدة؛ لكنها مُقبولة ومُرضية.. وهذا يعود إلى أن أمام النواب 15 يومًا فقط لمناقشة جميع القوانين والتشريعات». وتابع: «أتوقع أن يتحسن الأداء خلال الفترة المقبلة، خصوصًا أن أعضاءه كل يوم يقدمون طلب إحاطة لوزراء في الحكومة، مما يبشر بخير وأداء برلماني رائع»، لافتًا إلى أن «حزبه لم يحدد حتى الآن عدد اللجان التي سينافس على رئاستها داخل البرلمان».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.