«جبهة العدالة» الجزائرية تطالب بفتح نقاش في البرلمان حول «حكومة تسب وتلعن شعبها»

عقب تصريحات لوزير الصناعة جاء فيها «اللعنة على من لا يحب بوتفليقة»

«جبهة العدالة» الجزائرية تطالب بفتح نقاش  في البرلمان حول «حكومة تسب وتلعن شعبها»
TT

«جبهة العدالة» الجزائرية تطالب بفتح نقاش في البرلمان حول «حكومة تسب وتلعن شعبها»

«جبهة العدالة» الجزائرية تطالب بفتح نقاش  في البرلمان حول «حكومة تسب وتلعن شعبها»

أبدى حزب إسلامي جزائري معروف بتشدده ضد الحكومة، استياء بالغا من تصريحات لوزير الصناعة أدلى بها في سياق جدل حاد حول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، بمناسبة انتخابات الرئاسة التي ستجري في 17 من الشهر المقبل.
وقال النائب الأخضر بن خلاف من «جبهة العدالة والتنمية»، في طلب مكتوب رفعه أمس إلى العربي ولد خليفة رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، يتعلق بـ«فتح نقاش عام حول حكومة تسب وتلعن شعبها»، إن وزير التنمية الصناعية عمارة بن يونس «ارتكب تجاوزات خطيرة عندما سمح لنفسه، في غمرة الدعاية الانتخابية المبكرة لصالح مرشحه لولاية رئاسية رابعة، بشن حملة مسعورة ضد كل من خالفوه الرأي السياسي في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا».
وذكر بن يونس الأسبوع الماضي، أثناء تجمع بالعاصمة نظمه باسم الحزب الذي يقوده «الحركة الشعبية الجزائرية»، أن «الشعب الجزائري كله يحب بوتفليقة، وسيصوت عليه في الانتخابات»، ثم قال قبل أن ينهي التجمع: «يحيا بوتفليقة واللعنة على من لا يحبنا». ويعد بن يونس من أشد الموالين للرئيس، وأكثرهم تحمسا لاستمراره في الحكم.
وقال بن خلاف بنبرة غضب «كلام بن يونس أثار استياء كبيرا في الساحة السياسية، وبين عموم المواطنين، وولّد ردود أفعال كثيرة، أصبحت تهدد استقرار البلد، وتفتح على الشعب الجزائري الأبواب على مصاريعها نحو مستقبل مجهول ومحفوف بمخاطر انتشار الفتن، وغياب الاستقرار، والمساس بتماسك الوحدة الوطنية». يشار إلى أن «جبهة العدالة» التي يرأسها عبد الله جاب الله، أعلنت مقاطعة الاستحقاق بحجة أنه «محسوم النتيجة لمرشح النظام».
وانتقد بن خلاف «صمت» رئيس الوزراء عبد المالك سلال، الذي يعد هو أيضا أحد أهم المروجين لترشح الرئيس لولاية رابعة، رغم حالته الصحية المتدهورة بسبب الإصابة بجلطة دماغية.
وأضاف بن خلاف «من منطلق مسؤوليتنا القانونية والأخلاقية، باعتبارنا نوابا شرعيين للشعب الجزائري، يخولنا القانون الحديث نيابة عنه لطرح انشغالاته وحل مشكلاته، فإننا نطالب بفتح نقاش عام على مستوى المجلس الشعبي الوطني لمناقشة هذه الانتهاكات اللامسؤولة والخطيرة في حق الشعب الجزائري، وذلك من أجل وضع حد نهائي للممارسات التي أضحت تتسم بالصعلكة السياسية المنافية للقيم والأخلاق، والتي صدرت عن مسؤولين في الدولة كان يفترض أن يكونوا في خدمة الشعب».
وعاد بن يونس للمرة الثانية في ظرف أيام قليلة إلى نفس الموضوع، إذ قال باللغة العامية الجزائرية، في حفل نظمه بمناسبة العيد العالمي للمرأة «يلعن اللي ما يحبناش». وجاء ذلك بمناسبة دعوته للتصويت لبوتفليقة في الانتخابات المقبلة.
يشار إلى أن بن يونس كان معارضا شرسا للرئيس، لما كان قياديا في حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، واستقال من أول حكومة يرأسها بوتفليقة عام 2001. وتعرض وزير الصناعة لهجوم حاد على شبكة التواصل الاجتماعي، بسبب موقفه ممن يعارض «الولاية الرابعة».
وفي سياق متصل بالانتخابات، قالت حركة النهضة الإسلامية، في بيان أمس، إن «مصداقية الانتخابات وشفافيتها لا تأتي من الخارج باستدعاء مراقبين دوليين، وإنما تأتي من الداخل بتوفر إرادة سياسية حقيقية تتبعها إجراءات ميدانية تضمن شروط أجواء انتخابات حقيقية، وأهمها إسناد العملية الانتخابية إلى هيئة محايدة ذات سيادة تشرف على العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، بعيدا عن هيمنة الإدارة وأجهزتها».
وجاء هذا الموقف بعد أن أعلن وزير الخارجية رمضان لعمامرة، أول من أمس، أن مراقبين دوليين من عدة منظمات سيحضرون خلال الانتخابات الرئاسية، من بينهم 110 من الجامعة العربية و200 من الاتحاد الأفريقي.
وأفادت «النهضة» أن «تجارب سابقة في بلادنا أثبتت أن السلطة تستعمل المراقبين الأجانب لتبرير مصادرتها الإرادة الشعبية». وقالت إن حضورهم «ليس مطلب الطبقة السياسية ولا مطلب الشعب الجزائري، بل هو مزيد من هدر المال للخزينة العمومية ورهن للقرار السياسي للدولة الجزائرية لأطراف خارجية».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».