«بدون».. تعنى بثقافة شرق أوسطية وكل كتابها متطوعون

مجلة أميركية أفرزتها مرحلة ما بعد 11 سبتمبر

من أغلفة المجلة  -  دجار أزيمي كبيرة المحررين
من أغلفة المجلة - دجار أزيمي كبيرة المحررين
TT

«بدون».. تعنى بثقافة شرق أوسطية وكل كتابها متطوعون

من أغلفة المجلة  -  دجار أزيمي كبيرة المحررين
من أغلفة المجلة - دجار أزيمي كبيرة المحررين

في الشهر الماضي، نشرت مجلة «بدون» الأميركية الإنجليزية الورقية (المتخصصة في ثقافات الشرق الأوسط) في موقعها في الإنترنت محتويات أعدادها السابقة، منذ بداية صدروها قبل عشرة أعوام تقريبا. لأن المجلة لم تكن تصدر بانتظام، ولم تكن كثيرة التوزيع في أميركا، وكانت نادرة التوزيع في الشرق الأوسط. وفر موقع الإنترنت معلومات وتعليقات كثيرة عن أول مجلة من نوعها: أميركية ثقافية شرق أوسطية خاصة. وكانت ليزا فرجام، وهي أميركية إيرانية ومؤسسة المجلة ورئيسة تحريرها، قد قالت لصحيفة «نيويورك تايمز» بأنها اختارت اسم المجلة: «بدون»، لتصور هويتها هي. وذلك لأن والديها ولدا في إيران، وولدت هي في أميركا، وكانت تعيش في أوروبا. وقالت: «أحس بأني من دون وطن. أنتمي إلى عدة أوطان، أو إلى لا وطن».
وذكرت أنها، منذ سنوات الجامعة، أحبت الكتابة والعمل الصحافي، واهتمت بمواضيع مثل تداخل الحضارات والثقافات، وخاصة وسط الجيل الثاني من المهاجرين الشرق أوسطيين إلى الدول الغربية.
لحسن حظها، كان والدها رجل أعمال ناجحا في دبي. شجع بنته، وتبرع بدعم صدور المجلة من نيويورك (منذ عام 2010. صارت تصدر عن مؤسسة خيرية). لكن، لم تصدر المجلة بصورة منتظمة. كانت تصدر أحيانا مرة كل أربعة شهور، وصدرت مرة كل عام، بل لم تصدر منذ ثلاثة أعوام. والشيء المثير أن الصحافيين والكتاب يعملون فيها تطوعا، ومنهم كبيرة المحررين نجار أزيمي.
وصارت المجلة مع الزمن منبرا لكتاب الجيل الثاني من المهاجرين، ومن أبرزهم صوفيا الماريا (نصفها بدوي ونصفها أميركي) عن «البنت التي هبطت إلى الأرض». بعد ذلك بعامين، أصدرت سيرة حياتها في كتاب بنفس الاسم. وفي هذا العام، سيقام لها معرض في متحف ويتني (في نيويورك) اعتمادا على الكتاب.
ومن مبادرات المجلة المهمة نشرها رسومات كارتونية تحت عنوان: «سترايك امبايار باك» (اضرب الإمبراطورية) من وحي أفلام «ستار وورز» (حروب النجوم). وفيها أن أول فيلم «حروب النجوم» عرض في العراق كان في عام 1980، في مبنى قيادة حزب البعث، وبإشراف عدي صدام حسين (قتل مع أخيه قصي بعد غزو العراق عام 2003).
كان عمر عدي 15 عاما. وصار مغرما بسلسلة هذه الأفلام. بعد ذلك بسنوات، صار عدي قائدا لمنظمة «فدائي صدام» العسكرية. وأمر بأن يلبس الجنود ملابس تشبه ملابس أفلام «حروب النجوم»، ولبس هو زي «دارث فيدر»، قائد الإمبراطورية. ومن المواضيع الأخرى: ربيع العرب، أفلام باكستان المخيفة، مغني الراب الأميركي «إم أي إيه».
وتربط المجلة علاقات وثيقة مع مؤسسات ثقافية شرق أوسطية مثل: «أرت دبي» و«سيناماتيك طنجة» و«الشارقة الألفية» و«أشكال ألوان بيروت». لكن لم تحصر موضوعات المجلة بالشرق أوسطيين، بل نشرت للأفريقي بنيافانغا وينينا، والهندي أشين برابهالا، والأميركي غاري دوفلين.
ربما أكثر موضوع له صلة بزميلات مجلة «بدون» العربيات الشرق أوسطيات هو الذي كتبته أتيل عدنان، الشاعرة والرسامة الأميركية اللبنانية الشهيرة، التي كتبت عن زياراتها إلى الشرق الأوسط، وعن مجلات لبنان الثقافية، قائلة: كانت في بيروت، قبل أربعين عاما، مجلة ثقافية صغيرة باللغة الفرنسية اسمها: «موفي سانغ». لكن، لم تعش طويلا. كما أذكر أني نشرت في مجلة «شعر». وعندما كان يوسف الخال في أميركا، حاول إصدار مجلة شعرية، لكنه لم ينجح. وحين عاد نهائيا إلى لبنان عام 1955، أصدر مجلة «شعر» التي كانت تطبع في مطابع أخيه رفيق الخال. ومن الذين كتبوا فيها: نازك الملائكة، فدوى طوقان، إبراهيم شكر الله، أدونيس، سعدي يوسف، بدوي الجبل. كذلك أذكر «غاليري ون» في بيروت الذي كان يديره يوسف الخال وزوجته هيلين. كنا نسهر في منزل الخال في حي ظريف، وفي نهاية السهرة، يدعونا الخال لزيارة الغاليري، وفي نهاية الزيارة يشتري كل واحد منا لوحة أو أكثر. كذلك اشتهر يوسف الخال أيضا بإدارة «صالون الخميس» الذي كان يرتاده أدباء مثل: أدونيس، أنسي الحاج، شوقي أبو شقرا.
في عام 1966. زارت أتيل عدنان المغرب، وكتبت عن مجلة ثقافية صغيرة باللغة الفرنسية اسمها: «سوفليه» (أنفاس) التي كان ينشرها عبد اللطيف اللعبي. وكان يكتب فيها أدونيس، والأديب المغربي مصطفى نيسابوري، والأديب المغربي الفرنسي الطاهر بن جلون.
وصار عدنان واللعبي صديقين. تقول عن تلك المرحلة: «خلال تلك السنوات، كنا نؤمن بالقومية العربية. وكنا نحلم بالولايات العربية المتحدة. وقلت للعبي: لا يجب أن ننتظر حتى تؤسسها الحكومات، لنؤسسها نحن». وفي وقت لاحق، أغلقت «غاليري ون»، ومجلة «شعر» في لبنان (عام 1970). وفي المغرب، أغلقت مجلة «سوفليه»، وسجن اللعبي. وكانت أتيل عدنان ترسل له كتبا فنية وثقافية وهو في السجن.
(في عام 2009. نال اللعبي جائزة «جونكور» للشعر، وكان قد انتقل إلى فرنسا بعد إطلاق سراحه عام 1980.



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.