«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور ويستولي على ثكنات وأسلحة ثقيلة للنظام

المعارضة تقصف مطار حميميم بصواريخ «غراد» وتعرقل حركة الطيران الروسي

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور ويستولي على ثكنات وأسلحة ثقيلة للنظام
TT

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور ويستولي على ثكنات وأسلحة ثقيلة للنظام

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور ويستولي على ثكنات وأسلحة ثقيلة للنظام

واصل تنظيم داعش تقدمه، أمس، في أحياء مدينة دير الزور وريفها الخاضعة لسيطرة النظام، بعد السيطرة على عدد من المواقع والثكنات التابعة للقوات النظامية، مستغلاً سوء الأحوال الجوية ووصول تعزيزات كبيرة له من الرقة وريف دير الزور.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إن 120 من أفراد القوات الحكومية و70 مقاتلا من (داعش) قتلوا في الاشتباكات منذ يوم السبت».
من جهتها، نقلت وكالات أنباء روسية عن إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله: «إن قاذفة روسية دمرت معاقل تنظيم (داعش) في محافظة دير الزور بسوريا حيث أعدم التنظيم مدنيين سوريين في الفترة الأخيرة، وأدت الضربات إلى قتل أكثر من 60 إرهابيًا»، لافتًا إلى أن «سلاح الجو الروسي سلم أكثر من 40 طنًا من المساعدات الإنسانية لمناطق في سوريا يحاصرها إرهابيون». وأضاف أن «مواد غذائية وشحنات أخرى أنزلت بالمظلات في مدينة دير الزور المحاصرة ومناطق أخرى يحاصرها تنظيم داعش».
إلى ذلك، استهدفت المعارضة السورية المسلّحة بصواريخ «غراد»، مطار حميميم العسكري، قرب مدينة جبلة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف اللاذقية، الذي تتخذ منه روسيا قاعدة جوية لطيرانها الحربي منذ بدأت غاراتها الجوية في سوريا قبل نحو مائة يوم، وتمكنت من «إيقاف حركة الطيران فيه، بفعل إصابة مدارجه وإلحاق أضرار ببعض الطائرات بداخله»، بحسب ما ذكر «مكتب أخبار سوريا»، فيما واصل تنظيم داعش تقدمه في مدينة دير الزور وسيطر على عدد من المواقع والثكنات العسكرية التابعة للنظام والأسلحة الثقيلة.
وأفاد عضو «شبكة بلدي» الإعلامية المعارضة، الناشط الميداني أبو عمار اللاذقاني، بأن حركة «أحرار الشام المعارضة، أطلقت رشقة من صواريخ (غراد) على مطار حميميم الذي تتخذ منه روسيا قاعدة عسكرية لها، مما أسفر عن مقتل عدد من العناصر العاملين فيه، وإعطاب عدة مدرجات وطائرات، وتوقف حركة الطيران داخله منذ ليلة ليل أول من أمس (الاثنين)». وأكد أن «المطار لا يزال مقفلاً أمام حركة الطيران الحربي الروسي».
وقال الناشط لـ«مكتب أخبار سوريا» إن «استهداف (أحرار الشام) للمطار جاء بعد يوم واحد من قصفه من قبل (جيش الإسلام) المعارض بصواريخ من طراز (غراد) أيضًا، من دون تحقيق إصابات»، لافتا إلى أن «فصائل المعارضة تستهدف المطار من أماكن متفرقة، تجنبًا لقصف مواقعها التي تقوم بإطلاق الصواريخ منها».
أما العميد أحمد رحّال القيادي في الجيش السوري الحر في منطقة اللاذقية، فأعاد تمكن المعارضة من إصابة مطار حميميم رغم إجراءات الحماية المشددة فيه، إلى أسباب عدة منها، أن «المطار يبعد عن مواقع الثوار في الساحل السوري ما بين 25 و30 كيلومترًا»، لافتًا إلى أن «صواريخ (غراد) بعضها يصل مداه إلى 20 كيلومترًا وبعضها الآخر يصيب أهداف محققة على مسافة 40 كيلومترًا، فضلا عن أن مدفع 130 ملليمترًا بإمكانه تحقيق إصابات مباشرة على بعد 27.5 كيلومترًا، وهذا ما يمكّن المعارضة من إصابة المطار وتقييد حركة الطيران الروسي فيه».
وعن سبب إخفاق أنظمة الحماية الروسية الدقيقة في إحباط أي هجوم صاروخي على المطار، أوضح رحّال لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدفاعات الجوي الروسية المتطورة هي عبارة عن منظومات غير قادرة على التعامل مع صواريخ صغيرة وقصيرة المدى مثل (غراد)، فهذه الأنظمة تحتاج إلى فترة من الزمن لكشف الهدف، وهي بحاجة أيضًا إلى ما لا يقلّ عن مسافة 150 كيلومترًا لكشف الصواريخ الموجهة نحوها وإسقاطها في الجو».
وقال إن المنظومات التي يتحدث عنها الروس غير دقيقة، بدليل أن تركيا شغّلت منظومة إلكترونية استطاعت تعطيل الرادارات الروسية، مما يفيد بأن كل المعلومات التي يروجون لها ليست إلا دعاية، مشيرًا إلى أن «الحرب الإلكترونية يمكنها أن (تعمي) الرادارات الروسية رغم تطورها».
أضاف رحال: «عندما دخلت روسيا إلى سوريا، وقعت اتفاقات مع إسرائيل، من ضمن هذه الاتفاقات عدم التشويش على الطائرات الروسية وراداراتها، وهذا يعني أن الحلف الأطلسي قادر على شلّ عمل كل الرادارات الروسية في سوريا».
وعن مصدر صواريخ «غراد» المتوفرة لدى الفصائل المعارضة، قال رحّال إن «هذه الصواريخ تشتريها المعارضة من أكثر من مصدر، من بينها الجيش النظامي الذي يبيع بعض ضباطه مستودعات بكاملها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.