الجمهوريون يهاجمون أوباما ويتهمونه بالمخاطرة بالأمن القومي الأميركي

السيناتور بوب مننديز يتشكك في استمرار إيران في تسليح برنامجها النووي عكس ما تدعيه

الجمهوريون يهاجمون أوباما ويتهمونه بالمخاطرة بالأمن القومي الأميركي
TT

الجمهوريون يهاجمون أوباما ويتهمونه بالمخاطرة بالأمن القومي الأميركي

الجمهوريون يهاجمون أوباما ويتهمونه بالمخاطرة بالأمن القومي الأميركي

هاجم الجمهوريون بشدة الرئيس أوباما بعد الإعلان عن رفع العقوبات المفروضة على إيران وحذروا من أن إدارة الرئيس أوباما يخاطر بالأمن القومي الأميركي وبعلاقات أميركا مع حلفائها في الشرق الأوسط ومع إسرائيل ودول الخليج. وشكك الجمهوريون في تصريحات إدارة أوباما بأن الولايات المتحدة والعالم أصبحا أكثر أمنا بعد تنفيذ البرنامج النووي الإيراني، خاصة أن الخارجية الأميركية تعترف وتتعامل مع إيران على أنها دولة راعية للإرهاب ولا تزال تساند نظام بشار الأسد الديكتاتوري الوحشي في سوريا.
ولا يرى الجمهوريون في صفقة تبادل السجناء إنجازا لإدارة أوباما، وفي الوقت الذي رحبوا فيه بعودة الأميركيين الخمسة إلى بلادهم فإنهم هاجموا الإفراج عن عدد كبير من الإيرانيين المتهمين بجرائم جنائية في السجون الأميركية كجزء من المبادلة.
وانتقد كثير من الجمهوريين تصريحات إدارة أوباما بأن العالم سيكون أكثر أمنا بعد تنفيذ الاتفاق النووي، وحذروا من تصاعد نفوذ إيران بعد حصولها على الأموال المجمدة والتي تصل إلى 100 مليار دولار. وأبدى الجمهوريون مخاوفهم من قيام إيران باستخدام تلك الأموال في زعزعة استقرار المنطقة ودعم الأنشطة الإرهابية والجماعات الإرهابية.
وتعهد بول رايان رئيس مجلس النواب باتخاذ كل الخطوات لمنع خصوم واشنطن من الحصول على أسلحة نووية.
وفي إجابته على أسئلة الصحافيين حول الخطوات التي سيتخذها الحزب الجمهوري قال رايان: «كل شيء ممكن وهدفنا هو منع خصوم الولايات المتحدة من الحصول على أسلحة نووية».
وهاجم بول رايان رفع العقوبات الدولية على إيران وتمكينها من الحصول على مليارات الدولارات. وقال: «اعترف الرئيس أوباما نفسه بأن إيران من المرجح أن تستخدم هذه التدفقات النقدية في تمويل الإرهاب وستحصل إيران على ما مجموعه 100 مليار دولار».
وأضاف: «حصول إيران على الأموال يأتي بعد أسابيع من إقدامها على تجربة صواريخ باليستية، وبعد أيام فقط من اعتقال واحتجاز 10 من البحارة الأميركيين، وبعد أن صوتت الأغلبية في الحزبين في مجلس النواب لرفض الصفقة النووية مع إيران، لذا فسوف نستمر في بذل كل جهد ممكن لمنع إيران نووية».
وشدد السيناتور بوب مننديز - الذي انتقد اتفاق إيران النووي لمدة طويلة - على ضرورة أن تركز الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على ضمان التزام إيران بالتخلص من المواد النووية متشككا في سلوك إيران. وقال: «في إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تستطع الوكالة تحديد الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني وبخلاف قدرة المفتشين على تفتيش المواقع، فإن إيران على عكس ما تدعيه لا تزال تعمل في بعض الجوانب على تسليح برنامجها النووي».
وشدد السيناتور الجمهوري عن ولاية نيوجيرسي على أن المجتمع الدولي لا يعرف إلا القليل عن نيات إيران الحقيقية. وقال: «إننا نجد أنفسنا اليوم وقد فتحنا فيضانا من الأموال والأصول المجمدة لنظام عقد العزم على معارضة مصالحنا».
وشدد السيناتور الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على ضرورة الاستمرار في مراقبة إيران ووضعها تحت المساءلة. وقال: «على الرغم من سعادتي بأن مواطنينا الذين احتجزوا ظلما في إيران سيتم الإفراج عنهم، وإعادتهم إلى الولايات المتحدة وإلى أسرهم، فإننا بحاجة إلى فهم أكثر اكتمالا لكل التفاصيل والآثار المترتبة على هذه المبادلة، بما في ذلك توقيتها».
وأضاف السيناتور كروكر: «مع امتلاك إيران لواحدة من أسوأ السجلات في العالم في مجال حقوق الإنسان فإننا يجب أن نستمر في تحميل إيران للمسؤولية عن سياساتها القمعية».
