مجلس النواب الأردني يقر الموازنة العامة للدولة

تقارب 12 مليار دولار

مجلس النواب الأردني  يقر الموازنة العامة للدولة
TT

مجلس النواب الأردني يقر الموازنة العامة للدولة

مجلس النواب الأردني  يقر الموازنة العامة للدولة

أقر مجلس النواب الأردني، مساء أمس، في جلسة شهدت مشادات بين النواب احتجاجًا على آلية التصويت، الموازنة العامة للدولة لسنة 2016 وموازنة الوحدات المستقلة بعد مناقشات استمرت 4 أيام.
ونالت الموازنة العامة للدولة لسنة 2016 موافقة أعضاء مجلس النواب، وحازت على أغلبية نيابية مريحة، وصوت المجلس على الموازنة العامة فصلاً فصلاً. كما وافق المجلس بالأغلبية على موازنة الوحدات المستقلة لسنة 2016.
وطالب نواب باعتماد التصويت الإلكتروني على الموازنة، إلا أن رئيس المجلس أبلغ النواب أن النظام الإلكتروني متعطل. وأنه سيتم التصويت برفع الأيدي، الأمر إلى أدى إلى احتجاج نواب وانسحابهم من الجلسة.
وعلى مدار 4 أيام، ناقش النواب في جلسات متواصلة صباحية ومسائية مشروعي قانون الموازنة العامة للدولة وموازنة الوحدات المستقلة تحدث خلالها مائة نائب.
واستمع مجلس النواب إلى رد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور على مداخلات النواب، الذي قدم شرحًا تفصيليًا لأرقام الموازنة العامة وموازنة الوحدات المستقلة والعجز الذي انخفض فيها، بسبب سياسات الحكومة، وأصبح مليارًا و300 مليون دينار عام 2016، في حين كان عام 2012 ثلاثة مليارات و100 مليون دينار. كما قدم وزير المالية الدكتور عمر ملحس عرضًا حول الموازنة العامة للدولة وخطط الحكومة لضبط الإنفاق.
وطالب النواب من الحكومة معالجة الأوضاع الاقتصادية والأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار واتباع سياسة اقتصاديه تسهم في رفع مستوى معيشة المواطنين وضبط الغلاء في الأسعار.
وطالب نواب في كلماتهم الحكومة العمل على حل مشكلات الفقر والبطالة، وضبط الارتفاع الهائل في الأسعار.
وانتقد نواب سياسة الحكومة الاقتصادية التي وصفوها بأنها قائمة على الجباية.
كما طالب نواب من الحكومة اتباع سياسة اقتصادية تعالج المديونية وتقلص العجز في الموازنة والعمل على ضبط الإنفاق الحكومي. وطالب نواب من الحكومة بمكافحة المخدرات ومحاربتها وتكثيف حملات مكافحة المخدرات التي أصبحت آفة تهدد مجتمعنا. وتكررت مطالب زيادة رواتب الموظفين والعسكريين ورفع الحد الأدنى للأجور، كما تطرقت الكلمات إلى قضايا سياسية تتعلق بالأوضاع في المنطقة، وأهمية مكافحة الإرهاب والتطرف، كما حضرت قضية اللاجئين السوريين تحت القبة في كلمات النواب.
وأكد نواب أهمية الاستفادة من المنحة الخليجية في مشاريع البنية التحتية ومشاريع الطاقة وتوزيع مشاريع المنحة إلى كل المحافظات.
وأشاد نواب خلال كلماتهم بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والسعودية في دعم الأردن والوقوف مع الأمة العربية وقضاياها. وأقرت الحكومة الأردنية مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2016 والبالغة (8 مليارات و495 مليون و728 ألف دينار أردني) ما قيمته بالدولار 11 مليارًا و965 مليونًا و814 ألف دولار.
ووفق مشروع القانون الذي أرسلته الحكومة إلى مجلس النواب، فإن قيمة العجز فيها تبلغ بالدينار الأردني 906 ملايين و727 ألف دينار أردني. وبحسب الموازنة، فإن قيمة النفقات الحالية تبلغ (7 مليارات و158 مليون دينار أردني) أما النفقات الرأسمالية، فتبلغ مليارًا و310 ملايين دينار.
كما بلغت الإيرادات العامة 7 مليارات و589 مليون دينار، منها إيرادات محلية قيمتها 6 مليارات و775 مليون دينار، وقالت الحكومة في مشروع القانون إن قيمة المنح الخارجية ستبلغ 814 مليون دينار أردني.
كما أقرت الحكومة ما يعرف بموازنة الوحدات الحكومية المستقلة، التي يتم إقرارها بشكل مستقل عن موازنة الدولة. وقدر مشروع قانون موازنة الوحدات الحكومية لسنة 2016 نفقات الوحدات الحكومية بمليار و905 ملايين و261 ألف دينار أردني، ويبلغ العجز لهذه الوحدات 500 مليون دينار.
وينص الدستور الأردني على أن الحكومة ملزمة بإرسال مشروعي قانون الموازنة العامة للدولة وموازنة الوحدات الحكومية قبل بداية السنة المالية بشهر على الأقل.



«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.