«داعش» يضرب في إسطنبول ويفشل في أنقرة

مقتل عشرة سياح معظمهم ألمان في «السلطان أحمد».. وإدانات دولية واسعة

شرطيان يقفان بالقرب من سيارات إسعاف أمام {ساحة السلطان أحمد} في إسطنبول بعد الهجوم الانتحاري أمس (أ.ف.ب)
شرطيان يقفان بالقرب من سيارات إسعاف أمام {ساحة السلطان أحمد} في إسطنبول بعد الهجوم الانتحاري أمس (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يضرب في إسطنبول ويفشل في أنقرة

شرطيان يقفان بالقرب من سيارات إسعاف أمام {ساحة السلطان أحمد} في إسطنبول بعد الهجوم الانتحاري أمس (أ.ف.ب)
شرطيان يقفان بالقرب من سيارات إسعاف أمام {ساحة السلطان أحمد} في إسطنبول بعد الهجوم الانتحاري أمس (أ.ف.ب)

وجّه تنظيم داعش أمس ضربة قاسية إلى تركيا، بعملية انتحارية نفذها أحد أعضائه في قلب مدينة إسطنبول، موقعًا عشرة قتلى من السياح الأجانب، غالبيتهم ألمان، و15 جريحًا. وفي الوقت ذاته أعلن أمس عن إحباط هجمات أخرى لتنظيم داعش في العاصمة أنقرة، قالت المصادر إنها كانت تستهدف منشآت رسمية تركية، وأدت إلى توقيف عدد من الأشخاص في أنقرة.
وذكرت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن منفذ هجوم إسطنبول سوري يحمل الجنسية السعودية أيضا، ويدعى نبيل فضلي.
ووقع الهجوم في الميدان السابق لسباق الخيل المحاذي لمتحف آيا صوفيا والمسجد الأزرق، قرب ساحة السلطان أحمد، أبرز منطقة سياحية في إسطنبول. وفرضت السلطات التركية حظرا على أخبار التفجير لبعض الوقت بسبب ما صرحت به مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» حول معلومات عن وجود انتحاري ثانٍ يستعد لتفجير نفسه، ثم ما لبثت أن رفعت الحظر بعد التأكد من عدم صحة المعلومة.
وسارع رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان إلى الإعلان عن أن الانتحاري هو من أصل سوري، بينما قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن منفذ تفجير ساحة السلطان أحمد في إسطنبول أجنبي ينتمي إلى تنظيم داعش. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أنه يعتقد أن منفذ التفجير دخل من سوريا ولم يكن على قائمة المراقبة التركية لمن يشتبه بانتمائهم إلى جماعات متشددة.
وسارعت المعارضة السورية إلى إدانة التفجير، إذ قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الشعب السوري سيبقى وفيًا لكل من سانده في محنته، ويدين أي فعل إجرامي يخلُّ بروابط الأخوة والصداقة بين الشعبين، ويؤكد استمرار السعي لإحباط مخططات الإرهاب التي تخدم تحالف الشرّ بين (داعش) وإيران ونظام الأسد».
وفي الرياض، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن السعودية تعبر عن إدانتها للهجوم الذي وقع في تركيا وأيضًا للهجمات الأخيرة في العراق، مؤكدًا وقوف السعودية إلى جانب الدول الشقيقة في محاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة. كذلك أدان الاتحاد الأوروبي هجوم إسطنبول، أما وزارة الخارجية الروسية فقالت إن الاعتداء الذي شهدته مدينة إسطنبول يؤكد الحاجة إلى أن تتحد الدول بشكل عاجل في محاربة الإرهاب. وأدانت إيران بشدة اعتداء إسطنبول، مشددة على ضرورة مكافحة «الإرهاب» وحل النزاعات في المنطقة.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.