روحاني: لا سلام أو استقرار في المنطقة من دون إيران

الرئيس الإيراني يزور سلطنة عمان في أول جولة خليجية

روحاني: لا سلام أو استقرار في المنطقة من دون إيران
TT

روحاني: لا سلام أو استقرار في المنطقة من دون إيران

روحاني: لا سلام أو استقرار في المنطقة من دون إيران

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن المنطقة لا يمكن أن تنعم بالسلام والاستقرار دون بلاده، مشيرا إلى أن الفضل في ذلك يعود لعائلات الشهداء التي ضحت بالغالي والنفيس. جاء ذلك خلال كلمة له في الملتقى الوطني ليوم تخليد الشهداء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وقال روحاني بأن الانتصار الذي حققه الشعب الإيراني جاء بفضل وحدته وارتباطه بولاية الفقيه. وأشار إلى الحرب التي فرضها النظام البعثي العراقي على إيران، وقال: «الشعب الإيراني كان مظلوما جدا حيث إن الجميع من شرق العالم إلى غربه وقف في صف واحد مع الظالم والمعتدي ضد الشعب الإيراني».
وتطرق إلى الدول التي مدت العراق بالسلاح والطائرات آنذاك والدول الأخرى التي سهلت عملياته العسكرية ضد إيران، وقال: «العالم كله هب ليساعد المعتدي لكننا قاومنا وصمدنا وتمسكنا بأهدافنا ومبادئنا وحاربنا ليكون النصر حليفنا». ونقلت «إرنا» دعوة روحاني إلى الوحدة بين أبناء الشعب في مواجهة الأعداء، وعد يوم الشهيد يوم العزة والصمود أمام المعتدين.
يشار إلى إيران والعراق خاضتا حربا استمرت ثماني سنوات من عام 1980 وحتى عام 1988 وأودت بحياة قرابة مليون شخص.
من جهة ثانية يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة إلى مسقط غدا الأربعاء تستغرق يومين محورها التعاون الثنائي والتوتر في الخليج، بحسب ما أعلن سفير إيران لدى عمان أمس. وقال السفير الإيراني لدى مسقط علي أكبر سيبويه خلال مؤتمر صحافي بأن «روحاني سيزور مسقط الأربعاء لمدة يومين استجابة لدعوة من السلطان قابوس بن سعيد» الذي قام بزيارة طهران في أغسطس (آب) الماضي. وأضاف أن روحاني والسلطان قابوس سيجريان محادثات ستتركز «حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها وتبادل وجهات النظر حول ضرورة استتباب الأمن والاستقرار». وتابع أن قابوس وروحاني سيتطرقان إلى «الأزمة السورية وسبل حلها بالطرق السلمية وإخراج الإرهابيين الأجانب من سوريا». وروحاني هو ثاني رئيس إيراني يزور سلطنة عمان منذ الثورة الإسلامية عام 1979 بعد أن قام الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بزيارة عام 2007.
وبالإضافة إلى الشؤون السياسية، يسعى البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري الذي وصل إلى مليار دولار عام 2013. وأوضح أن الزيارة «ستفتح الباب على مصراعيه للاستثمارات المشتركة» مشيرا إلى «ضخ عشرة مليارات دولار حتى نهاية العام الحالي 2014 في مجال الاستثمارات المشتركة».
وقال: «ستقوم إيران بضخ أربعة مليارات دولار اعتبارا من العام الحالي للاستثمار في ميناء الدقم العماني على بحر العرب في مشاريع تشمل إنشاء مائة خزان كبير للنفط والغاز الإيراني يتم إعادة تصديرها». وتحدث السفير عن مشاريع في ميناءي صلالة وصحار وإنشاء مصنعين للأدوية الطبية ومستشفى بسعة 400 سرير. وأوضح سيبويه أن «الاستثمارات العمانية في إيران ستشمل مشاريع في مجالات التعليم والبتروكيماويات واستخراج النفط تصل في تكلفتها إلى أربعة مليارات دولار». وأشار إلى «مشروع لمد أنبوب لنقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان سيتم إنجازه خلال سنتين».
وأضاف أن «هناك فكرة لربط البلدين بجسر بحري» فوق مضيق هرمز دون مزيد من التفاصيل. وختم قائلا: إن بلاده «تريد أن تقف مع الذين وقفوا إلى جانبنا أيام الشدة بكل صدق فهناك فضل كبير لجلالة السلطان قابوس لتقريب وجهات النظر بين إيران مع المجموعة الغربية 5+1». وقد قامت عمان خلال الأعوام الأخيرة بدور الوسيط بين طهران والدول الغربية.



قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
TT

قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، رفع مستوى التأهب لمواجهة أي هجوم إيراني مباغت، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى «احتمالات ضعيفة للغاية».

وأوضحت مصادر أمنية مقربة منه أن التصريحات المتداولة في واشنطن وتل أبيب بشأن تصاعد التوتر واحتمالية شن هجوم أميركي على طهران لا تعكس بالضرورة قراراً وشيكاً.

وأضافت المصادر أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا مختلف الخيارات والسيناريوهات، بما في ذلك مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكن الرئيس لم يتخذ حتى الآن قراراً نهائياً بهذا الشأن.

وأفادت المصادر بأن بعض القوى في الجهاز الأمني الإسرائيلي ترى أن التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، عقب الضربات التي تلقتها إيران و«حزب الله» اللبناني و«حماس»، التي بلغت ذروتها بانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، قد تدفع إيران لاتخاذ إجراءات انتقامية متطرفة ضد إسرائيل.

ومع ذلك، تؤكد التقديرات السائدة بين القيادات الأمنية في تل أبيب أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفاً للغاية. لكن، حرصاً على عدم وقوع مفاجآت، أصدر هيرتسي هليفي توجيهات باتخاذ تدابير احترازية صارمة، بما في ذلك رفع جاهزية سلاح الجو وقوات الدفاع الجوي للتعامل مع أي تطورات محتملة.

تحديات طهران

ويرى المؤيدون لاحتمالية قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل في الوقت الراهن أن تدهور الأوضاع الداخلية في طهران يشكل دافعاً لمثل هذا التحرك. ويتجلى هذا التدهور في الانهيار الحاد لقيمة الريال الإيراني، وتصاعد الانتقادات للمسؤولين، وعودة بوادر الاحتجاجات الشعبية، بالإضافة إلى مشكلات التلوث وانقطاع التيار الكهربائي، والضغوط الأميركية المتزايدة. ومن المرجح أن تتفاقم هذه التحديات مع دخول الرئيس الجديد، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض، مما يضع حكام إيران أمام تحديات إضافية.

ووفقاً لما نقله موقع «واللا» العبري، فإن ترمب، المعروف بسياساته غير المتوقعة، قد يتخذ خطوات مفاجئة من شأنها خلخلة التوازنات القائمة في المنطقة. وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الأحد، هذا الموضوع، مشيرةً إلى أن هذه التحولات تصب في مصلحة إسرائيل، نظراً لدعم ترمب المطلق لها ورفضه القاطع السماح لإيران بتطوير قدراتها النووية.

في هذا السياق، أفادت مصادر أمنية في تل أبيب بوجود «قلق واضح» في إسرائيل والولايات المتحدة من احتمال أن تقدم طهران على اتخاذ «خطوة متطرفة»، رداً على الضربات التي تلقتها أو قد تتلقاها مستقبلاً، تتمثل في التوجه نحو تطوير تسلح نووي بوتيرة متسارعة. وترى تل أبيب وواشنطن أن من واجبهما التدخل بالقوة لمنع هذا السيناريو.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

خيارات العمل العسكري

وفي تقرير نشره مراسل «أكسيوس» في تل أبيب، باراك رافيد، أشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع مستشاريه احتمالية شن هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأوضح التقرير أن هذا الخيار سيصبح وارداً في حال توافرت معلومات تفيد بأن طهران بدأت بتحقيق تقدم سريع في تطوير أسلحة نووية، وذلك قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مهامه الرسمية في البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي.

