تفجير «داعشي» يهز إسطنبول.. والانتحاري سوري الأصل

اعتقال 16 كانوا يعدون لهجمات في أنقرة.. و10 قتلى غالبيتهم من الألمان.. وإردوغان: تركيا أكثر دولة عانت من الإرهاب

سيارات الامن والاسعاف هرعت الى مكان التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة السلطان أحمد وسط إسطنبول أمس (غيتي)
سيارات الامن والاسعاف هرعت الى مكان التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة السلطان أحمد وسط إسطنبول أمس (غيتي)
TT

تفجير «داعشي» يهز إسطنبول.. والانتحاري سوري الأصل

سيارات الامن والاسعاف هرعت الى مكان التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة السلطان أحمد وسط إسطنبول أمس (غيتي)
سيارات الامن والاسعاف هرعت الى مكان التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة السلطان أحمد وسط إسطنبول أمس (غيتي)

ضرب تنظيم داعش في تركيا بقوة أمس، مُوقعا عشرة قتلى من السياح الأجانب في مدينة إسطنبول، في عملية انتحارية نفذها مهاجم سوري الأصل، يحمل الجنسية السعودية أيضا، يدعى نبيل فضلي، كما كشفت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، بينما كانت السلطات التركية تنفذ عملية توقيف شملت 15 سوريا وتركيا واحدا في أنقرة قالت إنهم كانوا يخططون لهجمات على منشآت رسمية تركية.
وقتل عشرة أشخاص وأصيب 15 آخرون بجروح في انفجار قوي وقع صباح أمس في الميدان السابق لسباق الخيل المحاذي لمسجد آيا صوفيا والمسجد الأزرق، قرب ساحة السلطان أحمد، أبرز منطقة سياحية في إسطنبول. وأعلنت ولاية إسطنبول في بيان لها أن 8 من القتلى يحملون الجنسية الألمانية، وواحدًا يحمل الجنسية النرويجية، وآخر من دولة ألبيرو.
وفرضت السلطات التركية حظرا على أخبار التفجير لبعض الوقت بسبب ما قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إنه معلومات عن وجود انتحاري ثانٍ يستعد لتفجير نفسه، ثم ما لبثت أن رفعت الحظر بعد التأكد من عدم صحة المعلومة.
وسارع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب إردوغان إلى الإعلان عن أن الانتحاري هو من أصل سوري، بينما قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن منفذ تفجير السلطان أحمد في إسطنبول أجنبي ينتمي إلى تنظيم داعش. واتصل داود أوغلو بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، معربا لها عن حزنه وتعازيه لها لكون معظم القتلى من المواطنين الألمان. وكانت المستشارة الألمانية أعربت في وقت سابق عن اعتقادها بأنه من المرجح أن يكون هناك ألمان بين ضحايا التفجير. وفي أعقاب محادثاتها مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، قالت ميركل: «إن الضحايا الألمان هم ضمن أفراد مجموعة سياحية».
وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أنه يعتقد أن منفذ التفجير دخل من سوريا ولم يكن على قائمة الترقب التركية لمن يشتبه بانتمائهم إلى جماعات متشددة. وقال كورتولموش إنه يجري تعقب آلاف الأشخاص للاشتباه في صلاتهم بمتشددين، لكن المهاجم لم يكن من بينهم. وأكد كورتولموش أن المعلومات التي حصلت عليها الحكومة تشير إلى أن من قام بالتفجير الإرهابي هو سوري الجنسية، من مواليد عام 1988، وأن عدد الضحايا الذين سقطوا بلغ 10، وأن عدد الجرحى 15، اثنان منهم في حالة خطرة.
ولفت الانتباه إلى أن التنظيمات الإرهابية تقوم بعمليات ممنهجة في تركيا، وفي مناطق مختلفة من البلاد، انطلاقا من الشرق والجنوب الشرقي مرورا بأنقرة وصولا إلى إسطنبول. ودعا حلفاء تركيا إلى الوقوف إلى جانب الحكومة التركية في مواجهتها للإرهاب، إذ قال: «لا يمكن لدولة بمفردها أن تواجه تنظيما إرهابيا ممنهجا، علينا أن نكثف جهودنا في مواجهة الإرهاب». وأشار إلى أن «الهجوم هو انعكاس للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والتي أدت إلى دخول كثير من التنظيمات الإرهابية إلى الساحة السورية».
ولاحقا أعلنت أنقرة أن فرق مكافحة الإرهاب التركية شنت عملية أمنية ضد تنظيم داعش، أوقفت نتيجتها 16 شخصًا بينهم مواطن تركي واحد، يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم والإعداد لتنفيذ عملية إرهابية في أنقرة. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصادر أمنية أن فرق مكافحة الإرهاب، التابعة لمديرية أمن أنقرة، رصدت مجموعة من الأشخاص يقومون بعملية استكشافية لأبنية حكومية في مناطق حساسة في العاصمة، مشيرة إلى أن استخبارات الشرطة تعقبت المشتبه بهم، ومن ثم تم تنفيذ عملية أمنية أوقفوا خلالها في أقضية مختلفة في أنقرة. وأشارت المصادر إلى أن 15 من المشتبه بهم يحملون الجنسية السورية، حيث تمت إحالتهم إلى شعبة الأجانب بهدف ترحيلهم، عقب إجراء التحقيقات معهم، في حين تم إحالة المشتبه به التركي إلى المحكمة، التي قررت اعتقاله وإيداعه في السجن. ولفتت المصادر إلى أن القوات الأمنية صادرت خلال العملية الأمنية كمية كبيرة من الوثائق تعود للتنظيم.
