«عقار له تاريخ»: «فايتشبيراله».. المبنى بروح الغابة

له ألف نافذة مميزة لا تشبه إحداها الأخرى

مبنى «فايتشبيراله» في مدينة دارمشتادت الألمانية
مبنى «فايتشبيراله» في مدينة دارمشتادت الألمانية
TT

«عقار له تاريخ»: «فايتشبيراله».. المبنى بروح الغابة

مبنى «فايتشبيراله» في مدينة دارمشتادت الألمانية
مبنى «فايتشبيراله» في مدينة دارمشتادت الألمانية

مجمع سكني شهير في ألمانيا، لكنه ليس كأي مسكن تقليدي. يدعى «فايتشبيراله» Waldspirale، واشتهر بـ«الغابة اللولبية» أو Forest Spiral، لتصميمه المميز الذي يحتوي على عدد كبير من الأشجار الخضراء، وإيمان مصممه بأهمية الحفاظ على الطبيعة والاستمتاع بها وجعلها جزءًا من حياتنا اليومية دون الإضرار بها.
يقع في مدينة دارمشتادت في ألمانيا، وصُمم في عام 1990 بواسطة الفنان البلجيكي فريدينش هاندرتواسر، ونفذه المعماري هينز سبرنغمانن، وتم الانتهاء من بنائه في عام 2000. وأراد مصممه إنشاء المبنى بطريقة صديق للبيئة ووجود كثير من الأسطح الخضراء، لتشجيع الناس على السكن وسط الطبيعة والاستمتاع بها.
وتعد واجهة المبنى من أبرز ما يميزه، فهي على شكل حرف «U» في اللغة الإنجليزية، وعلى الرغم من الشكل اللولبي للمبنى فإن دورانه لا يسير على وتيرة ثابتة أو نظام محدد، بل يجمع ما بين الدوران والعشوائية المنظمة. ويبرز ذلك في شكل النوافذ التي تظهر كأنها ترتفع وتنخفض من دون نظام مع دوران المبنى المستمر.
ويحتوي المبنى على ألف نافذة مميزة لا تشبه إحداها الأخرى. مع وجود أرضيات وسلالم غير مستوية في كامل المبنى تقريبًا.
وبجانب الواجهة المميزة للمبنى، نجد اللون الأخضر الطبيعي أحد المكونات الأساسية لفكرة المبنى، سواء على الأسطح أو داخل المبنى وحتى داخل الغرف والنوافذ؛ حيث تمت زراعة السطح اللولبي للمبنى بالأشجار الخضراء والحشائش والزهور المختلفة بداية من قمة الطابق الثاني عشر والأخير، وتنحدر مع انحدار المبنى حتى الدور الأرضي له.
ويضم المبنى عدد 105 شقق سكنية، ومرآبًا مخصصًا للسيارات، وناديًا للترفيه على سطح المبنى. أما من الداخل فيحوي منطقة ألعاب لأطفال الأسر المقيمة بالمبنى، وكذلك بحيرة صناعية صغيرة، وشرفات عامة تطل على مناظر طبيعية وحدائق.
وركز فريدينش في تصميمه للمبنى على جذب الانتباه بأكبر قدر ممكن، ولهذا جاء تصميم الشكل الخارجي للمبنى بألوان زاهية ومبهجة من الخارج، وكذلك من الداخل في كثير من ألوان الشقق السكنية. وتجنب في تصميم المبنى كله المنحنيات والزوايا الحادة أو الخطوط المستقيمة - لدرجة منع وجود أي مسطرة قياس مع أي من القاطنين بالمبنى - وكذلك وجود قباب ذهبية بصلية الشكل في أماكن متفرقة لجذب الانتباه.
وعلى كل ساكن في المبنى أن يقرأ تعليمات السكن الملزمة والصارمة فيما يخص البيئة، ومنها حقوق الأشجار والنوافذ والأسطح. وحتى استخدام المرحاض له قواعد منظمة، حيث يتم ري وتسميد الأشجار بصورة طبيعية عن طريق إعادة تدوير المخلفات الصحية للحفاظ على البيئة.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».