وجاء في تقرير موقع «واللا» الإلكتروني، الخميس الماضي، أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، عرض على بايدن «قبل بضعة أسابيع» خيارات لشن عمل عسكري أميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في حال تسارع النظام في طهران نحو تطوير أسلحة نووية قبل نهاية ولاية بايدن في 20 من الشهر الحالي، وفقاً لما نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة.

وأشار التقرير إلى أن توجيه ضربة أميركية ضد البرنامج النووي الإيراني خلال فترة يعد فيها بايدن «بطة عرجاء» سيكون بمثابة مقامرة كبرى. فمن جهة، أكد الرئيس الأميركي التزامه بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، لكن من جهة أخرى، فإن تنفيذ هجوم كهذا قد ينطوي على خطر نقل أزمة إقليمية أكبر في الشرق الأوسط إلى خليفته، دونالد ترمب.

وذكرت المصادر أن «بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا خلال الاجتماع مختلف الخيارات والسيناريوهات، لكن الرئيس لم يتخذ قراراً نهائياً». وأضافت أن بعض مساعدي بايدن، ومن بينهم سوليفان، «يرون أن تآكل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية والقدرات الصاروخية، إلى جانب الضعف الكبير لوكلاء إيران في المنطقة، قد يعزز فرص توجيه ضربة ناجحة ضد المنشآت النووية، مع تقليل مخاطر الانتقام الإيراني والتصعيد الإقليمي».

وقال الدبلوماسي السابق، داني زاكن، إن «ترمب، يبدو مصمماً على استعادة مكانة الولايات المتحدة كأكبر قوة عالمية. لا يبدو هذا التقدير بعيداً عن الواقع، حيث من المتوقع أن تكون ولايته هذه مختلفة تماماً عن (الولايات العادية) التي شهدتها إدارة الرؤساء الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين، وأن التغييرات ستتم بسرعة أكبر وبعظمة أكبر من تلك التي حدثت في ولايته السابقة». وأضاف: «استناداً إلى محادثات أجريتها مع مسؤولين سابقين وآخرين في الإدارة المقبلة، ومع موظف كبير في البنتاغون، إضافة إلى مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على الاتصالات مع كبار مسؤولي الإدارة الجديدة، تبدو الأمور أكثر من إيجابية لإسرائيل، ولديها طابع عملي للغاية».

وفيما يتعلق بإيران وإمكانية شن هجوم ضدها، قال زاكن إن هناك نيةً من الإدارة الجديدة لتوسيع وتطبيق العقوبات على صادرات النفط الإيراني إلى الصين، وهو المصدر الأساسي لتمويل النظام في طهران. ومع ذلك، من المحتمل أن يفضل ترمب خوض مفاوضات مع النظام الإيراني على أساس التهديد، بهدف التوصل إلى اتفاق يجبره على التنازل الكامل عن برنامجه النووي تقريباً.

وأضاف: «ترمب ليس من محبي الحروب، بل هو محب للصفقات الكبيرة، ومصمم على تنفيذها بسرعة». وذكر أيضاً: «ترمب يسعى لصفقة كبرى، شاملة، تقوم على أساس (صفقة القرن) من جوانب اقتصادية وأمنية. الرئيس الحالي ليس دونالد ترمب 2017، بل أصبح أكثر نضجاً بكثير، ويعرف خفايا الإدارة. على مدار سنوات إدارة بايدن، تابع عن كثب القضايا المركزية، خصوصاً القضايا الخارجية. وإذا كان قد احتاج إلى عامين في ولايته السابقة لتنفيذ التغييرات الكبرى في الشرق الأوسط، فسيتم ذلك الآن في بداية ولايته».

وحسب مصدر آخر نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن ترمب يسعى إلى اتفاق مع إيران، لكنه يعتمد على إسرائيل للضغط العسكري على طهران، بهدف تسريع تراجعها عن مطالبها السابقة والتوجه نحو اتفاق نووي يرضي جميع الأطراف.