قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور إن قرابة 1550 شخصا يموتون في الأردن سنويا بسبب التدخين، مؤكدا أن بلاده تقود حملات توعية للحد من التدخين وإن هذه «الآفة» كما وصفها تهدد حياة الإنسان ومن هم في محيطه. وأضاف النسور خلال رعايته لمؤتمر لمكافحة التدخين في عمان أمس: «لو كان المدخن يؤذي نفسه فقط لكان الأمر أسهل أما أن يؤذي جليسه أو أسرته وأطفاله أو جاره أو زملاءه في العمل أو في وسائط النقل العام فهذا أذى وضرر وإثم وخطيئة وقد يكون من الكبائر»، داعيا إلى أن «نتكاتف جميعا لمكافحة هذه الآفة وأن يفعل كل مواطن ما يستطيعه بهذه المسألة».
وأكد النسور في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني للجمعية الوطنية الأردنية لمكافحة التدخين الذي نظمته بالتعاون مع غرفة تجارة عمان ونقابة الصحافيين الأردنيين تحت شعار «البعد الاقتصادي ودور الإعلام الوطني» أن آفة التدخين في الأردن والأرقام المتعلقة بها تشير إلى أن المملكة من أكثر دول العالم العربي إصابة «بمرض» التدخين واحتوائها على أكبر نسبة مدخنين.
وشدد رئيس الوزراء الأردني في كلمته التي ألقاها في مؤتمر مكافحة التدخين أن محاربة هذا الداء ليس جهدا حكوميا وإنما هو عمل المجتمع بأكمله كون آثار هذه الآفة لا تقتصر على الخسائر المادية والصحية فقط وإنما تلحق الأذى بالآخرين.
وقال: إن الإحصاءات تشير إلى أن نحو 1550 شخصا يموتون في الأردن سنويا نتيجة التدخين عدا عن تسببه بوفيات أخرى كسبب ثان للوفاة حيث يسهم التدخين في تقليل مناعة الجسم للكثير من الأمراض، مشيرا إلى أن التدخين يعد آفة اقتصادية واجتماعية وصحية وإنسانية، وكل من يسهم في مكافحته سيكون ذلك في رصيد وطنيته وحسناته.
ولفت إلى أن الحكومة جاهزة لدعم أي جهد يصب في مجال مكافحة التدخين، مؤكدا أن الحكومة اتخذت خطوات وقرارات من شأنها الحد من التدخين في الوزارات والدوائر والمؤسسات والأماكن العامة استنادا لقانون الصحة العامة.
وكان وزير الصحة الأردني الدكتور علي الحياصات أكد أن مشكلة التدخين اجتماعية واقتصادية ذات أبعاد خطيرة وتشكل أحد أهم عوامل الأخطار المهددة لصحة الإنسان وحياته، لافتا إلى أن آفة التبغ تفتك بما يقارب 6 ملايين شخص سنويا في العالم منهم أكثر من 600 ألف من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر.
وتوقع الحياصات أن تزداد هذه الأرقام لتصل إلى أكثر من 8 ملايين شخص بحلول عام 2030 لتصل نسبة المدخنين إلى 80 في المائة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وأكد وزير الصحة الأردني أن التدخين يسبب عبئا صحيا واقتصاديا كبيرا حيث تبلغ الوفيات عالميا بسبب تدخين التبغ 1 من كل 8 وفيات، كما أظهر المسح العالمي لانتشار التبغ بين الشباب الذي أجري في الأردن عام 2014 للفئة العمرية من 13 إلى 15 عاما أن 24 في المائة منهم يستخدمون على الأقل منتجا من منتجات التبغ، وأن 62 في المائة يتعرضون لدخان مشتقات التبغ في الأماكن العامة.
وأشار إلى أن وزارة الصحة والجهات المعنية تنبهت لخطورة آفة التدخين على صحة الأفراد، والآثار الاقتصادية المترتبة على ذلك حيث باشرت بسن التشريعات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من انتشار التدخين بين فئات المجتمع وشرائحه كافة.
وكشف عن أنه تم رفع مقترح بتعديل قانون الصحة العامة بتغليظ العقوبات المتعلقة بضبط المخالفين وتفعيل بنود القانون ومنع الترويج والدعاية والرعاية والإعلان للتبغ ومنتجاته بأي شكل من الأشكال، مبينا أن الوزارة قامت بإنشاء أربع عيادات للإقلاع عن التدخين ورفدتها بالكوادر المؤهلة والمدربة ووفرت أدوية الإقلاع عن التدخين بالمجان لجميع الأردنيين، فيما تتجه النية للتوسع بإنشاء عيادات جديدة للإقلاع عن التدخين في المحافظات وإدخالها ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية.
من جهته أشار مفتي عام المملكة الأردنية الشيخ عبد الكريم الخصاونة إلى أنه لا يريد الحديث اليوم عن الفتاوى الكثيرة التي صدرت عن دائرة الإفتاء والتي تحرم التدخين، وعرض للنصوص الشرعية في الكتاب والسنة التي تحدثت عن صحة الإنسان، لافتا إلى أن «من يرتكب خطأ بحق صحته وحق النصوص الشرعية يكون قد ارتكب حراما».
رئيس الوزراء الأردني: 1550 يموتون سنويًا في بلادنا جراء التدخين
النسور أكد أن المملكة الأولى عربيًا في الإصابة بالأمراض الناتجة عنه
رئيس الوزراء الأردني: 1550 يموتون سنويًا في بلادنا جراء التدخين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة