المعارضة السورية تقصف الفوعة وكفريا ردًا على حصار النظام و«حزب الله» لمضايا

39 قتيلاً بغارة روسية على سجن لـ«جبهة النصرة» في معرّة النعمان

المعارضة السورية تقصف الفوعة وكفريا ردًا على حصار النظام و«حزب الله» لمضايا
TT

المعارضة السورية تقصف الفوعة وكفريا ردًا على حصار النظام و«حزب الله» لمضايا

المعارضة السورية تقصف الفوعة وكفريا ردًا على حصار النظام و«حزب الله» لمضايا

عاشت المحافظات السورية أمس يومًا من أصعب أيام العنف الدموي، بفعل الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية على مدينة الشيخ مسكين بمحافظة درعا، في محاولة منها لدعم قوات النظام على الأرض، بينما ارتكبت مجزرة بقصفها سجنًا يقع تحت سيطرة «جبهة النصرة» في شمال سوريا ذهب ضحيته 39 قتيلاً. غير أن التطوّر الأبرز أمس تمثّل في قصف المعارضة المسلّحة بلدات الفوعة وكفريا ونبّل والزهراء الشيعية الواقعة تحت سيطرة النظام في شمال سوريا، ردًا على الحصار الذي يستمرّ النظام السوري و«حزب الله» في فرضه على بلدة مضايا في الريف الغربي لدمشق.
فلقد قصفت فصائل المعارضة المسلّحة المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح» بالمدفعية بلدتي الفوعة وكفريا الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في ريف محافظة إدلب الشمالي. وأعلن محمد الإدلبي، عضو تنسيقية مدينة بنّش، أن المعارضة «استهدفت الفوعة وكفريا بعدة قذائف مدفعية، ردًا على استمرار حصار القوات النظامية لبلدتي مضايا وبقّين في ريف دمشق، واستجابة لأهالي محافظة إدلب التي عمّت المظاهرات غالبية مناطقها خلال الأيام الأخيرة، للمطالبة بقصف الفوعة وكفريا إلى حين فك الحصار عن البلدتين في ريف دمشق». وأفادت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن وجود قتلى في القصف الذي طال بلدة الفوعة من قبل فصائل المعارضة.
وللعلم، تشهد مدن وبلدات محافظة إدلب مظاهرات يومية منددة باستمرار حصار قوات نظام الأسد والميليشيات المحالفة لها بلدتي مضايا وبقّين لأكثر من تسعة أشهر متواصلة، وتطالب فصائل المعارضة بالرد العسكري على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، في حال استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إليها.
أما «الجبهة الشامية» فاستهدفت صباح أمس بلدتي نبّل والزهراء الخاضعتين للقوات النظامية بريف محافظة حلب الشمالي بالهواوين. ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض، عن عضو المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية» رامي السيد، أن الجبهة «استهدفت نقاط تمركز القوات النظامية على أطراف بلدتي نبل والزهراء بمدافع هاون من عيار 160 ملم»، مؤكدًا «وقوع أربعة قتلى على الأقل وإصابة آخرين بجروح في صفوفهم، تم التأكد من سقوطهم عبر اختراق القبضات اللاسلكية للقوات النظامية، تزامنا مع سماع صفارات سيارات الإسعاف داخل البلدتين». وأشار السيد إلى أنَّ البلدتين الشيعيتين رغم حصارهما من قبل المعارضة «تملكان طريق إمداد وحيد في الجهة الشمالية منهما وصولا إلى مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تمدّهما بالغذاء والدواء».
هذا، وخرجت أمس (السبت) مظاهرات في عدد من المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حلب، تطالب بفك الحصار عن بلدة مضايا. وأعلن الناشط الإعلامي المعارض أبو محمد الحلبي لـ«مكتب أخبار سوريا» أن ناشطين في مدينتي تل رفعت ودارة عزة وفي بلدة الأبزمو بريف حلب، إضافة إلى حيي الشعّار والصاخور في مدينة حلب «نظموا مظاهرات طالبت بفك الحصار عن بلدة مضايا في ريف دمشق». وأشار إلى أن المتظاهرين «دعوا الجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليتهما أمام الشعب السوري عامة وبلدة مضايا خاصة، التي وصل معدل الوفيات فيها بسبب الجوع إلى ثلاثة أشخاص يوميًا».
أما على صعيد العمليات العسكرية الشمال السوري، فقد قتل 39 شخصًا غالبيتهم من السجناء، حصيلة الغارة الروسية التي استهدفت السبت مبنى يضم محكمة وسجنا، تابعين لـ«جبهة النصرة» في مدينة معرة النعمان بجنوب شرقي محافظة إدلب، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارة الروسية على المبنى التابع لجبهة النصرة الذي يضم محكمة وسجنا في مدينة معرة النعمان إلى 39 شخصا، غالبيتهم من السجناء لدى الجبهة، وهم بمجملهم من مقاتلي الفصائل، بالإضافة إلى خمسة مدنيين بينهم طفل. ويقع السجن المستهدف بالقرب من سوق شعبية في معرة النعمان.
كذلك أدى القصف الروسي على بلدة دير جمال في ريف محافظة حلب الشمالي، إلى مقتل شخصين، في حين شَّن الطيران الروسي فجر أمس تسع غارات على أطراف مدينتي تل رفعت ودير جمال الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، ما تسبب باندلاع حريق كبير في مصفاة لتكرير النفط بالقرب من مدينة دير جمال.
إلى ذلك، قام طيران النقل العسكري التابع للقوات الجوية الروسية عام 2015 بأكثر من 280 طلعة في سوريا بهدف إعداد البنية التحتية لمطار «حميميم» العسكرية، ونقل حمولة تزن نحو 14 ألف طن من الأسلحة والذخائر. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية العقيد إيغور كليموف «في إطار إعداد البنية التحتية لمطار حميميم في سوريا، نفذت طواقم طائرات إيل - 76 وإن - 124 (رسلان) أكثر من 280 طلعة، ونقلت حمولة بلغت 13750 طنا».
أما في مناطق سوريا الأخرى، فقد قصفت قوات النظام مدينتي الشيخ مسكين وإبطع في ريف محافظة درعا الشمالي بجنوب البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات حربية روسية، نفذت ما لا يقل عن 12 غارة منذ صباح السبت (أمس) على مناطق في الشيخ مسكين. وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى في الشيخ مسكين، أسفرت عن خسائر بشرية لدى الطرفين»، ولفت إلى أن الهليكوبترات العسكرية قصفت بالبراميل المتفجرة بلدات داعل وجاسم وإبطع في ريف درعا.
وأخيرًا، مناطق الغوطتين الشرقية والغربية قرب العاصمة دمشق لم تكن أفضل حالاً، إذ قصف النظام بلدتي كفربطنا وسقبا في الغوطة الشرقية ما أدى وقوع جرحى وأضرار مادية في المنطقة، واستهدفت مدفعية النظام بلدة جسرين بالمدفعية الثقيلة، كما قصفت الهليكوبترات بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا الملاصقة لدمشق بالغوطة الغربية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.