سلطات الاحتلال تستبدل السياج المحيط بغزة بجدار إلكتروني جديد

مشروع اعتبره القائد الإسرائيلي السابق للمنطقة الجنوبية «قبة حديدية على الأرض»

سلطات الاحتلال تستبدل السياج المحيط بغزة بجدار إلكتروني جديد
TT

سلطات الاحتلال تستبدل السياج المحيط بغزة بجدار إلكتروني جديد

سلطات الاحتلال تستبدل السياج المحيط بغزة بجدار إلكتروني جديد

أطلقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، مشروع بناء جدار إلكتروني ضخم، يطوق قطاع غزة، ويغلقه بشكل محكم من جميع الجهات البرية، وذلك بهدف منع دخول فلسطينيين إلى إسرائيل نهائيا. وجاءت فكرة السياج، بعد تزايد عدد محاولات التسلل إلى إسرائيل من داخل القطاع، بحثا عن عمل أو ضمن نشاط سياسي، أو ربما قام بذلك مسلحون. وجاءت الفكرة أيضا، كرد على الجهود التي تقوم بها حركة حماس لحفر الأنفاق، ولتمنع تدفقا جماهيريا من غزة باتجاه إسرائيل.
ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذا المشروع «السياج الحكيم». وسوف يستبدل السياج القائم حاليا. وسيمتد الجدار، من كرم أبو سالم في جنوب القطاع، عند حدود سيناء المصرية، وحتى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، بحيث يبلغ طوله 65 كيلومترا، على غرار السياج الذي أقيم على الحدود الإسرائيلية - المصرية. لكن المشروع الحالي أكثر تعقيدا، لأنه يتوقع أن يشمل السياج الجديد وسائل تكنولوجية متطورة جدا، تشمل تشخيص التهديدات العسكرية بنجاح نسبته 100 في المائة تقريبا.
وحسب مصادر في سلاح الهندسة الإسرائيلي، فإن أهم ما يجدده هذا المشروع هو منظومة المجسات الإلكترونية المتطورة لكشف الأنفاق. وكشفت عن أنه جرى الانتهاء من إعداد الخطة، التي عمل عليها خبراء من قيادة المنطقة الجنوبية بالتعاون مع شركات أمنية، والتكلفة النهائية قد تصل إلى 2.6 مليار شيقل (نحو 800 مليون دولار).
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن وزير الدفاع، موشيه يعلون، وافق على الخطة وصادق عليها، والتزم خلال محادثة مع قادة مستوطنات غلاف غزة بالاهتمام بتوفير تمويل لها. وقد اعتبرها القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش، الجنرال سامي ترجمان، «قبة حديدية على الأرض». كما أشارت كتيبة غزة التي شارك ضباطها بوضع الخطة إلى أهميتها وحتميتها، خاصة في ضوء الوضع الناشئ بعد انتهاء حملة الجرف الصامد، واستعداد حماس للمواجهة المقبلة مع إسرائيل.
وفي إطار جمع التأييد للخطة وتوفير ميزانيات لها، قام الجيش الإسرائيلي باطلاع قادة البلدات المحيطة بقطاع غزة. فقرروا عدم الاكتفاء بتأييدها، بل أعلنوا تبنيها. واجتمعوا أمس مع وزير المالية، موشيه كحلون، وطالبوه بمعرفة ما إذا كانت هناك ميزانية متوفرة لتنفيذه. وقال رئيس المجلس الإقليمي (أشكول)، غادي يركوني: «لا يوجد أي تساؤل حول ضرورة هذا السياج، من الواضح للجميع أن هذا المشروع سيغير الواقع».
وقد أعلن كحلون أنه على الرغم من أن هذا هو «أكبر وأغلى مشروع يطرح عليه من خارج حدود الميزانية المقررة، فإنه سيجد الوسيلة لتدبير ميزانية بقيمة 2.6 مليار شيقل لإنشاء السياج الحكيم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.