الأسهم السعودية والخليجية تواصل «نزيفها» مع خسائر النفط

«أرامكو» توضح لـ«كيان» أثر تغيير تعريفة الطاقة

الأسهم السعودية والخليجية تواصل «نزيفها» مع خسائر النفط
TT

الأسهم السعودية والخليجية تواصل «نزيفها» مع خسائر النفط

الأسهم السعودية والخليجية تواصل «نزيفها» مع خسائر النفط

على وقع الخسائر المتجددة التي تشهدها أسعار النفط، واصلت سوق الأسهم السعودية خلال تعاملاتها، يوم أمس (الثلاثاء)، تسجيل التراجعات، لينهي بذلك المؤشر العام تداولاته عند مستويات 6068 نقطة، بعد تداولات شهدت في الساعة الأولى تراجعات حادة، قلص مؤشر السوق من حجم تلك الخسائر بشكل كبير في منتصف التداولات، قبل أن يعود للانخفاض بشكل ملحوظ في الساعة الأخيرة.
وعلى الرغم من تسجيل أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 12 عامًا، فإن مؤشر سوق الأسهم السعودية يتمسك بمستويات ستة آلاف نقطة، كمستويات إغلاق، على الرغم من تسجيله أدنى مستويات الإقفال منذ نحو أربع سنوات، وسط عمليات شراء حذرة، تتم بعد وصول أسعار كثير من الشركات المدرجة، إلى مكررات ربحية مغرية للغاية.
وفي سياق ذي صلة، كشفت شركة «كيان السعودية للبتروكيماويات» عقب انتهاء تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس، أنها تلقت توضيحًا من «أرامكو السعودية»، يتضمن الإفادة بأن شركة «كيان» تعتبر من ضمن الشركات التي ستخضع للأسعار السابقة لبعض منتجات الطاقة، وذلك لفترة سماح سارية من التاريخ الفعلي للتوريد ولمدة سبع سنوات و90 يومًا، وذلك لمواد اللقيم (الإيثان والبيوتان) وغاز الميثان.
وأشارت «كيان» في بيان صدر عنها، إلى أن توريد مواد اللقيم وغاز الميثان المشار إليها، بدأت في فترات مختلفة خلال عام 2010، وعليه فسينعكس ذلك إيجابا على تقدير الأثر المالي المتوقع على زيادة تكاليف الإنتاج الإجمالية للشركة، والمشار إليه في إعلان الشركة الأخير بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) 2015، إذ سينخفض من 8.5 في المائة، إلى نحو واحد في المائة، من تكاليف الإنتاج الإجمالية للشركة، وذلك للعام المالي 2016، وسيظهر هذا الأثر ابتداءً من الربع الأول من العام المالي 2016.
ونوهت شركة «كيان» بأن فترة السماح لمواد اللقيم وغاز الميثان المشار إليها ستنتهي في الربع الثاني من عام 2017، وبشكل تدريجي - حسب تاريخ التوريد الفعلي لكل منها، وحتى الربع الرابع من عام 2017، وعليه يبدأ العمل بأسعار منتجات الطاقة الجديدة تدريجيًا ابتداءً من الربع الثاني من العام المقبل 2017، وقالت «سيُعلن عن الأثر المالي المتوقع من تطبيق أسعار مواد اللقيم وغاز الميثان الجديدة على تكاليف الإنتاج الإجمالية للشركة، قبل تاريخ العمل بها بوقت كافٍ».
وأمام هذه التطورات، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات يوم أمس (الثلاثاء) على تراجع بنسبة 1.8 في المائة، مغلقًا بذلك عند مستويات 6069 نقطة، بتراجع يبلغ حجمه نحو 108 نقاط، كأدنى إغلاق في أكثر من أربع سنوات، وسط تداولات بلغت قيمتها 5.7 مليار ريال (1.5 مليار دولار). وبدأت خلال تداولات سوق الأسهم السعودية، أمس، تداولات سهم شركة «الأندلس العقارية»، الذي أنهى أولى جلساته في السوق المالية السعودية عند مستويات 19.80 ريال (5.2 مليار دولار)، وذلك مقارنة بسعر الاكتتاب البالغ 18 ريالاً (4.8 مليار دولار)، محققًا بالتالي ارتفاعًا تبلغ نسبته نحو 10 في المائة (النسبة القصوى من الارتفاع المسموح بها في التعاملات اليومية).
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي دعت فيه هيئة السوق المالية السعودية المستثمرين والمهتمين إلى إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول مشروع «تعليمات الحسابات الاستثمارية»، بهدف تنظيم فتح الحسابات الاستثمارية لدى الأشخاص المرخص لهم، وتحديد القواعد الإشرافية والرقابية ذات الصلة بها، ويأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على تطوير الإجراءات المنظمة للحسابات الاستثمارية لدى الأشخاص المرخص لهم (المؤسسات المالية المرخص لها من الهيئة).
