خلافات حول برنامج عمل المفاوضات السورية ـ السورية

دورة تدريبية للوفد المفاوض في الرياض والهيئة العليا تلتقي دي ميستورا اليوم

خلافات حول برنامج عمل المفاوضات السورية ـ السورية
TT

خلافات حول برنامج عمل المفاوضات السورية ـ السورية

خلافات حول برنامج عمل المفاوضات السورية ـ السورية

تتكثف الاستعدادات للمفاوضات المرتقبة بين وفدي النظام السوري والمعارضة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في جنيف، في وقت تبدو فيه الهيئة العليا للتفاوض غير متحمسة للمشاركة فيها في ظل التطورات التي يشهدها الميدان السوري، واستمرار الخلاف حول برنامج عمل هذه المفاوضات التي يصر النظام على وجوب أن يتصدره بند مواجهة الإرهاب، فيما يدفع المعارضون باتجاه تضمنه بندا أساسيا ووحيدا يتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالية.
ولم تثن تحفظات الهيئة العليا على الظروف التي ترافق الاستعدادات لعملية التفاوض الثانية من نوعها بين طرفي الصراع السوري، عن انطلاق الوفد المعارض المفاوض باستعداداته الفعلية للمشاركة بالمحادثات السياسية، إذ يخضع نحو 29 معارضا بينهم ممثلون عن فصائل عسكرية، ومنذ مطلع الأسبوع الحالي لدورة تدريبية مكثفة في العاصمة السعودية الرياض لإتقان سياسة التفاوض.
في هذا الوقت يستكمل رئيس الهيئة العليا رياض حجاب ووفد مصغر منها، جولته الأوروبية حيث يلتقي مسؤولين فرنسيين وألمانا لبحث آخر المستجدات المتعلقة بالملف السوري والتحضير للمحادثات السورية – السورية في جنيف. وقد انتقل الوفد يوم أمس من فرنسا إلى ألمانيا على أن يصل اليوم إلى بروكسل حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بمحاولة للحصول منه على أجوبة عن سلسلة الأسئلة التي وجهت له في اللقاء الأخير الذي جمعهم. وهو ما أشار إليه الناطق باسم الهيئة السورية العليا للمفاوضات منذر ماخوس والذي يرافق حجاب في جولته، لافتا إلى «إشكاليات كثيرة تؤخر إعداد البيئة المناسبة للانطلاق في عملية التفاوض وعلى رأسها عدم اتخاذ المجتمع الدولي والنظام السوري حتى الساعة أي إجراءات لبناء الثقة وعلى رأسها فتح ممرات إنسانية، إنهاء حصار المدن والقرى والشروع بإطلاق سراح الأطفال والنساء المعتقلات والكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة».
وقال ماخوس لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن هناك خلافا حول أجندة وبرنامج عمل المفاوضات المرتقبة، ففيما يصر النظام على الحديث عن حكومة وحدة وطنية وكأن مطلبنا الشراكة بالمناصب وتقاسم السلطة وعن وجوب تصدر بند مواجهة الإرهاب المحادثات، نؤكد أن ما نريده ونسعى إليه تغيير النظام وقيام هيئة حكم انتقالية على أساس مرجعية جنيف1».
وفي إطار الحركة الدولية الحاصلة لتهيئة الأرضية اللازمة لانطلاق العملية السياسية في سوريا، التقى دي ميستورا يوم أمس سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في جنيف. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي إن لقاء دي ميستورا مع مبعوثي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين سيكون «على مستوى السفراء» حيث يعقد الاجتماع في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف.
وأضاف فوزي للصحافيين أن دي ميستورا سيحاول هذا الأسبوع «تثبيت التوقيت والإطار» للمحادثات، دون أن يقدم تفاصيل حول جدول أعمال المحادثات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.