صالح والحوثيون «يحركون خلايا نائمة لزعزة أمن عدن»

«زودت بكشوفات وميزانية» من أجل استهداف كوادر العاصمة المؤقتة

صالح والحوثيون «يحركون خلايا نائمة لزعزة أمن عدن»
TT

صالح والحوثيون «يحركون خلايا نائمة لزعزة أمن عدن»

صالح والحوثيون «يحركون خلايا نائمة لزعزة أمن عدن»

كشفت اللجنة الأمنية العليا بالعاصمة عدن ممثلة بالمحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن العميد شلال شائع أن عمليات الاغتيالات في عدن تقف خلفها أجهزة استخبارات، زودت بكشوفات وخصص لها ميزانية لتنفيذها لتستهدف كوادر الأمن في الجنوب، مشيرة إلى أن الإجراءات الأمنية في عدن بدأت من بداية عام 2016، وأن هناك إجراءات ستكون حازمة أمام كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن.
وكشف محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية العميد عيدروس الزبيدي في مؤتمر صحافي عقده بمبنى ديوان المحافظة صباح أمس الثلاثاء أن المخلوع صالح والحوثيين يقفون خلف عمليات الاغتيالات في العاصمة عدن، مضيفًا هم يعملون عبر خلايا نائمة لزعزعة أمن عدن، حيث يريدون تعطيل عملية تطبيع الحياة في المحافظات المحررة، ولا يريدون لأبناء الجنوب أن يهنأوا بانتصاراتهم، أو نجاح عدن عاصمة سياسية على حد قوله.
ومضى محافظ عدن بالقول: اليوم نقيم هذا المؤتمر الصحافي بعد مرور شهر تقريبا على تولينا مسؤولية السلطة المحلية في عدن، والحقيقة التي وجب المصارحة بها، هو أننا اكتشفنا أن حجم المعوقات والمصاعب أكبر مما نتخيل، وهذا ما استدعى منا مضاعفة الجهد ويستدعي أيضًا من أشقائنا في دول التحالف مضاعفة الدعم لاستكمال بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية، وكذلك باقي القطاعات المدنية والخدمية، ونحن نعول بشكل أساسي على ما ستقدمه دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية من دعم سيشمل كل المجالات».
واستطرد بالقول إن «أهم عنصر ساعدنا على المضي في عملنا رغم كل المعوقات المتراكمة، هو التعاون الكبير من قبل أبناء عدن الذين كانوا أحرص الناس على تثبيت استقرار مدينتهم، خصوصا شباب المقاومة الجنوبية من أبناء عدن الذين لم يغيبوا للحظة عن المشهد، ويجري الآن تأهيلهم في صفوف الجيش والأمن ليساهموا بشكل رسمي ودائم في حماية مدينتهم وبنائها».
وقال محافظ عدن إن أبواب السلطة المحلية ستظل مفتوحة أمام كل المكونات والقوى الاجتماعية الحية في عدن لمناقشة وتلبية مطالبها واحتياجاتها والتعاون معها بما يسهم في تحقيق المصلحة الجمعية، ومن ثم الوصل سويا إلى تفاهمات ومشتركات تأسس لحقبة جديدة من الأمن والاستقرار في عدن عبر الحوار دون الوقوع في مغبة العنف أو الاقتتال.
وأوضح العميد عيدروس أن جهود قيادة العاصمة عدن تركزت خلال الشهر المنصرم على الجانبين الخدمي والأمني، مضيفًا أن المتغيرات الأخيرة جعلت أغلب اهتمامنا ينصب على النطاق الأمني، مؤكدًا أن السلطات الأمنية النظامية تمكنت خلال الأسابيع الفائتة من حماية أغلب مؤسسات الدولة خصوصا ذات الطابع الاقتصادي.