إلى ذلك، أدان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الذي ضم سفراء تركيا في 146 دولة، والذي عقد في العاصمة التركية أنقرة، التفجير الانتحاري. وقال إردوغان: «علينا نحن كحكومة تركية، إلى جانب دول أوروبا وغيرها من الدول غير الداعمة للإرهاب، أن نكوّن موقفا قويا في مواجهة الإرهاب، وألا نترك الميدان خاليا أمام الإرهابيين والمخربين». وأضاف أن تركيا حازمة في مواجهتها تنظيم داعش، مشددا على أنه «لا توجد دولة صارمة وحازمة في مواجهتها تنظيم داعش مثل تركيا، كما لا توجد دولة دفعت الثمن نفسه الذي دفعته الحكومة التركية في مواجهة الإرهاب».
وأدانت أحزاب المعارضة التركية التفجير الانتحاري. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارِض كمال كليتشدار أوغلو: «إن أولئك الذين يستهدفون بلادنا بهجمة خائنة في السلطان أحمد لن يصلوا إلى هدفهم. أدين الإرهاب وأولئك الذين يتغذون على الرعب والكراهية». وفي وقت لاحق، ألقى كليتشدار أوغلو خطابًا أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، قال فيه إن التفجير أثبت أن حكم (حزب العدالة والتنمية) غير قادر على إدارة نفسه وهو يدخل في مزيد من المشكلات. وأدان الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش التفجير الانتحاري الذي وصفه بـ«المجزرة الوحشية».
وسارعت المعارضة السورية إلى إدانة التفجير، وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: «ندين بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة إسطنبول، ونتقدم بالتعازي لذوي الضحايا»، مؤكدًا على وقوفه إلى جانب تركيا في «التصدي لأعمال الإرهاب التي تستهدف أمنها واستقرارها». وأشار البيان إلى «تقديره بالنيابة عن الشعب السوري لمواقف الحكومة التركية وشعبها في مساندة الثورة السورية، وتقديم الدعم والمساندة لأكثر من مليوني سوري، اضطروا إلى اللجوء إلى تركيا نتيجة إجرام نظام بشار الأسد». وأضاف أن «الشعب السوري سيبقى وفيًا لكل من سانده في محنته، ويدين أي فعل إجرامي يخلُّ بروابط الأخوة والصداقة بين الشعبين، ويؤكد استمرار السعي لإحباط مخططات الإرهاب التي تخدم تحالف الشر بين (داعش) وإيران ونظام الأسد».
وأدان الاتحاد الأوروبي الانفجار الذي وقع في منطقة السلطان أحمد بإسطنبول. وقدم الاتحاد «تعازيه الصادقة إلى عائلات الضحايا الذين قضوا في التفجير اليوم»، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين. وأكد الاتحاد أنه يقف في صف واحد إلى جانب تركيا ضد كل أشكال الإرهاب، مضيفا أنه تم الإقرار بأن مكافحة الإرهاب هي أولوية لقمة الاتحاد الأوروبي وتركيا التي انعقدت في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عن دعمه لتركيا بعد الهجوم على ميدان السلطان أحمد الذي وصفه بـ«المفجع»، في حين قدم وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني تعازيه لنظيره التركي مولود تشاويش أوغلو خلال اتصال هاتفي. وقال جينتيلوني في تصريح لوزارة الخارجية الإيطالية: «إن إيطاليا وتركيا مصممتان أكثر من أي وقت مضى على مكافحة الإرهاب».
وأدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري التفجير الإرهابي، معربا عن تعازي جمهورية مصر العربية للشعب التركي ولأسر الضحايا من الدول الأخرى، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وجدد المتحدث أحمد أبو زيد، في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، التأكيد علي موقف مصر الثابت الداعي لتكاتف المجتمع الدولي في مواجهة هذه الظاهرة البغيضة، التي تستهدف النيل من استقرار الشعوب وسلامتها حول العالم، دون تمييز بين عرق أو دين.
وأدانت إيران بشدة اعتداء إسطنبول مشددة على ضرورة مكافحة «الإرهاب» وحل النزاعات في المنطقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري أن هذا الهجوم «يؤكد مرة جديدة ضرورة القيام بمعركة موحدة لبلدان المنطقة والعالم ضد الإرهاب والتطرف وضرورة تسوية فورية للأزمات في المنطقة»، معبرا عن «تضامنه مع الشعب والحكومة التركيين».



الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
TT

الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات التايوانية، اليوم (الجمعة)، أن السفن الصينية التي كانت تُجري منذ أيام تدريبات بحرية واسعة النطاق حول تايوان، هي الأكبر منذ سنوات، عادت إلى موانئها، الخميس.

وقال هسييه تشينغ-تشين، نائب المدير العام لخفر سواحل تايوان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» (الجمعة): «عاد جميع خفر السواحل الصينيين إلى الصين أمس، ورغم أنهم لم يصدروا إعلاناً رسمياً، فإننا نعدّ أن التدريب قد انتهى».

وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع التايوانية أن السفن الحربية، وتلك التابعة لخفر السواحل الصينيين، رُصِدت وهي تتجه نحو ساحل البر الرئيسي للصين.

وفي مؤشر إلى تكثيف بكين الضغط العسكري، كان مسؤول أمني تايواني رفيع قال، الأربعاء، إن نحو 90 من السفن الحربية والتابعة لخفر السواحل الصينيين قد شاركت في مناورات خلال الأيام الأخيرة تضمّنت محاكاة لهجمات على سفن، وتدريبات تهدف إلى إغلاق ممرات مائية.

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يمين) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

ووفقاً للمسؤول الذي تحدَّث شرط عدم كشف هويته، بدأت الصين في التخطيط لعملية بحرية ضخمة اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)، في محاولة لإثبات قدرتها على خنق تايوان، ورسم «خط أحمر» قبل تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها في يناير (كانون الثاني).

وأتت هذه المناورات بعد أيام على انتهاء جولة أجراها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً وتكهّنات بشأن ردّ صيني محتمل.

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تعدّها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة أو اعتبارها دولة ذات سيادة.