وأوضحت هيئة السوق أنها تتيح مشروع التعليمات على موقعها الإلكتروني، وستستمر في تلقي الملاحظات والاقتراحات لمدة 30 يومًا، وذلك عبر القنوات الرسمية للهيئة المعلن عنها في موقعها الإلكتروني، مؤكدة أن المقترحات والملاحظات التي ستتلقاها ستكون محل العناية، لاعتماد ‏الصيغة النهائية لمشروع التعليمات.
وتهدف التعليمات إلى تنظيم فتح وتشغيل الحسابات الاستثمارية لدى الأشخاص المرخص لهم في أنشطة التعامل أو الإدارة أو الحفظ، وتحديد القواعد الإشرافية والرقابية ذات الصلة بها، وتقع التعليمات في 17 مادة تتناول جوانب عدة، تتعلق بالحسابات الاستثمارية، من بينها آلية قبول العملاء، والبيانات الواجب توافرها في اتفاقية فتح الحساب الاستثماري، وتعليمات فتح الحساب الاستثماري وتشغيله، والتحويل من وإلى الحساب الاستثماري، والتوكيل على الحساب الاستثماري، وتعيين حارس قضائي عليه، وإقفال الحاسب الاستثماري، وتحديث بياناته، وتجميد الحسابات الاستثمارية، وتعليمات الحجز على الحسابات الاستثمارية والإفصاح عن معلوماتها.
وتقع من ضمن ما حددته التعليمات كذلك اشتراطات فتح الحساب الاستثماري للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين السعوديين، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، والأجانب المقيمين في السعودية، والأجانب غير المقيمين.
وتنطوي التعليمات على اشتراطات لفتح الحسابات الاستثمارية للأشخاص الطبيعيين (الكفيف أو الأمي، لمن هم دون سن 18 سنة، وفاقد الأهلية، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم)، وكذلك تحدد اشتراطات فتح الحساب الاستثماري للأشخاص الاعتباريين (الشركات السعودية والشركات من دول مجلس التعاون الخليجي)، وفتح الحساب الاستثماري للأشخاص الاعتباريين الأجانب، والمستثمر الأجنبي المؤهل أو العميل الموافق عليه، والصناديق المملوكة لجهة حكومية، والمنظمات غير الهادفة للربح في السعودية، وفتح الحسابات الاستثمارية للأوقاف، والمنظمات والهيئات الدولية.
وتشترط هذه التعليمات في مادتها الثالثة أنه يجب على الشخص المرخص له قبل قبول أي عميل وفتح حساب استثماري له، التأكد من وفائه بجميع التزاماته بموجب نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، وكذلك نظام مكافحة غسل الأموال ولائحته التنفيذية، ونظام جرائم الإرهاب وتمويله.
ويقضي مشروع التعليمات، في ما يتعلق بتشغيل الحسابات الاستثمارية وآلية التحويل من وإلى الحساب الاستثماري، بأنه يجب أن يُربط الحساب الاستثماري للعميل بحساب بنكي أو أكثر باسم العميل، وفي جانب ثان، على سبيل المثال، فإن مشروع التعليمات نص على أنه لا يجوز للشخص المرخص له الإفصاح عن معلومات أي حساب استثماري أو إيقاع الحجز التحفظي عليه، إلا بناء على طلب من هيئة السوق المالية أو سلطة قضائية مختصة بذلك.
من جهتها، هبطت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط أمس في موجة بيع واسعة النطاق مع قيام المستثمرين بجني الأرباح. وتراجع خام برنت صوب 30 دولارا للبرميل مقتربا من أدنى مستوياته في 12 عاما. لكنه تحسن بعد ذلك متجاوزا 32 دولارا بعد إغلاق بورصات الشرق الأوسط. وانخفضت أسعار النفط نحو 75 في المائة منذ منتصف 2014 نظرا لتخمة المعروض.
وهبط مؤشر بورصة قطر اثنين في المائة إلى 9477 نقطة مسجلا أدنى مستوياته في 27 شهرا.
وضغطت البنوك على المؤشر العام لسوق أبوظبي لليوم الثاني ليتراجع المؤشر 1.5 في المائة في ظل قلق المستثمرين بخصوص ربحية البنوك قبيل إعلان نتائج أعمال الربع الأخير من العام الماضي.
وانخفض سهم مصرف أبوظبي الإسلامي 5.9 في المائة وسهم بنك الخليج الأول 2.6 في المائة.
وهبط سهم «دانة غاز» اثنين في المائة. وقالت شركة الطاقة الإماراتية، إنها تخطط لخفض عدد العاملين في مقرها الرئيسي 40 في المائة وتقليص النفقات العامة والإدارية نحو النصف بين 2015 وأوائل 2016.
وتراجع مؤشر سوق دبي 0.7 في المائة إلى 2921 نقطة في ظل أحجام تداول متواضعة.
وانخفض سهم إعمار العقارية 3.2 في المائة لتبلغ خسائره منذ بداية العام 14.2 في المائة.



الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

سارعت البورصات الصينية والبنك المركزي إلى الدفاع عن اليوان وأسواق الأسهم المتدهورين يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة المستثمرين القلقين بشأن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وقدرة بكين على إنعاش الاقتصاد.

وقبل أسبوعين فقط من بدء ترمب رئاسته الثانية للولايات المتحدة، هزت تهديداته بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية اليوان، ودفعت عائدات السندات في البر الرئيسي إلى الانخفاض وأدت إلى بداية صعبة للأسهم في عام 2025.

ويوم الاثنين، ضعف اليوان الصيني الخاضع لسيطرة مشددة إلى أدنى مستوياته في 16 شهرًا، بينما لامس مؤشر الأسهم القيادية أضعف مستوياته منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث انخفض بنسبة 0.9 بالمائة خلال اليوم، قبل أن يغلق منخفضًا بنسبة 0.2 بالمائة. وانخفض المؤشر بنسبة 5 بالمائة خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من عامين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن البورصات الصينية طلبت من صناديق الاستثمار المشتركة الكبيرة تقييد بيعها للأسهم في بداية العام، مما يؤكد المزاج المتوتر في السوق.

وتلقت أربعة صناديق استثمار مشتركة كبيرة على الأقل مكالمات من بورصتي شنغهاي وشنتشن في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي و2 و3 يناير (كانون الثاني) الجاري، تطلب منهم شراء المزيد من الأسهم مما يبيعونه كل يوم.

وقالت بورصتا شنغهاي وشنتشن يوم الأحد إنهما اجتمعتا مؤخرًا مع مؤسسات أجنبية، وأكدتا للمستثمرين أنهما ستواصلان فتح أسواق رأس المال الصينية. وأفادت وكالة أنباء "ييكاي" المملوكة للدولة يوم الاثنين أن بنك الشعب الصيني قد يصدر المزيد من سندات اليوان في هونغ كونغ في يناير (كانون الثاني) الجاري، في إشارة إلى أن السلطات تريد امتصاص سيولة العملة لتخفيف المضاربة. وقالت فاينانشال نيوز، وهي مطبوعة للبنك المركزي، إن بنك الشعب الصيني لديه الأدوات والخبرة للرد على انخفاض قيمة اليوان.

وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو": "إن منع الانخفاض الحاد في قيمة اليوان سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتعافي الصين. أي انتعاش تكتيكي هذا العام سيحتاج إلى أكثر من مجرد تدابير تحفيزية، وخاصة ما إذا كانت الصين قادرة على التفاوض على صفقة مع الرئيس المنتخب ترمب".

وعانى ثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أدى تباطؤ سوق العقارات وتباطؤ الدخل إلى استنزاف الطلب الاستهلاكي وإلحاق الضرر بالشركات. كانت الصادرات واحدة من النقاط المضيئة القليلة، لكنها قد تواجه تعريفات جمركية أميركية باهظة في ظل إدارة ترمب الثانية.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4 بالمائة، بينما انخفض مؤشر "سي إس آي 300" الصيني بنسبة 4.3 بالمائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، فيما استقرت الأسهم الأوروبية في نفس الفترة.

وقدمت السلطات الصينية تدابير دعم مختلفة منذ سبتمبر (أيلول)، بما في ذلك مخططات المبادلة وإعادة الإقراض بقيمة إجمالية 800 مليار يوان (109 مليارات دولار)، لدعم ثقة المستثمرين ووضع حد أدنى للأسهم.

وكان اليوان يسجل بشكل روتيني أدنى مستوياته في عدة أشهر منذ فوز ترمب بالانتخابات الأميركية حيث أدى التهديد بالرسوم الجمركية إلى جانب المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي البطيء للصين إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وبلغ سعر اليوان الفوري 7.3301 مقابل الدولار يوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر 2023، بعد اختراق العتبة الرئيسية البالغة 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ عام 2023 يوم الجمعة. وانخفض اليوان بنسبة 2.8 بالمائة مقابل الدولار في عام 2024، وهو الانخفاض السنوي الثالث له، مما يعكس صراع معظم العملات ضد الدولار القوي.

وعلى الرغم من جهود الصين لوقف انخفاض اليوان من خلال المعايير اليومية التي تحددها، فإن انخفاض العائدات المحلية وقوة الدولار الواسعة النطاق قوضت جهودها.

وقال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 3.3 تريليون دولار قد يكون لها بعض أثر الحماية لتدفقات رأس المال الخارجة، على الرغم من أن الاستهلاك والتدفق الخارجي سيكونان سلبيين لمعنويات سوق الأسهم الصينية.

وأضافوا: "التوترات الجيوسياسية والسياسات الأميركية المحتملة قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال وخفض التصنيف مرة أخرى في عام 2025. ومع ذلك، نعتقد أن أسوأ عمليات بيع في سوق الصين كان يجب أن تنتهي".

وحذر البنك المركزي يوم الجمعة مديري الصناديق من دفع عائدات السندات إلى مستويات أدنى، وسط مخاوف من أن فقاعة السندات قد تعيق جهود بكين لإحياء النمو وإدارة اليوان.

وفي إشارة إلى التباطؤ الاقتصادي والضغوط الانكماشية المتجذرة، تتداول العائدات على السندات قصيرة الأجل، التي تستحق بعد سبع سنوات أو أقل، عند مستويات أقل من سعر الفائدة الرسمي، وهو سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام. كما وصلت العائدات طويلة الأجل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقال فريد نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى "إتش إس بي سي": "في حين وعد المسؤولون الصينيون بمزيد من التحفيز، مما يشير إلى المزيد من التيسير النقدي والمالي، ينتظر المستثمرون إشارات ملموسة على استجابة الطلب"، مؤكدا أنه "بعد العديد من التقلبات على مدار العام الماضي، هناك حاجة إلى أدلة أكبر على أن اقتصاد الصين يستجيب لإجراءات الاستقرار". وأضاف أن الاختبار الرئيسي لثقة المستهلك سيكون احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة الوشيكة، والتي تبدأ في 29 يناير (كانون الثاني) الجاري.