المقاومة اليمنية يدعمها التحالف على مشارف مدينة دمت

الميليشيات تفجر منازل قادة مقاومة قبل انسحابها

المقاومة اليمنية يدعمها التحالف على مشارف مدينة دمت
TT

المقاومة اليمنية يدعمها التحالف على مشارف مدينة دمت

المقاومة اليمنية يدعمها التحالف على مشارف مدينة دمت

تمكن رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمديريتي قعطبة ودمت شمال شرقي مدينة الضالع جنوب البلاد، باستعادة سيطرتها على مناطق مختلفة واقعة في محيط مدينة دمت. وقال العقيد عبد الله مزاحم، قائد جبهة مريس دمت لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة والجيش الوطني وبدعم من طيران التحالف تمكنوا من استعادة مواقع عدة في جنوب المدينة وشرقها، وذلك عقب نجاح المقاومة وقوات الجيش في جبهة جبن الرياشية في تحرير المناطق الشرقية المحيطة بمدينة دمت القديمة التي باتت تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني.
وأوضح أن العناصر المسلحة التابعة للميليشيات والموجودة في قريتي العرفاف وبيت اليزيدي وفي جبل ناصة تم تطويقها والالتفاف عليها بعد أن سيطر رجال الجيش والمقاومة على منطقة الحقب المتاخمة للمدينة وسيطرتهم على التلال والهضاب المحيطة بالمواقع الثلاثة.
وقالت مصادر محلية في المديرية دمت لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة سيطروا على ثلاث نقاط للميليشيات وحرروا آليات عسكرية وأسرت عشرة مسلحين في منطقة المعزوب بدمت مساء أول من أمس الاثنين، مؤكدة مصرع القيادي الحوثي أبو شعيب مشرف مديرية الرياشية السابق والتابعة إداريا لمحافظة البيضاء شرقا ومرافقيه، وذلك بعد تمكن رجال المقاومة من حصاره ومرافقيه في مدخل مدينة دمت. وكشفت أن ميليشيات الحوثي وصالح أقدمت على تفجير ثلاثة منازل في القرى المحيطة بمركز المديرية دمت، بينها منزل قائد المقاومة في محور دمت مريس جبن العقيد نصر الربية، والكائن في قرية المعزوب.
مصادر طبية أكدت لـ«الشرق الأوسط» وصول خمسة جرحى من المقاومة إلى مستشفى النصر بمدينة الضالع فيما قتل أربعة أشخاص منهم ثلاثة مقاومين ورابعهم عامل في حجارة البناء الذي لقي مصرعه وأصيب رفيقه بإصابة بالغة بينما كانا نائمين في موضع عملهما.
وفي جبهة حمك شمال مدينة قعطبة أغار طيران التحالف على تجمعات وقوات الميليشيات المتمركزة في نقيل الخشبة على الحدود بين محافظتي إب والضالع، ونجحت غارة في تدمير عربة مشاه نوع بي إم بي، فيما لا تعرف الخسائر البشرية التي خلفتها تلك الغارات.
وكانت المقاومة وقوات الجيش في جبهة حمك سيطرت أول من أمس على سلسلة جبال مضرح الاستراتيجية والمطلة على مناطق شاسعة في محافظتي الضالع جنوبا وإب شمالا.
وكانت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع استعادت سيطرتها على مدينة دمت السياحية العلاجية الشهيرة بمياهها الحارة الكبريتية يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الفائت في محاولة منها للتقدم ناحية منطقة مريس ومدينة قعطبة إلا أن الميليشيات وقوات المخلوع واجهت مقاومة شرسة كبدتها خسائر فادحة بشريا وماديا، وخلال الشهرين المنصرمين ظلت المواجهات محصورة في المنطقة الفاصلة بين دمت ومريس جنوبا، إلى أن ارتفعت وتيرة المعارك مؤخرا وتحديدا خلال الأيام القليلة الماضية التي زادت فيها المعارك حدة وضراوة، إذ إن أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لا تتوقف لحظة إلا وتستأنف إطلاق نيرانها.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».