موجز دوليات

موجز دوليات
TT

موجز دوليات

موجز دوليات

* متمردو بوروندي يتعهدون بالإطاحة سريعًا برئيس البلاد
بوجومبورا - «الشرق الأوسط»: نفى زعيم للمتمردين في بوروندي، أمس، احتمال إجراء محادثات سلام مع الحكومة، متعهدًا بالإطاحة بالرئيس بيير نكورونزيزا من السلطة «في وقت قصير للغاية»؛ حيث قال الليفتنانت كولونيل إدوارد نشيميريمانا: «سمعنا بمشاعر من السخط أن نكورونزيزا يرفض جميع أشكال الحوار»، في إشارة فيما يبدو إلى قرار الحكومة بعدم المشاركة في محادثات السلام، التي كانت مقررة من قبل وسطاء أوغنديين في تنزانيا في وقت سابق هذا الأسبوع. وأضاف موضحًا: «نؤكد للمواطنين البورونديين والمجتمع الدولي أن حركة القوات الجمهورية في بوروندي (فوريبو) لن تقبل على الإطلاق باستمرار بقاء رئيس مجرم في الحكم».

* مقتل 4 خلال اشتباكات بين الحكومة ومتمردين في ميانمار
يانجون - «الشرق الأوسط»: أفادت تقارير إعلامية رسمية بأن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم خلال أسبوع من القتال بين قوات الحكومة وجماعة عرقية متمردة في ولاية راخين في ميانمار. وذكرت صحيفة «مياوادي» التابعة للجيش في ميانمار، أن قوات الحكومة اشتبكت مع عناصر من حركة «جيش أراكان» 15 مرة خلال الأسبوعين الأخيرين بالولاية التي تقع غرب البلاد.
وكان الجيش قد أعلن أنه سيواصل شن الهجمات ضد عناصر حركة «جيش أراكان» حتى يتم تطهير المنطقة من جميع المتمردين. بينما تقول حركة «جيش أراكان» إنها تقاتل من أجل الحصول على حق تقرير المصير لعرقية أراكان.

* الجيش الفنزويلي يندد بالمعارضة ويكرر ولاءه المطلق للرئيس
كراكاس - «الشرق الأوسط»: كرر الجيش الفنزويلي «ولاءه المطلق ودعمه غير المشروط» للرئيس نيكولاس مادورو، حسب ما أعلن وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، مساء أول من أمس؛ إذ قال الوزير والقائد العام للقوات المسلحة إن «الرئيس هو أعلى سلطة في الدولة، ونحن نجدد تأكيدنا على ولائنا المطلق ودعمنا غير المشروط». وندد بمحاولة المعارضة سحب رمزية تشافيز وبطل الاستقلال اللاتيني - الأميركي سيمون بوليفار من مبنى البرلمان، معربًا عن «السخط العميق» للقوات المسلحة.

* انتخابات الرئاسة بجمهورية أفريقيا الوسطى تتجه لجولة إعادة
بانجي - «الشرق الأوسط»: يتقابل رئيسا وزراء سابقان بجمهورية أفريقيا الوسطى في جولة الإعادة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي، وذلك وفقًا للنتائج التي تم إعلانها بعد فرز الأصوات النهائي أمس.
وحصل أنيسيت جورج دولوجيل، وهو خبير في الشؤون المالية، على نحو 24 في المائة من الأصوات وفقًا للأرقام التي أعلنتها اللجنة الانتخابية.
بينما حل الأكاديمي السابق فوستين أرشانج تواديرا ثانيًا بحصوله على نحو 19 في المائة من الأصوات، لكن يتطلب الأمر حاليًا تأكيد المحكمة الدستورية النتائج بعد فحصها للتأكد من عدم وجود مخالفات. ومن المتوقع أن تجرى جولة الإعادة في 31 من يناير (كانون الثاني) الحالي.



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.