مرشحون جمهوريون للرئاسة الأميركية يعدون بـتمزيق {النووي} إذا فازوا

واشنطن: طهران تلتزم بتحديد مكان أميركي مفقود منذ 2007

مراسل {واشنطن بوست} جيسون رضائيان الذي أطلقته إيران في إطار صفقة تبادل السجناء مع واشنطن.. مع زوجته وشقيقه ووالدته أمام المستشفى العسكري الأميركي في لاندستول بألمانيا أمس (إ.ب.أ)
مراسل {واشنطن بوست} جيسون رضائيان الذي أطلقته إيران في إطار صفقة تبادل السجناء مع واشنطن.. مع زوجته وشقيقه ووالدته أمام المستشفى العسكري الأميركي في لاندستول بألمانيا أمس (إ.ب.أ)
TT

مرشحون جمهوريون للرئاسة الأميركية يعدون بـتمزيق {النووي} إذا فازوا

مراسل {واشنطن بوست} جيسون رضائيان الذي أطلقته إيران في إطار صفقة تبادل السجناء مع واشنطن.. مع زوجته وشقيقه ووالدته أمام المستشفى العسكري الأميركي في لاندستول بألمانيا أمس (إ.ب.أ)
مراسل {واشنطن بوست} جيسون رضائيان الذي أطلقته إيران في إطار صفقة تبادل السجناء مع واشنطن.. مع زوجته وشقيقه ووالدته أمام المستشفى العسكري الأميركي في لاندستول بألمانيا أمس (إ.ب.أ)

هاجم مرشحون جمهوريون للرئاسة الأميركية رفع العقوبات عن إيران في إطار الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران، لكنهم اختلفوا في ما بينهم حول طريقة التعامل مع النظام في طهران في حالة وصولهم إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض بعد انتخابات الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).
ويمكن أن تنتظر إيران تحولا مفاجئا في العلاقات ليصبح الوضع عدائيا أكثر إذا وصل رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض في انقلاب على مساعي تدفئة العلاقات التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وقبل أسبوعين فقط من بدء أول تصويت في الانتخابات التمهيدية في السباق الرئاسي خصص المرشحون الذين يتنافسون على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري ليخوضوا باسمه الانتخابات الرئاسية جزءا كبيرا من خطبهم لإيران، تقترب من الوقت الذي خصصوه لمهاجمة تنظيم «داعش»، حسب وكالة «رويترز».
وقال جيب بوش، حاكم فلوريدا السابق لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، أمس: «يمكنني القول إن... إيران التي تتخذ وضعا عدائيا في المنطقة وتنظيم داعش هما الخطران اللذان علينا أن نتعامل معهما، وعلينا أن نتصدى لهذه الطموحات من أول يوم»..
ونفذ أوباما الوعد الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية لعام 2008 بالتفاوض مع إيران وتوصل إلى اتفاق معها العام الماضي يحد من طموحاتها النووية. وتوج هذا الاتفاق في مطلع الأسبوع بأن رفعت الولايات المتحدة ودول أخرى العقوبات المفروضة على إيران كما تبادلت واشنطن سجناء مع طهران.
ورغم كثرة إدانات الجمهوريين لسياسة أوباما الخاصة بإيران، فإن هناك انقساما بين المرشحين المحتملين على أي مدى سيذهبون إليه مع طهران. وقال السناتور تيد كروز، من تكساس، والسناتور مارك روبيو، من فلوريدا إنهما سيمزقان الاتفاق النووي ويبدآن من جديد على أساس قناعتهما بقدرة الولايات المتحدة على إقناع الحلفاء الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات.
وقالت فيكتوريا كوتس مستشارة كروز للسياسة الخارجية: «سيكون على الأوروبيين أن يقرروا هل يريدون التعامل مع الاقتصاد الإيراني أم الاقتصاد الأميركي».
بدوره، قال مستشار لروبيو إن سناتور فلوريدا يشعر بقوة أن إيران تغلبت على إدارة أوباما وأن روبيو لن يبدأ في مناقشة تحسين العلاقات إلا إذا كانت طهران راغبة في احترام حقوق الإنسان وتغيير موقفها من إسرائيل. وقال روبيو الأسبوع الماضي في ساوث كارولاينا: «سألغي هذا الاتفاق السخيف».
وكان مرشحون محتملون آخرون، منهم جون كاسيتش حاكم أوهايو ودونالد ترامب المرشح الأوفر حظا في السباق الجمهوري، أكثر حذرا وفضلوا الانتظار حتى يروا الموقف مع إيران حين يؤدي الرئيس الأميركي الجديد اليمين في 20 يناير (كانون الثاني) 2017. وقال كاسيتش لوكالة «رويترز» إنه على الولايات المتحدة أن تعمل الآن مع حلفائها للتأكد من التزام إيران بالاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي، وإنه إذا حدث أي انتهاكات يعاد تطبيق العقوبات بسرعة.
من جانبه قال ترامب إنه سيكون من الصعب إلغاء الاتفاق مع إيران، لكنه تعهد في حالة انتخابه رئيسا بأن «يراقب الاتفاق بصرامة حتى لا يكون أمامهم فرصة».
على صعيد آخر ذي صلة، أعلن البيت الأبيض أول من أمس أنه حصل على تأكيد من إيران بالالتزام بتحديد مكان عميل سابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي «إف بي آي» كان قد اختفى في إيران قبل تسعة أعوام.
وشكل اختفاء روبرت ليفنسون من جزيرة قبالة ساحل إيران لغزا منذ عام 2007، وهو ليس من بين خمسة أميركيين أطلقت إيران سراحهم في تبادل لإطلاق السجناء مطلع الأسبوع بعد رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي. وأعربت أسرة ليفنسون عن خيبة أملها إزاء التعامل مع تلك القضية. وقال دانيال، نجل ليفنسون، لشبكة «إم إس إن بي سي»: «لا تخطئوا فهمي. نحن سعداء للغاية من أجل تلك الأسر، لكننا نرغب في أن نكون من بينها».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الولايات المتحدة «ضغطت على الإيرانيين مرارا على مدار سنوات لتوفير معلومات عن مكانه»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأوضح إرنست أنه على مدار سنوات كان المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن ليفنسون لم يعد في إيران، وفي إطار عملية إطلاق سراح السجناء حصلت الولايات المتحدة على التزام خاص من الإيرانيين بالمساعدة في تحديد مكانه.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.