وأشار المحافظ إلى أن خطة قيادة العاصمة عدن سعت إلى تحقيق هدفين مزدوجين، الأول هو صهر فصائل المقاومة في عدن ضمن وحدات الجيش والأمن لإنهاء حالة الانفلات الأمني، وخلع لباس الميليشيات وارتداء لباس الدولة. أما الهدف الثاني فهو تمكين أبناء عدن من حماية مؤسساتهم ولكن عبر أجهزة الدولة الشرعية. ونحن نقوم حاليًا بتأهيل دفع جديدة من المقاومة الجنوبية والتي ستكون رافدا أساسيا لحماية أمن العاصمة عدن، مضيفًا بالتوازي مع ذلك استطعنا أن نضبط عددا كبيرا من عناصر الفوضى والمجاميع المسلحة الخارجة عن القانون، وهو ما تحقق بفضل الإجراءات الأمنية التي فرضت مؤخرًا.
وأكد محافظ عدن أن حظر التجوال سيتسمر لمدة شهر آخر حتى يتسنى للجنة الأمنية إنجاز التزاماتها الأمنية، والتسريع من وتيرة العمل بما يضمن الاستقرار النهائي للعاصمة عدن، مشيرًا إلى أن حرص قيادة العاصمة الكبير هو ترسيخ الاستقرار والأمن في عدن وأن الملف الأمني هو المدخل الرئيسي لإنعاش الحياة الاقتصادية في المدينة، وبالتالي رفع مستوى عيش أفرادها.. وكان ذلك على رأس الأسباب التي جعلنا نركز على إعادة تأمين وتفعيل مؤسسات الدولة ذات الطابع الاقتصادي مثل موانئ عدن الثلاثة: الزيت والحاويات والمعلا، وكذلك مطار عدن الدولي الذي وصلت عمليات الترميم فيه إلى مراحل متقدمة وسوف يبلغ كامل جاهزيته خلال الأيام القادمة.
وأردف الزبيدي قائلاً إن تعويلنا الأساسي هو على شباب مدينة عدن الذين سنمضي معهم لبناء مدينتهم التي نسعى إلى أن تكون عاصمة مثالية يفتخر بها الجميع، وأيادينا ممتدة لكل من يريد العمل معنا جنبًا إلى جنب لمواصلة المشوار الذي كان قد بدأ به الشهيد البطل اللواء جعفر محمد سعد».
بدوره، قال مدير أمن عدن العميد شلال شائع إن هناك كشوفات تم إعدادها من قبل المخلوع والحوثيين لاستهداف أبناء الجنوب وكوادرهم، والمستهدفون هم كل المناصرين للرئيس هادي والمحافظ ومدير الأمن بعدن، مشيرا إلى أن كل أبناء الجنوب لا يخافون، وأن الأمن بعدن لا يهاب من كل التهديدات وما يجري، وأن كل المحافظات الجنوبية ستقف صفا واحدا لمواجهة هذه الخلايا، مؤكدًا أن الخطة الأمنية تسير على مراحل وفي بداية تطبيقها.
وأبان شلال شائع أن عدن على مر التاريخ تلفظ الجسم الغريب وعندما يرفض أهلها فلن يكون هناك عفاشي ولا حوثي ولا قاعدي ولا داعشي، مضيفًا «نناضل ونضحي من أجل استعادة عدن لمكانتها»، موضحًا أن الاغتيالات أسلوب ممنهج وليست وليدة هذه المرحلة.. مشيرا إلى أن هناك أفرادا لا يتعدون الأصابع لا ثمن لهم يزعزعون الاستقرار.
وقال مدير أمن العاصمة عدن إن أجهزة الأمن استكملت واستوفت كل المعلومات صغيرة وكبيرة عن كل العناصر المطلوبة، مؤكدًا أن الحالة الأمنية في المنصورة مؤقتة وأنها ستكون قريبا في صدارة المديريات الأكثر أمانا واستقرارا.
وأضاف «المنصورة ستبقى منصورة بإذن الله»، شاكرًا في هذا السياق، قوات التحالف العربي التي قال إنها تعمل على تذليل كل الصعوبات التي تعيق تثبيت الأمن والاستقرار في عدن.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.