وأضاف السيناتور كروكر: «اليوم لا يمكن أن يكون بداية لكي تغض الولايات المتحدة النظر عن التهديدات المثيرة للقلق من إيران مسلحة نووية وقد عارضت هذا الاتفاق المعيب ولدي مخاوف من تنفيذ إيران لبنود الاتفاق في وقت يتم فيه رفع العقوبات مع فرض قيود محدودة ومؤقتة فقط لقدرة إيران في تخصيب اليورانيوم بعد عشر سنوات، إضافة إلى حصولها على 100 مليار دولار بما يعد موردا جديدا لمواصلة رعايتها للإرهاب وتهديد جيرانها وتمويل برامجها النووية والصاروخية».
وطالب السيناتور كروكر كلا من الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين بفرض عقوبات سريعة وفورية عن أي انتهاكات أو أعمال عدوان إيراني ترتكب لضمان أن طهران لن تستخدم الاتفاق النووي الإيراني كغطاء لدفع أنشطتها المزعزعة للاستقرار ودعم الإرهاب.
وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن اللجنة ستشارك في عملية المراقبة الصارمة لتنفيذ إيران لالتزاماتها وستدرس مقترحات تشريعية لضمان وضع إيران تحت المساءلة. وقال: «سوف نستخدم كل الأدوات التي يوفرها قانون مراجعة الاتفاق النووي مع إيران لفرض عقوبات جديدة بسرعة إذا أقدمت إيران على خرق بنود الاتفاق».
وكان السيناتور كروكر من أبرز المعارضين للاتفاق النووي الإيراني وحشد الجهود في مجلس الشيوخ لمنع تمرير الاتفاق، إلا أن الديمقراطيين نجحوا في منع تمرير تشريع يعرقل الصفقة النووية مع إيران.
في الوقت نفسه، تزايدت الانتقادات حول صفقة تبادل السجناء مع إيران. وقال جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة إن إدارة أوباما قدمت تنازلات كثيرة في مفاوضات تبادل السجناء وبادلت خمسة أميركيين بـ17 إيرانيا في السجون الأميركية ولم تنجح في تحرير سراح اثنين آخرين من الأميركيين المحتجزين لدى طهران.
واستمر المرشحون الجمهوريون للرئاسة في شن الهجوم ضد إدارة أوباما وتعاملها مع الصفقة النووية. وأشاد مرشحو الحزب الجمهوري بالإفراج عن السجناء الأميركيين الخمسة من السجون الإيرانية لكنهم انتقدوا التنازلات التي قدمتها إدارة أوباما مقابل الإفراج عن السجناء الخمسة الذين لم يرتكبوا جرائم في مقابل الإفراج عن الإيرانيين في السجون الأميركية.
وقال حاكم أوهايو جون كاشيك المرشح الجمهوري للرئاسة إن رفع العقوبات المفروضة على إيران سيعني تلقي إيران أطنانا من الأموال لنشر الكثير من المتاعب في منطقة الشرق الأوسط واصفا صفقة تبادل السجناء بأنها صفقة سيئة.
وقال السيناتور ماركو روبيو المرشح الرئاسي الجمهوري إن الإفراج عن مواطنين أميركيين سجنوا في اتهامات كاذبة لا تساوي إفراج الولايات المتحدة عن سجناء إيرانيين حوكموا وأدينوا في التهم الموجهة إليهم.
فيما أشار بن كارسون المرشح الرئاسي إلى أن الاتفاق النووي مع إيران به عيوب قاتلة ويهدد بشكل خطير المصالح الأمنية الوطنية للشعب الأميركي ويهدد إسرائيل والدول الصديقة والحليفة في الشرق الأوسط وحول العالم. وقال حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي إن أوباما خبير في عقد الصفقات السيئة مع الإيرانيين.
وقال السيناتور تيد كروز المرشح الجمهوري للرئاسة: «في الوقت الذي نحتفل فيه بعودة الأميركيين فإن هذه الصفقة هي جزء من البروباغندا والدعاية التي تخدم إيران وإدارة أوباما»، واصفا الاتفاق النووي بأنه صفقة كارثية. وأشار السيناتور كروز إلى أن الولايات المتحدة حررت إيرانيين متهمين بانتهاك العقوبات ومساعدة الطموحات النووية للنظام الإيراني. وقال: «إدارة أوباما أعلنت الأخبار السارة وأخفت الأخبار السيئة».
وكرر كروز وعوده بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران في حال وصوله إلى منصب رئيس الولايات المتحدة.
وأشاد الحاكم الجمهوري السابق لولاية فلوريدا جيب بوش بالإفراج عن الأميركيين، لكنه قال: «القضية الأكبر هي أننا نمنح الشرعية لنظام لا يظهر أي اهتمام على أرض الواقع بالتحرك إلى الأمام مع المجتمع الدولي». وقال بوش إنه «رأى ضعفا في تعامل إدارة أوباما مع إيران».
ووصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب بقاء الأميركيين الخمسة في السجون الإيرانية لفترة طويلة بأنه «وصمة عار».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.